العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

جبل لا تهزّه ريح

لقد‭ ‬تشعّبت‭ ‬طرق‭ ‬استعدادات‭ ‬الفرق‭ ‬للمنافسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الاستعداد‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬الناحيتين‭ ‬البدنية‭ ‬والفنية‭ ‬كما‭ ‬يتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الكثيرين،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬استعدادات‭ ‬وتحضيرات‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتشعبة،‭ ‬ويأتي‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني،‭ ‬ونراهن‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلخبط‭ ‬أوراق‭ ‬الفريق،‭ ‬ويدخل‭ ‬عناصره‭ ‬في‭ ‬دوّامة‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬غائبا،‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يعر‭ ‬أيّ‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬عليه،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وضعنا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أنّ‭ ‬الإعداد‭ ‬الذّهني‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬لمن‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬هبّ‭ ‬ودبّ،‭ ‬وإنما‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أناس‭ ‬أصحاب‭ ‬اختصاص‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الرّياضي،‭ ‬ويملكون‭ ‬رصيدا‭ ‬من‭ ‬الممارسة،‭ ‬ونعرف‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صنف‭ ‬الكماليات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إمكانات‭ ‬الأندية‭ ‬وثقافتها،‭ ‬ولكن‭ ‬شئنا‭ ‬أم‭ ‬أبينا‭ ‬يبقى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬حقيقيا‭ ‬وواقعيّا‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬منه‭. ‬

ومن‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه،‭ ‬أنّ‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬تخضع‭ ‬لضغوطات‭ ‬مختلفة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬داخلية‭ ‬أو‭ ‬خارجية،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬الضغوط‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬الفريق‭ ‬بمن‭ ‬فيه‭ ‬أعضاء‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني،‭ ‬وقد‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الضغوط‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬من‭ ‬جماهير‭ ‬من‭ ‬إعلام‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬المنافس‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬يمثل‭ ‬مصادر‭ ‬ضغط‭ ‬تختلف‭ ‬نسبة‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬فهناك‭ ‬لاعبون‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التمثيل‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬يشغلون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بأخطاء‭ ‬الحكام‭ ‬خلال‭ ‬المباريات،‭ ‬ويتركون‭ ‬اللعب‭ ‬والفريق‭ ‬المنافس‭ ‬يسرح‭ ‬ويمرح‭ ‬في‭ ‬المباراة،‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ (‬اللاعبون‭) ‬يعرفون‭ ‬كل‭ ‬المعرفة‭ ‬أنّ‭ ‬الحكم‭ ‬منتظر‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جزئية‭ ‬من‭ ‬جزئيات‭ ‬المباراة‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الرمق‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬المباراة،‭ ‬وقد‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنهم‭ ‬بانشغالهم‭ ‬بقرارات‭ ‬الحكم‭ ‬يسببون‭ ‬ضغوطا‭ ‬على‭ ‬الأخير‭ ‬مما‭ ‬يخرجه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬جوّ‭ ‬المباراة‭ ‬ويضاعف‭ ‬من‭ ‬أخطائه‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬قليل‭  ‬التجربة‭ ‬ولا‭ ‬يحسن‭ ‬التصرّف‭.‬

ونرى‭ ‬أنّ‭ ‬الحل‭ ‬الأنجع‭ ‬لمواجهة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬وغيرها،‭ ‬أنّ‭ ‬يضع‭ ‬اللاعب‭ ‬الأداء‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬تفكيره‭ ‬قبل‭ ‬وأثناء‭ ‬المباراة،‭ ‬ويعاهد‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬وتطبيق‭ ‬تعليمات‭ ‬جهازه‭ ‬الفني،‭ ‬وألا‭ ‬يعطي‭ ‬نفسه‭ ‬أرباع‭ ‬الفرص‭ ‬للانشغال‭ ‬بأمور‭ ‬جانبية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬فريقه،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬نعلق‭ ‬سوء‭ ‬أدائنا‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أخطاء‭ ‬تحكيمية،‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬انفلات‭ ‬جماهيري‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬فنحن‭ ‬ماذا‭ ‬فعلنا‭ ‬حتى‭ ‬نتصدّى‭ ‬ونقاوم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأعاصير‭ ‬الضاغطة؟‭ ‬فالمطلوب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نعدّ‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬النواحي‭ ‬لنكون‭ ‬جبلا‭ ‬شامخا‭ ‬لا‭ ‬تهزّه‭ ‬الريح‭ ‬أنّى‭ ‬كان‭ ‬مصدرها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا