الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
وزير العمل.. ومشروع «الياقات الزرقاء»
القرار المرتقب من سعادة وزير العمل السيد جميل بن محمد علي حميدان، الذي لن يسمح بمزاولة أي مهنة إلا بترخيص واجتياز اختبار قياس مستوى المهارة، بالتعاون مع (تمكين، وهيئة تنظيم سوق العمل، وغرفة تجارة وصناعة البحرين)، قرار حيوي وضروري.. يصحح مسار السوق، ويوضح معايير استقدام العمالة الوافدة، ويحمي المهنة من العشوائية، ويحافظ على جودة الخدمات المقدمة للناس، تماما كما يحفظ أموالهم ومصالحهم.
هو قرار بالغ الأهمية، عملت به العديد من دول المنطقة، ويأتي استجابة لوضع الحلول المناسبة، إثر تزايد شكاوى الناس من سوء الخدمة، وعدم دراية العامل أو المؤسسة بتصليح أو تركيب جهاز معين، ما يكبد الناس الأموال الطائلة في الصيانة والإنشاء.
تلك المهن تعتبر مصدر دخل كبيرا وعملا نوعيا، استفادت منه العمالة الوافدة، وجنت من خلاله الكثير من الفوائد، بدأت باستقدام عامل لا يعرف أساسيات المهنة، ومع التدريب والتعلم وحتى (التعطيل) بسبب الجهل، أصبح للعامل خبرة ودراية، ومع مرور الوقت تحول العامل إلى راعي مؤسسة.. ولو قام أي مسؤول بزيارة مؤسسات تجارية تعمل في «المقاولات والأعمال والسباكة» لوجد أن في كل مؤسسة هناك قائمة بالأسماء والهواتف لعمال أجانب، يجوبون الشوارع بالدراجات الهوائية أو «البيك آب»، ويقومون بإصلاح وتركيب الأجهزة بكل أنواعها.
أتمنى من سعادة وزير العمل والجهات المختصة إطلاق اسم «الياقات الزرقاء» على القرار وتحويله إلى مشروع وطني، يبدأ بمنح الترخيص واجتياز الاختبار، ثم التدرج لبحرنة تلك المهن قدر الإمكان.
مصطلح «الياقات الزرقاء» يطلق على: (العمال الذين يشغلون وظائف تعتمد بشكل كبير على الأعمال اليدوية والجهد البدني، كوظائف التصنيع والتعدين والبناء وتركيب وصيانة الآلات وغيرها، ويتقاضون مقابل ذلك أجرا يوميا مدفوعا بحسب عدد ساعات العمل اليومية).. ومن الأهمية بمكان أن يتم تفعيل هذا الأمر من خلال مشروع وطني عام، يشجع الشباب البحريني من الباحثين عن العمل، وكذلك المتقاعدين من أصحاب المهن والحرف، للدخول في سوق العمل، من دون انتظار وظيفة حكومية أو من القطاع الخاص، ولدينا معاهد ومراكز تدريبية، ويمكن توفير الدعم لهم كذلك.
القرار المرتقب سيشمل 25 مهنة فقط، ونتطلع إلى أن يضم المهن الأخرى ذات العلاقة بجهات حكومية التي تمنح الرخص، وهي: مهن الكهربائي والسباك، ومصلّح مكيفات الهواء، لأنها مهن يلجأ إليها الناس طوال العام، والحاجة إليها لا تقل أهمية عن المهن الـ25.
يبقى من الأهمية كذلك أن نشير إلى ضرورة أن تكون هناك مراقبة ومتابعة للمراكز الخاصة والمعاهد والجامعات، التي سيعهد لها بمنح تراخيص مزاولة المهنة، وقياس مستوى المهارة، حتى لا نكتشف بعد ذلك قيام البعض بمنح التراخيص وفق معايير غير مهنية، وممارسات غير قانونية.
كما أن تأكيد وزير العمل وجود تنسيق مع (تمكين) بدعم البحرينيين الراغبين في الحصول على رخص مزاولة تلك المهن، مع وضع تصوّر للحملات التوعويّة التي ستنفذ لجميع الأطراف المعنيّة، بالتزامن مع إصدار القرار الوزاري.. خطوة مباركة تستحق الإشادة والتقدير، وتؤكد حرص الحكومة الموقرة على توفير فرص العمل النوعية للشباب البحريني والباحثين عن العمل.
مشروع «الياقات الزرقاء».. سيبدأ بقرار وزاري، ونتطلع إلى أن يصبح مشروعا وطنيا مستداما، يصب في صالح الوطن والمواطنين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك