على مسؤوليتي
علي الباشا
عادت حليمة لعادتها القديمة
} والعنوان لمثل عربي شائع، بطلته (حليمة) ويضرب لمن أقلع عن عمل ثم عاد إليه، والمثل يكاد أن يضرب لكثير من الأشياء المتشابهة، وهنا نريد أن نطابق بينه وبين اتحاد الكرة في تكوين المنتخبات؛ فبعد أن كان يترك للمدربين المتعاقد معهم ليختاروا اللاعبين بناء على مشاهداتهم الميدانية، عاد إلى الطلب من الأندية ترشيح لاعبين لمنتخبات الفئات ليعمل تصنيفا لهم من خلال مستشاره الأجنبي.
} وأعتقد أن هذا الأسلوب عفا عليه الزمن، وخاصة أن الأندية وفق هذا الأسلوب لا تُرشح اللاعبين الأفضل لديها، لأن المدربين في الأغلب يسعون للمنافسة في مشاركاتهم التنافسية بالدوري؛ وخوفا عليهم من الإصابات، ورغبة في المنافسة المحلية، فهم يقومون بحجبهم عن أي اختيارات حقيقية تأتي من مدربين متابعين بشكل مستمر، وهذا حدث في الموسم الحالي، وجاءت وفق ترشيحات الأندية.
} هذا خطأ فادح عانينا في مواسم سابقة؛ نظرا لتأخر الاتحاد في التعاقد مع المدربين، وبالتالي يأتون لقوائم جاهزة، وهو أمر طال حتّى الفريق الوطني الأول حين جاء بيتزي (المُقال)، فالقائمة الأصلية كانت حاضرة قبل أن يتسلم مهامه، ولذا هو ظل في (حيص بيص)، ولم يتوصّل إلى القائمة التي يُمكن اعتبارها من بنات أفكاره، ولذا أربكته في النهائيات الآسيوية، ولهذا السبب وضع اللوم عليه!
} لكن أنا هُنا أركز على المنتخبات الأخرى، و(الفئات) تحديدا، فما الأسباب التي جعلت بيت الكرة يتأخر في إعلان مدربينه مع قرب نهاية الموسم، وهو عاش مثل هذا الخطأ من قبل، وأقيمت الدنيا ولم تقعد عنه، ومع ذلك لم يتعلّم منها، فانعكس ذلك ليس على التكوين فقط؛ ولكن أيضا على نتائج مشاركة منتخباتنا خارجيّا، إلا إذا كنّا ننسى سريعا، ولا نستذكر أن مشاركاتنا ذهبت هباء منثورا.
} فالنجوم الصاعدون في المنتخب الحالي وفي الأندية، لم يكن تخريجهم عشوائيا ولم يُنتدبوا من مدربي أنديتهم، بل مرّوا (بمسطرة) انتقاء من قبل مدربي فئات المنتخبات، بدءا من المهرجان والأشبال والناشئين والشباب، وحيث كانت جهود مربين مجتهدين أمثال نجم الدين والطيب والزواوي وبلحسن، من غير أن أنسى حمد محمد وجمال قايد ومحمد فهد والقائمة تطول.
} طبعا هنا لا نقلل من دور الأندية في الاكتشاف والصقل، فالأسود وكميل ومرهون وحميدان والشيخ والدخيل وسيد مهدي وعبدالله يوسف وغيرهم اختيروا من قبل مدربي المنتخبات بعد مشاهدتهم مرات في مباريات تنافسية مع أنديتهم، ولاحظوا تحركاتهم بالكرة ومن دونها، ولديهم تواصل مع مدربي الأندية ومسؤوليها عبر إداريين يقدرون المسؤولية ويعشقون عملهم كتركي الدوسري وعمران والرقراق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك