على مسؤوليتي
علي الباشا
عودة إلى التعليق
} كتبنا وكتب غيرنا مرات عدة عن التعليق والتحليل الرياضي على المباريات في الألعاب الجماعية؛ وكرة القدم منها بالذات، وقيل حول ذلك كلام لم يعجب الطرفين، باعتبارهما أهل (صنعة) لا يريدون لأحد أن يتدخل في فنهم، وهو فن متى دخلوه عن دراسة وخبرة يفيدون به متتبعيهم بفنون اللعبة وتحليلها، والأمر ينسحب على الطرفين.
} في كلا الفنين (التعليق والتحليل) لابد أن تحترم جمهور المشاهدين والمتابعين؛ فمن يشاهدون المباريات ويستمعون إلى التحليل منهم المثقفون وحملة الشهادات العليا وغير ذلك من التنوع المجتمعي؛ ولا يُفترض على المعلق أو المحلل أن يشعر أنه يخاطب مشاهدين أقل ( ثقافة) منه، ولذا على مسؤولي القنوات أن تنتقي معلقيها ومحلليها!
} لا نذهب إلى ما قاله أحدهم إن المعلقين الخليجيين لا يعرفون سوى الصراخ، لأننا على الأقل في البحرين لدينا معلقون يحترمون عقلية المستمع والمشاهد؛ على مختلف الأجيال التي مرّت وفي كل الألعاب، ولكن هُنا اذهب خارج الحدود، فهناك من المعلقين من يضطرك بصراخه إلى قفل الصوت، لتعتمد على خبرتك ومعرفتك الأسماء وطرائق اللعب!
} لابد من احترام عقلية المشاهد؛ بدلا من الزج بكلمات خارجة على النص والمنطق مثل (مجنونة) و (جلاد) وغيرها مع تكرارها في كل جملة وكأن فنون اللعبة لا يتقنها إلّا (المجانين)، أو أن المعلق يتصور نفسه في سوق (عكاظ) أو (المربد) ليلقي نصّا أدبيّا أو شعريّا، وأحدهم حين لفتُ نظره أفاد بأن هذا الأسلوب الذي اعتدنا عليه.
} والأمر ينسحب على بعض المحللين، كون بعضهم في الأغلب يكون (جدليّا) وفي غير الاتجاه الذي عليه اللعبة، فالمهم لدى بعض المحللين (إن صحت التسمية) هي الإثارة وإن كانت (خارج النص) فيكون هذا أقرب (للأراجوز)، ووفق أمور يتفق عليها مع المقدم، وكل ذلك على حساب عقلية المشاهد، ما يجعل المشاهدين يتخذونه للسخرية!
} على أية حال فإن (الّلطافة) في التعليق والتحليل مطلوبان؛ ولكن ليس على حساب عقلية المشاهد أو المستمع، لكي لا يكون علامة (للتندر)؛ لأن (من سوّى نفسه سبوس لعبت فيه الدّياي)، مع أن هناك من المعلقين والمحللين من (يُرفع لهم العقال)، للرزانة والقدرة على الوصف والتحليل النوعي الذي يفيد المشاهد فيحرص على متابعته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك