العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الكويت.. التاريخ والجغرافيا.. والمستقبل كذلك

قد‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬الجغرافيا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬لعوامل‭ ‬عديدة‭.. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تكشفه‭ ‬علوم‭ ‬الطبيعة‭ ‬والجيولوجيا،‭ ‬وحتى‭ ‬الغزو‭ ‬والاستعمار‭.. ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬مهما‭ ‬طمس‭ ‬من‭ ‬حقائق‭ ‬ومعلومات‭.. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬يقف‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬فيها‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭.‬

اليوم‭ ‬وغدا‭ ‬25‭ ‬و‭ ‬26‭ ‬فبراير‭ ‬تحتفل‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬باليوم‭ ‬الوطني‭ ‬وذكرى‭ ‬التحرير‭.. ‬احتفالية‭ ‬العيد‭ ‬الوطني‭ ‬هي‭ ‬الـ‭ ‬63،‭ ‬وذكرى‭ ‬التحرير‭ ‬هي‭ ‬الـ‭ ‬33‭.. ‬وما‭ ‬بين‭ ‬العقود‭ ‬الستة‭ ‬للاستقلال،‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬للتحرير‭.. ‬ثمة‭ ‬تحولات‭ ‬وتحديات‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬الكويت،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬النجاح‭ ‬حليفها،‭ ‬والتكاتف‭ ‬مصيرها‭.. ‬مهما‭ ‬تباينت‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬الكويتي‭.‬

أهم‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬تمزج‭ ‬ذكرى‭ ‬الاستقلال‭ ‬مع‭ ‬ذكرى‭ ‬التحرير‭.. ‬هي‭ ‬نداء‭ ‬عام‭ ‬لأهل‭ ‬الكويت‭ ‬بأن‭ ‬المصير‭ ‬واحد‭ ‬والهدف‭ ‬مشترك،‭ ‬وأن‭ ‬الأجداد‭ ‬الذين‭ ‬ناضلوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬عبدالله‭ ‬السالم،‭ ‬وأن‭ ‬الآباء‭ ‬الذي‭ ‬استشهدوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرير،‭ ‬وضحوا‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬لتعود‭ ‬الكويت‭ ‬إلى‭ ‬شعبها‭ ‬وأهلها‭.. ‬قد‭ ‬جعلوا‭ ‬الكويت‭ ‬أمانة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬يجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادتها،‭ ‬وتماسك‭ ‬شعبها،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الكويت‭ ‬دائما،‭ ‬مهما‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬محن‭.‬

عبق‭ ‬الماضي،‭ ‬مع‭ ‬ازدهار‭ ‬الحاضر،‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭.. ‬ركائز‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ومواقفها‭ ‬تجاه‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والقضايا‭ ‬الإنسانية،‭ ‬تتصدر‭ ‬المواقع‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬ونموذج‭ ‬رائد‭ ‬ومتميز‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬والعدالة‭ ‬والإنسانية‭.‬

بالأمس‭ ‬تابع‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬مقطعا‭ ‬مصورا‭ ‬للحظة‭ ‬بكاء‭ ‬السفير‭ ‬الكويتي‭ ‬لدى‭ ‬هولندا‭ ‬علي‭ ‬الظفيري،‭ ‬خلال‭ ‬المرافعة‭ ‬أمام‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتمالك‭ ‬السفير‭ ‬الكويتي‭ ‬دموعه،‭ ‬كإنسان‭ ‬أولا،‭ ‬وكويتي‭ ‬ثانيا،‭ ‬وعربي‭ ‬ثالثا،‭ ‬ومسلم‭ ‬رابعا‭.. ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإرهاب‭ ‬والطغيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬قائلا‭: (( ‬إن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستشارية‭ ‬الحالية‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬فلماذا‭ ‬إسرائيل‭ ‬تفلت‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬العقاب؟‭ ‬ولماذا‭ ‬فُقدت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأرواح‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬وعدم‭ ‬تحرك‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي؟‭))‬

وهذه‭ ‬رسالة‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬تاريخها‭ ‬ولا‭ ‬جغرافيتها‭.. ‬تؤكد‭ ‬موقفها‭ ‬الثابت‭ ‬وتعلن‭ ‬دعمها‭ ‬المتواصل‭ ‬لفلسطين‭.. ‬وكأنها‭ ‬تقول‭ ‬إنه‭ ‬مهما‭ ‬تكالبت‭ ‬الأمور‭.. ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬سيستطيع‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.‬

كل‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬يعشقون‭ ‬الكويت‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬بشكل‭ ‬مميز‭ ‬ومرتبط‭ ‬بجذور‭ ‬الأرض‭ ‬وعلاقة‭ ‬الدم‭ ‬والنسب‭.. ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تفك‭ ‬أسراره‭ ‬وكيميائيته‭ ‬أي‭ ‬كتب‭ ‬وعلوم‭.. ‬وستظل‭ ‬الكويت‭ ‬والبحرين‭ ‬يجمعهما‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬والقواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬والرابط‭ ‬الخليجي‭ ‬الكبير‭.‬

نشتاق‭ ‬لكويت‭ ‬الماضي‭ ‬العريق‭.. ‬نشتاق‭ ‬لكويت‭ ‬الحاضر‭ ‬المشرق‭.. ‬ونشتاق‭ ‬لكويت‭ ‬المستقبل‭.. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والكويت‭ ‬الحبيبة‭ ‬بألف‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬وشعبها‭ ‬الوفي‭ ‬الكريم‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا