العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

والله.. عيب

هناك‭ ‬فيديو‭ ‬يتداول‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يتعلق‭ ‬بمباراة‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬بين‭ ‬فريقي‭ ‬المنامة‭ ‬والأهلي‭ ‬في‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.. ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬رددته‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬اللعب‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬عيب‮»‬،‭ ‬فأصحابه‭ ‬مع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف‭ ‬ضربوا‭ ‬بكل‭ ‬الأعراف‭ ‬عرض‭ ‬الحائط،‭ ‬وكأنهم‭ ‬مستعدون‭ ‬مسبقا‭ ‬لاستعراض‭ ‬قلة‭ ‬أدبهم،‭ ‬ونسوا‭ ‬بل‭ ‬تناسوا‭ ‬أنهم‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬محفل‭ ‬رياضي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التنافس‭ ‬فيه‭ ‬ميدانيا‭ ‬وجماهيريا‭ ‬تنافسا‭ ‬رياضيا‭ ‬راقيا‭ ‬يعكس‭ ‬ثقافتنا‭ ‬العامة‭ ‬والرياضية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭.‬

نقول‭ ‬إن‭ ‬أصحاب‭ ‬قلة‭ ‬الأدب‭ ‬لم‭ ‬يعيروا‭ ‬المناسبة‭ ‬الرياضية‭ ‬ومسماها‭ ‬أي‭ ‬التفاتة،‭ ‬ولم‭ ‬يعطوا‭ ‬وزنا‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬لكبار‭ ‬الحضور‭ ‬والمسؤولين،‭ ‬ولم‭ ‬يضعوا‭ ‬في‭ ‬اعتبارهم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسرا‭ ‬وعوائل‭ ‬جاءت‭ ‬لتستمتع‭ ‬وتتنفس‭ ‬أخلاقا‭ ‬وسلوكيات‭ ‬نقية،‭ ‬وليس‭ ‬لتسمع‭ ‬‮«‬شيلات‮»‬‭ ‬مكانها‭ ‬أكوام‭ ‬الزبالة،‭ ‬والذي‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭ ‬أن‭ ‬المناسبة‭ ‬الرياضية‭ ‬منقولة‭ ‬على‭ ‬الهواء،‭ ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬فشيلة‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬والطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬يردد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الرواديد‭ ‬وقد‭ ‬اشتعل‭ ‬رأسه‭ ‬شيبا،‭ ‬ويقدم‭ ‬نفسه‭ ‬أنموذجا‭ ‬كقدوة‭ ‬للصغار‭.‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬نتطرق‭ ‬نحن‭ ‬أو‭ ‬زملاؤنا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نرجع‭ ‬إليه‭ ‬ونعيد‭ ‬ونكرر،‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬أناس‭ ‬لا‭ ‬يقرؤون،‭ ‬وإذا‭ ‬قرؤوا‭ ‬لا‭ ‬يفهمون،‭ ‬وإذا‭ ‬فهموا‭ ‬لا‭ ‬يطبقون،‭ ‬لولا‭ ‬إلحاح‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬لهم‭ ‬القلب‭ ‬كل‭ ‬المعزة‭ ‬والإكبار‭.‬

ترى‭ ‬الأمور‭ ‬‮«‬مسخت‮»‬‭ ‬والسكوت‭ ‬والطبطبة‭ ‬ما‭ ‬عاد‭ ‬تنفع‭ ‬متى‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالأخلاق،‭ ‬والصمت‭ ‬إزاءها‭ ‬يضاعفها،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬رقعتها،‭ ‬والخسائر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تعد،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬المحترم‭ ‬نطالب‭ ‬بوضع‭ ‬حد‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬المهازل‭ ‬بالطريقة‭ ‬الناجعة‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تستشري،‭ ‬ولا‭ ‬يعتقد‭ ‬أصحابها‭ ‬أنهم‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭ ‬والمساءلة،‭ ‬لأنه‭ ‬بكل‭ ‬اختصار‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية‭ ‬مكان‭ ‬للإبداع‭ ‬والاستمتاع،‭ ‬وليست‭ ‬لاستعراض‭ ‬قلة‭ ‬الأدب،‭ ‬وسوء‭ ‬التربية،‭ ‬والثقافة‭ ‬المتآكلة‭ ‬الرخيصة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا