العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

عار في المنزل!

نص – إيناس فليب

السبت ٢٢ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

ما‭ ‬كان‭ ‬ذنبي‭ ‬غير‭ ‬أنني‭ ‬تحولت‭ ‬لعاصفة

أمام‭ ‬شجرة‭ ‬العشيرة،

تاركة‭ ‬على‭ ‬فمي‭ ‬ابتسامة‭ ‬ساخرة

لكنني‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬خطيئة‭ ‬أبي‭ ‬الأولى،

وعورة‭ ‬المنزل‭ ‬المهجور،

لم‭ ‬أعش‭ ‬يوماً‭ ‬مثلما‭ ‬أريد

كنت‭ ‬المنبوذة‭ ‬دوماً،‭ ‬المجنونة‭ ‬دوماً،

كوصمة‭ ‬عار‭ ‬أعامل

غير‭ ‬أنني‭ ‬بقيت‭ ‬حقيقية‭ ‬وصادقة،‭ ‬ومن‭ ‬ليل‭ ‬غرفتي‭ ‬تتوهج‭ ‬أحلام‭ ‬أبعد‭ ‬من

المستحيل‭ ..‬

سيقولون‭:‬

ماتت‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬الركن‭ ‬المظلم،

سيذبح‭ ‬أبي‭ ‬الخرفان‭ ‬في‭ ‬جنازتي،

وسيقف‭ ‬أمام‭ ‬شاهدة‭ ‬قبري‭ ‬مكسوراً

ولن‭ ‬يعرف‭ ‬وقتها،‭ ‬كم‭ ‬مرة‭ ‬ذبحت‭!‬

ابنة‭ ‬المنزل‭ ‬المهجور‭ ‬أنا

لي‭ ‬أطفال‭ ‬كثيرون،‭ ‬أعمر‭ ‬بأيديهم‭ ‬ما‭ ‬تهدم‭ ‬بي

أعود‭ ‬بهم‭ ‬لطفولة‭ ‬كنت‭ ‬كبيرةً‭ ‬عليها،

أختبر‭ ‬ببراءتهم‭ ‬الأشخاص،‭ ‬وأتدرب‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬الصبر‭ ‬والنسيان،

آه،‭ ‬كم‭ ‬كنت‭ ‬بريئةً‭ ‬وشفافةً،

ومن‭ ‬ريش‭ ‬أيامي‭ ‬تطير

الحقيقة‭ ‬خالصة

لكنهم‭ ‬عاملوني‭ ‬مثل‭ ‬ذنب،

أخذوا‭ ‬السنين‭ ‬كصدقة‭ ‬جارية

وزرعوا‭ ‬عيونهم‭ ‬داخل‭ ‬جلدي،

هذا‭ ‬الجسد

غير‭ ‬صالح‭ ‬للعرض

غير‭ ‬صالح‭ ‬للأكل،

ولكنني‭ ‬في‭ ‬النهاية

وكأي‭ ‬نهاية‭ ‬طبيعية

دخلت‭ ‬الفرن‭ ‬بكل‭ ‬ألم‭ ‬وطواعية،

مثل‭ ‬دجاجة‭ ‬ذبحت‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭..‬

ابنة‭ ‬المنزل‭ ‬المهجور‭ ‬أنا،

لي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬انتظار‭ ‬الموت

دمي‭ ‬ملوث‭ ‬بأشخاص‭ ‬لا‭ ‬أعرفهم

لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أعرفهم،

مع‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬أناساً‭ ‬صالحين،

ولكنهم‭ ‬في‭ ‬الخسارة

يصير‭ ‬الدم‭ ‬ماء

بين‭ ‬أيديهم‭..‬

لن‭ ‬أرمي‭ ‬نردي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعركة،

أنا‭ ‬الخاسرة‭ ‬الكبرى

أنا‭ ‬أسعد‭ ‬الخاسرات

وجل‭ ‬ما‭ ‬أريده‭ ‬أن‭ ‬أموت‭ ‬وحيدة،

خارج‭ ‬المنزل‭ ‬المهجور

وكأنني‭ ‬عبرت‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬بمفردي‭.‬

 

{ شاعرة‭ ‬من‭ ‬العراق

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا