العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

تعلم كيف تأتلف وتختلف

ربما‭ ‬هناك‭ ‬ضبابية،‭ ‬أو‭ ‬فهم‭ ‬ملتبس‭ ‬عند‭ ‬عدد‭ ‬يقلون‭ ‬أو‭ ‬يكثرون‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬والمتابعين‭ ‬الرياضيين‭ ‬حيال‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬وما‭ ‬يكتب‭ ‬من‭ ‬نقد‭ ‬أو‭ ‬تحليل‭ ‬لأي‭ ‬مناسبة‭ ‬أو‭ ‬شأن‭ ‬رياضي‭ ‬أو‭ ‬مقالة‭ ‬رأي‭ ‬تكتب‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭.‬

فالكاتب‭ ‬يطرح‭ ‬أطروحته،‭ ‬ويبرز‭ ‬رأيه‭ ‬بحسب‭ ‬نظرته‭ ‬الشخصية،‭ ‬والزاوية‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬الحدث،‭ ‬ويحكمه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اختصاصه‭ ‬وثقافته‭ ‬وفكره‭ ‬وتجربته،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬ويتابع‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ومن‭ ‬حقه‭ ‬المشروع‭ ‬أن‭ ‬يتفق‭ ‬ويأتلف‭ ‬أو‭ ‬يختلف‭ ‬جزئيا‭ ‬أو‭ ‬كليا‭ ‬مع‭ ‬المكتوب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬ملزم‭ ‬بكل‭ ‬ذلك‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬أراد،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البسيطة‭ ‬أن‭ ‬يكرهه‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬وقراءة‭ ‬كتابات‭ ‬فلان‭ ‬أو‭ ‬علان‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬أمور‭ ‬طبيعية‭ ‬وبديهية،‭ ‬ولا‭ ‬ينتطح‭ ‬عليها‭ ‬عنزان‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭.‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الاختلافات‭ ‬والائتلافات‭ ‬التي‭ ‬ندعو‭ ‬إليها‭ ‬هي‭ ‬الاختلافات‭ ‬والائتلافات‭ ‬الصحية‭ ‬الإيجابية،‭ ‬وليست‭ ‬المرضية‭ ‬والسلبية‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬العرف‭ ‬العقلاني،‭ ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬أوجد‭ ‬خلائقه‭ ‬مختلفين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فالاختلاف‭ ‬في‭ ‬النظرة‭ ‬والفهم‭ ‬والتفسير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الاعتيادية‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬والمعتدل،‭ ‬فمتى‭ ‬كان‭ ‬الاتفاق‭ ‬أو‭ ‬الاختلاف‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬وهضم‭ ‬وذوق‭ ‬عال‭ ‬فأهلا‭ ‬وسهلا‭ ‬ومرحبا‭ ‬به،‭ ‬لأن‭ ‬الاختلاف‭ ‬فن،‭ ‬وإلا‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬خلاف،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تبدأ‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى،‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬متاهات‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أصحابها‭ ‬طريقا‭ ‬للخروج‭ ‬منها‭.‬

وكما‭ ‬أسلفنا،‭ ‬الاختلاف‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬الآخر‭ ‬أو‭ ‬الائتلاف‭ ‬والاتفاق‭ ‬معه‭ ‬جزئيا‭ ‬أو‭ ‬كليا‭ ‬ليس‭ ‬مطروحا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬هب‭ ‬ودب،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬تحديدا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬النبذ‭ ‬والتعصب‭ ‬اللذين‭ ‬تحكمهما‭ ‬الميول‭ ‬الرياضية،‭ ‬التي‭ ‬يحمل‭ ‬أصحابها‭ ‬شعارا‭ ‬برغماتيا‭ ‬نفعيا‭ ‬‮«‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معي‭ ‬فأنت‭ ‬ضدي‮»‬؛‭ ‬فأمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا