وقت مستقطع
علي ميرزا
تعلم كيف تأتلف وتختلف
ربما هناك ضبابية، أو فهم ملتبس عند عدد يقلون أو يكثرون من القراء والمتابعين الرياضيين حيال ما يقدم وما يكتب من نقد أو تحليل لأي مناسبة أو شأن رياضي أو مقالة رأي تكتب هنا أو هناك أو في أي مكان آخر.
فالكاتب يطرح أطروحته، ويبرز رأيه بحسب نظرته الشخصية، والزاوية التي ينظر منها إلى الحدث، ويحكمه في ذلك اختصاصه وثقافته وفكره وتجربته، ومن حق القارئ أن يقرأ ويتابع أو لا شيء من ذلك، ومن حقه المشروع أن يتفق ويأتلف أو يختلف جزئيا أو كليا مع المكتوب، بل هو غير ملزم بكل ذلك متى ما أراد، ولا يستطيع أحد على هذه البسيطة أن يكرهه على متابعة وقراءة كتابات فلان أو علان من الكتاب، يفترض أن هذه أمور طبيعية وبديهية، ولا ينتطح عليها عنزان إن صح التعبير.
ولكن ما ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار أن الاختلافات والائتلافات التي ندعو إليها هي الاختلافات والائتلافات الصحية الإيجابية، وليست المرضية والسلبية الخارجة عن العرف العقلاني، والله تعالى أوجد خلائقه مختلفين في كل شيء، ومن هنا فالاختلاف في النظرة والفهم والتفسير من الأمور الاعتيادية متى كان ذلك في سياقه الطبيعي والمعتدل، فمتى كان الاتفاق أو الاختلاف قائما على فهم وهضم وذوق عال فأهلا وسهلا ومرحبا به، لأن الاختلاف فن، وإلا تحول إلى خلاف، ومن هنا تبدأ الطامة الكبرى، والدخول في متاهات لا يعرف أصحابها طريقا للخروج منها.
وكما أسلفنا، الاختلاف مع الرأي الآخر أو الائتلاف والاتفاق معه جزئيا أو كليا ليس مطروحا لكل من هب ودب، على اعتبار أن الاختلاف تحديدا ينبغي أن يقوم على التقدير والاحترام، وليس على النبذ والتعصب اللذين تحكمهما الميول الرياضية، التي يحمل أصحابها شعارا برغماتيا نفعيا «إن لم تكن معي فأنت ضدي»؛ فأمثال هؤلاء لا محل لهم من الإعراب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك