العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ٠٦ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

صدرت‭ ‬حديثا‭ ‬للروائي‭ ‬السوري‭ ‬المُقيم‭ ‬في‭ ‬أربيل‭ ‬عبدالباقي‭ ‬يوسف‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬القطّة‭ ‬تابسا‮»‬‭ ‬من‭ ‬منشورات‭ ‬دار‭ ‬اسكرايب‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬2024‭.‬

جاءت‭ ‬الرواية‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬فصولٍ‭ ‬متكاملة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬111‭ ‬صفحة،‭ ‬تناولَت‭ ‬مسألة‭ ‬تهذيب‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬واستخدام‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ودَور‭ ‬الأبوَين‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬عناصر‭ ‬هذا‭ ‬التهذيب،‭ ‬وتوظيفها‭ ‬بشكلٍ‭ ‬غير‭ ‬مُباشر‭ ‬بحيث‭ ‬يستجيب‭ ‬لها‭ ‬الطفل‭ (‬باسم‭).‬

البطولةُ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬للطفل‭ (‬باسم‭)‬،‭ ‬والقطة‭ (‬تابسا‭) ‬التي‭ ‬تمثّل‭ ‬الألفة‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الرئيسية‭ ‬لهذا‭ ‬التهذيب،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مكتبة‭ ‬البيت‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الإبداع،‭ ‬وآلة‭ ‬البيانو‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬أهمية‭ ‬الفن،‭ ‬وعناصر‭ ‬أُخرى‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬مثل‭ ‬وجود‭ ‬ساعة‭ ‬الحائِط‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬باسم‭ ‬التي‭ ‬تغنيه‭ ‬عَن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬شاشة‭ ‬الجوّال‭ ‬لمعرفة‭ ‬الوقت‭.‬

تبيّن‭ ‬الرواية‭ ‬مخاطر‭ ‬اعتماد‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيأخذه‭ ‬مِن‭ ‬العناصر‭ ‬الطبيعيّة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ويجعله‭ ‬كائِناً‭ ‬رقمياً،‭ ‬فتبهره‭ ‬الوردة‭ ‬في‭ ‬الشاشة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الوردة‭ ‬في‭ ‬الطبيعة،‭ ‬وتبهره‭ ‬الألعاب‭ ‬في‭ ‬الشاشة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الألعاب‭ ‬في‭ ‬الطبيعة،‭ ‬وحتى‭ ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬القراءة،‭ ‬انجذبَ‭ ‬إلى‭ ‬الكتاب‭ ‬الصَّوتي‭ ‬من‭ ‬الجوال‭ ‬دون‭ ‬قراءة‭ ‬الكِتاب‭ ‬الورَقي،‭ ‬أو‭ ‬المجلة‭ ‬الورَقيَّة‭. ‬

يتعرَّف‭ ‬باسم‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬الحيوان‭ ‬مِن‭ ‬خلال‭ ‬علاقته‭ ‬المُباشرة‭ ‬مع‭ ‬قطَّة‭ ‬البَيت‭ ‬التي‭ ‬تمثّل‭ ‬رمز‭ ‬الألفة‭ ‬الواقعيَّة،‭ ‬فتعلّمه‭ ‬لغة‭ ‬القطط،‭ ‬ويبدأ‭ ‬يتحاوَر‭ ‬معها،‭ ‬ويتعرَّف‭ ‬على‭ ‬مزاياها‭ ‬المُدهِشة‭ ‬في‭ ‬إشارةٍ‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتعرف‭ ‬بعناصر‭ ‬الواقع‭ ‬ونتآلَف‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاحتكاك‭ ‬الحسّي‭ ‬الملموس‭ ‬أكثر‭ ‬ممّا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬الشاشة‭ ‬الرقميَّة‭. (‬فوجئت‭ ‬به‭ ‬يقول‭ ‬لها‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬وهو‭ ‬يُظهر‭ ‬لها‭ ‬منظراً‭ ‬طبيعيّاً‭ ‬من‭ ‬شاشة‭ ‬الهاتف‭: ‬يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬منظر‭ ‬خلّابٍ‭ ‬يا‭ ‬أمّي‭.. ‬يبدو‭ ‬منظر‭ ‬حديقتنا‭ ‬باهِتاً‭ ‬بالمُقارنة‭ ‬معه‭. ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تتملّك‭ ‬نفسها،‭ ‬فقالَت‭ ‬لأبيه‭: ‬وضع‭ ‬ابننا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يُسكَت‭ ‬عليه‭ ‬يا‭ ‬أبا‭ ‬باسم،‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬الهاتف‭ ‬لم‭ ‬يخطفه‭ ‬منّا‭ ‬ومن‭ ‬دروسه‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭. ‬ثم‭ ‬همهمت‭ ‬بغصّة‭ ‬بكاء‭: ‬أشعر‭ ‬بأنّه‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬يتحوَّل‭ ‬إلى‭ ‬كائنٍ‭ ‬رَقَميّ‭).‬

وهُنا‭ ‬تفشل‭ ‬محاولة‭ ‬إخفاء‭ ‬الهاتف‭ ‬عنه،‭ ‬فيرى‭ ‬الأبوان‭ ‬نفسيهما‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬التحدّي،‭ ‬ويعملان‭ ‬بدقَّةٍ‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدّي‭ ‬بطرقٍ‭ ‬مختلفة‭ ‬ومجدية‭ ‬توردها‭ ‬الرواية‭ ‬في‭ ‬أحداثها‭ ‬المشوّقة‭. ‬

يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الروائي‭ ‬الجديد‭ ‬لعبد‭ ‬الباقي‭ ‬يوسف‭ ‬ينبّه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬للإنترنت‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬من‭ ‬أثرٍ‭ ‬سلبيٍّ‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الطفل‭ ‬الدراسي،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلى‭ ‬شخصيّته،‭ ‬والرواية‭ ‬تعمل‭ ‬بأسلوبٍ‭ ‬قصصي‭ ‬تشويقي‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬مِن‭ ‬مخاطر‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجوانب‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا