العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

البشت والغترة.. وقراء رمضان

منذ‭ ‬فترة‭ ‬لاحظت‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ -‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جميع‭ -‬أئمة‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة،‭ ‬يرتدون‭ ‬‮«‬البشت‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬الصلوات‭ ‬الخمس،‭ ‬وخطبة‭ ‬وصلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬والعيدين،‭ ‬وحينما‭ ‬سألت‭ ‬عن‭ ‬السبب؟‭ ‬قيل‭ ‬لي‭: ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬توجيهات‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬المختصة‭ ‬بإلزام‭ ‬الأئمة‭ ‬لبس‭ ‬‮«‬البشت‮»‬،‭ ‬احتراما‭ ‬وتوقيرا‭ ‬لدور‭ ‬العبادة،‭ ‬وتعزيزا‭ ‬لثقافة‭ ‬وطنية‭ ‬أصيلة‭.. ‬وإن‭ ‬الوزارة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يوفر‭ ‬‮«‬البشت‮»‬‭ ‬من‭ ‬ميزانيتها‭.‬

وبالأمس‭ ‬القريب،‭ ‬تابعنا‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬بإلزام‭ ‬أئمة‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬لبس‭ ‬‮«‬البشت‮»‬‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬والعيدين،‭ ‬امتثالا‭ ‬للأمر‭ ‬الصادر‭ ‬بإلزام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الحكومي،‭ ‬كالوزراء‭ ‬ونوابهم‭ ‬والوكلاء،‭ ‬والقضاة،‭ ‬والمحامين،‭ ‬بضرورة‭ ‬ارتداء‭ ‬‮«‬البشت‮»‬،‭ ‬واحترام‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬الـ«بشت‮»‬‭ ‬نبراساً‭ ‬وشعاراً‭ ‬وموروثاً‭ ‬خالصاً‭ ‬لها‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬لبس‭ ‬‮«‬البشت‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬شرطا‭ ‬لقبول‭ ‬الصلاة،‭ ‬ولكنه‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬مستحب‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬البلاد‭.. ‬ولدينا‭ ‬مواقف‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬إمام‭ ‬المسجد‭ ‬يصلى‭ ‬بالناس‭ ‬‮«‬حاسر‮»‬‭ ‬دون‭ ‬‮«‬غترة‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬رأينا‭ ‬بعض‭ ‬المؤذنين‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالأذان‭ ‬وهو‭ ‬يرتدي‭ ‬‮«‬البدلة‭ ‬الرياضية‮»‬‭..!! ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬غير‭ ‬ملائم‮»‬‭ ‬لسمت‭ ‬المسجد‭ ‬والصلاة،‭ ‬والإمام‭ ‬والمؤذن‭ ‬معا‭.‬

على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجدل‮»‬‭ ‬الحاصل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬لبس‭ ‬‮«‬البشت‭ ‬والغترة‮»‬‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬السماح‭ ‬بتشغيل‭ ‬مكبّرات‭ ‬الصوت‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬أسوة‭ ‬بمناسبة‭ ‬دينية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬بجانب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬القراء‭ ‬والأئمة‭ ‬البحرينيين‭ ‬كأولوية‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استضافة‭ ‬قراء‭ ‬وأئمة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬فتح‭ ‬بابا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الاستفهام‭ ‬والتباين‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬وفي‭ ‬تفسير‭ ‬وتحليل‭ ‬‮«‬التوجه‮»‬،‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬‮«‬إسقاطات‮»‬‭ ‬نقدية‭ ‬أخرى،‭ ‬وأهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬عدالة‮»‬‭ ‬دائمة‭ ‬ومستمرة،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬‮«‬المقارنة‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬وبديهي،‭ ‬بين‭ ‬جعل‭ ‬أولوية‭ ‬‮«‬قراءة‭ ‬القرآن‭ ‬والصلاة‮»‬‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬مع‭ ‬فعاليات‭ ‬وأنشطة‭ ‬وبرامج‭ ‬غير‭ ‬دينية،‭ ‬لا‭ ‬يذكر‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬الإشارة‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أولوية‭ ‬البحرينيين‮»‬،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬رياضية‭ ‬أو‭ ‬فندقية‭ ‬وغيرها‭.. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬الأولوية‮»‬‭ ‬هنا‭ ‬ضعيفا‭ ‬جدا‭ ‬أمام‭ ‬قناعة‭ ‬الناس‭. ‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬يقف‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬أولوية‮»‬‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقع‭ ‬والوظائف،‭ ‬والمهام‭ ‬والمسؤوليات،‭ ‬وكان‭ ‬حريا‭ ‬بالجهات‭ ‬المختصة‭ ‬التي‭ ‬أسند‭ ‬إليها‭ ‬تنفيذ‭ ‬‮«‬التوجه‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬البديل‭ ‬المناسبة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جعل‭ ‬مسألة‭ ‬الاستضافة‭ ‬للأئمة‭ ‬والقراء‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬عبر‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬بشكل‭ ‬مقنن‭ ‬وقانوني،‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق،‭ ‬والاستمارات‭ ‬والطلب‭ ‬والخدمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وإلا‭ ‬فإن‭ ‬المنع‭ ‬المطلق‭ ‬مع‭ ‬مبرر‭ ‬‮«‬ضعيف‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يحقق‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود،‭ ‬‮«‬المعلن‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المعلن‮»‬‭.. ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التراجع‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬تأجيله‭.. ‬فنتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬طوال‭ ‬العام‭.‬

أما‭ ‬فكرة‭ ‬إلزام‭ ‬أئمة‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬لبس‭ ‬‮«‬البشت‭ ‬في‭ ‬بلادنا‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬أبلغني‭ ‬أحد‭ ‬الأئمة‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬المكافأة‭ ‬المخصصة‭ ‬لهم‭ ‬هي‭ ‬الأهم‭ ‬والأولى،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬موضوع‭ ‬لبس‭ ‬‮«‬البشت‮»‬‭ ‬وغيره‭..!‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا