على مسؤوليتي
علي الباشا
أندية بطولات
} تُذكّرني أنديتنا التي تستحوذ على النصيب الأكبر من لاعبي المنتخب والمميزين من المحترفين، بنادي الرشيد العراقي أواخر القرن الفائت؛ الذي ضم إليه أفضل اللاعبين في بلاده؛ بهدف الاستحواذ على البطولات المحلية والعربية ونجح نوعا في ذلك، فأنت حين تضم إليك كل هذا الكم من اللاعبين يُفترض ألّا تبتعد عن الألقاب المحليّة والإقليمية وتنافس على القارية؛ لأن طبيعة التكوين تقول ذلك!
} لكن حين تتعثّر محليا وتعجز عن الفوز على أندية هي أقل منك بكثير من الناحية المادية؛ فهذا يعني فشلا ذريعا لاستراتيجيتك التي رسمتها مبدئيّا، والمتمثلة في الاستحواذ على البطولات المحلية، وبالذات حين تكون عاجزا عن تخطيها بفارق كبير من الأهداف؛ أو الفوز على الأقل، ولست هنا بوارد تسمية أندية بعينها؛ ولكن (كل من على رأسه ريشة يتحسسها)، ويتوجب إعادة قراءة استراتيجيته!
} فحين تحصل على دعم استثنائي وريع إعلان جيد فبالتأكيد سيكون في مقدارك أن تغري أبرز اللاعبين في النوادي الأخرى وخاصة المميزين في المنتخب؛ لأن هؤلاء يعرفون أن ما سيحصلون عليه لن تكون أنديتهم التي أنتجتهم بقادرة على دفعه لهم؛ وإن وصلوا إلى عمر الاعتزال؛ ويُفترض إلى جانب هؤلاء أن تجلب لاعبين محترفين على مستوى يمثل فارقا عمّا لديك من المحليين لتتفوق كثيرا عن الآخرين.
} وإلا فإنك وقعت في واحد من أمرين: إما سياستك عشوائية ولم تصنع لك استراتيجية مُقنعة؛ وإما ليس لديك إداريون ممن يحسنون البناء الاستراتيجي فترات زمنية (خمسية مثلا)، وهذا واضح مع كل أولئك الذين تصدروا المسؤولية مستفيدين من وجود (سيولة) مادية لحظة عملهم في أندية كانت لديها (طفرة) ولم يحسنوا استثمارها إلا فترة قصيرة، وتلاشت مع تراجع حماستهم لتردّي الوضع المادي!
} إن من يصنع استراتيجيته وفق المثل الشعبي (مد الحافك على قد رجليك) هو الأكثر نجاحا؛ وإن تأثر بالإغراءات المادية التي تسحب منه أفضل لاعبيه، فهو أساسا يبني وفق خطّة بعيدة المدى؛ يعتمد خلالها على البناء التصاعدي من القاعدة دون استعجال النتائج، لأنه يعرف جيدا أنه سيتعرّض لعثرات تتمثّل في خسارة لاعبين بسبب أسماع أولئك المقتدرين؛ ممن يأكلون الأخضر واليابس!
} إذًا فنحن نحتاج إلى نوع من (العدالة) في توجيه الدعم والاستثمار وسوق الإعلان، لكي نساعد الكل وبالذات (المنتجين) على دخول المنافسة الشريفة؛ ولا نكون في بحر يلتهم فيه (السمك الكبير السمك الصغير)؛ وإلا تأخرنا عن ركب (الاحتراف) الذي نسمع به ولا نرى إلا (سرابه)، وأعود وأذكر بملاحظة ذكرتها في المؤتمر الصحفي لقمة الرياضة؛ بضرورة أن تكون سوق الإعلان في (سلة) واحدة للجميع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك