العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

التوظيف.. أهم من «الكرك»..!!

مباشرة‭ ‬ودونما‭ ‬مقدمات‭.. ‬يشكو‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬أبناءها‭ ‬عاطلون‭ ‬أو‭ ‬باحثون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.. ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يخلو‭ ‬أي‭ ‬بيت‭ ‬بحريني‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬عاطل‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الدبلوم‭ ‬والبكالوريوس‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الشهادات‭ ‬الدراسية،‭ ‬وحتى‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭.‬

مباشرة‭ ‬ودونما‭ ‬مقدمات‭.. ‬تؤكد‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬الخطط‭ ‬الوطنية‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬وهائلة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والخريجين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬البرامج‭ ‬المتعددة،‭ ‬ومسارات‭ ‬التدريب‭ ‬النوعية،‭ ‬ودعم‭ ‬‮«‬تمكين‮»‬،‭ ‬وتعاون‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وشراكة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

مباشرة‭ ‬ودونما‭ ‬مقدمات‭.. ‬هناك‭ ‬حلقة‭ ‬مفقودة‭ ‬بين‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬التوظيف،‭ ‬ومعاناة‭ ‬وشكاوى‭ ‬ومطالب‭ ‬الناس‭ ‬وتطلعاتهم،‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬وظيفي‭ ‬واعد‭ ‬لأبنائها‭.. ‬تلك‭ ‬حلقة‭ ‬مفقودة‭ ‬ستستمر‭ ‬وتتزايد‭ ‬وتتضاعف،‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الوطنية،‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬الحل‭ ‬لتلك‭ ‬الحلقة‭ ‬المفقودة‭.‬

وفقا‭ ‬لتوقعات‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعامي‭ ‬2024‭-‬2025،‭ ‬ستبلغ‭ ‬5‭.‬7‭%‬‭.. ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬الإناث‭ ‬ستكون‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬الذكور‭.. ‬ومحليا‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬نسب‭ ‬البطالة‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬5.4‭%‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬7‭.‬7‭%‬‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬بفضل‭ ‬الحزم‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وخطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬نعيش‭ ‬فرح‭ ‬طلبة‭ ‬وطالبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم‭ ‬بالتخرج‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الدراسية،‭ ‬وسنشهد‭ ‬بعدها‭ ‬حفلات‭ ‬التخرج‭ ‬لأفواج‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬وطالبات‭ ‬الجامعات‭.. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مقاعد‭ ‬جامعية،‭ ‬وبعثات‭ ‬ومنح‭ ‬دراسية،‭ ‬وشواغر‭ ‬وظيفية‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬

‮«‬البعض‮»‬‭ ‬يتحدث‭ ‬لدرجة‭ ‬‮«‬المن‭ ‬والمزايدة‮»‬‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭ ‬والشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬متغافلين‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭ ‬تعني‭ ‬مصالح‭ ‬تبادلية،‭ ‬وليست‭ ‬مصالح‭ ‬طرف‭ ‬على‭ ‬آخر‭.. ‬مشكلتنا‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬ومنظومة‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭ ‬للتوظيف‭ ‬الوطني‭.. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ترسيخه‭ ‬وتعزيزه‭ ‬من‭ ‬ثقافتنا‭ ‬وممارساتنا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬هو‭ ‬التبرع‭ ‬المالي،‭ ‬والدعم‭ ‬بالهدايا‭ ‬والكوبونات،‭ ‬وإفطار‭ ‬صائم‭ ‬وكسوة‭ ‬العيد،‭ ‬وجوائز‭ ‬المسابقات،‭ ‬ورعاية‭ ‬المهرجانات،‭ ‬وأقصى‭ ‬فهمنا‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬المرافق‭ ‬الخدماتية،‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬أو‭ ‬التبرع‭ ‬لبناء‭ ‬مسجد‭ ‬أو‭ ‬جامع،‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬مضايف‮»‬‭ ‬في‭ ‬المواسم‭ ‬الدينية‭.‬

من‭ ‬المفترض‭ ‬اليوم‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬رسم‭ ‬وصياغة‭ ‬وإعداد‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2050،‭ ‬وأمامنا‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬لإعلان‭ ‬إطلاقها‭ ‬وتدشينها،‭ ‬لتكون‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬بحرينية،‭ ‬للعمل‭ ‬المستقبلي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬مرتكزاتها‭ ‬‮«‬التوظيف‮»‬‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬النوعية‭ ‬والواعدة‭.‬

آلاف‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬يشغلها‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.. ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬وغالبيتها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فهل‭ ‬توجد‭ ‬لدينا‭ ‬خطة‭ ‬للإحلال‭ ‬والبحرنة؟‭ ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬سيقبل‭ ‬الباحثون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬بجميع‭ ‬تلك‭ ‬الوظائف؟‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬نقول‭: ‬هناك‭ ‬وظائف‭ ‬دنيا‭ ‬وخدماتية‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬بها‭ ‬الشباب‭ ‬ولا‭ ‬المجتمع‭.. ‬ربما‭ ‬لثقافة‭ ‬مجتمعية،‭ ‬وربما‭ ‬لتدني‭ ‬الأجور‭ ‬فيها،‭ ‬وساعات‭ ‬العمل‭ ‬الطويلة،‭ ‬وطبيعة‭ ‬العمل‭ ‬الشاقة‭. ‬

مباشرة‭ ‬ودونما‭ ‬مقدمات‭.. ‬لدينا‭ ‬مشكلة‭ ‬أزلية،‭ ‬لن‭ ‬تعالجها‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬بمفردها،‭ ‬ولا‭ ‬شراكة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وحدها،‭ ‬ولا‭ ‬بأي‭ ‬برامج‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬‮«‬تمكين‮»‬،‭ ‬طالما‭ ‬اعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬‮«‬تجوري‮»‬‭ ‬نسحب‭ ‬منه،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬تدريب‭ ‬الشباب،‭ ‬وتوظيف‭ ‬مؤقت‭ ‬وعقود‭ ‬ذات‭ ‬أجل‭.. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬رقم‭ ‬واحد،‭ ‬لنشهد‭ ‬تنظيم‭ ‬الوقفات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬لتوفير‭ ‬وظائف‭ ‬دائمة‭.‬

هناك‭ ‬حلقة‭ ‬مفقودة‭ ‬لا‭ ‬أعرفها‭.. ‬ولكني‭ ‬أثق‭ ‬بأن‭ ‬الجميع‭ ‬يشعر‭ ‬بغيابها،‭ ‬وضرورة‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭.. ‬فمن‭ ‬يجدها‭ ‬يدلنا‭ ‬عليها،‭ ‬ويستحق‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والتكريم‭.. ‬فلربما‭ ‬نوصي‭ ‬أحد‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بإطلاق‭ ‬شارع‭ ‬باسمه،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬شوارع‭ ‬لفتح‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬‮«‬الكرك‮»‬‭..!! ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا