العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

سؤال للمناقشة..

ليست‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬تتلاقح‭ ‬وتأخذ‭ ‬وتعطي‭ ‬وتستفيد‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬بل‭ ‬هذا‭ ‬التلاقح‭ ‬والأخذ‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬منه‭ ‬حتى‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية،‭ ‬والجماعية‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الخصوص‭ ‬والتحديد‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬تمعنا‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬وأخضعنا‭ ‬أذهاننا‭ ‬للعصف‭ ‬الذهني‭ ‬لوجدنا‭ ‬مصطلحات‭ ‬ومفاهيم‭ ‬رياضية،‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬حصرا‭ ‬وحكرا‭ ‬على‭ ‬رياضة‭ ‬معينة،‭ ‬لكنها‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬صاحب‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يشغل‭ ‬باقي‭ ‬القراء‭ ‬والمهتمين‭ ‬والمتابعين‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬اللعبة‭ ‬الاستثناء‭ ‬التي‭ ‬تفطر‭ ‬وتتغذى‭ ‬وتتعشى‭ ‬على‭ ‬موائد‭ ‬بقية‭ ‬أخواتها‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬الأخرى؟‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬السؤال‭ ‬من‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬ساذجا،‭ ‬وربما‭ ‬يفهمه‭ ‬آخرون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬عالة،‭ ‬وضيفا‭ ‬ثقيلا‭ ‬على‭ ‬أخواتها‭ ‬الألعاب،‭ ‬وربما‭ ‬وربما‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬القارئ‭ ‬والمتابع‭ ‬ينتظر‭ ‬منا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬قولنا‭ ‬البريء‭ ‬في‭ ‬لعبتنا‭ ‬الجميلة‭ ‬والرشيقة،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬المشروع،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬التمثيل‭  ‬كنا‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬الظهير‭ ‬القشاش‭ ‬وصمام‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬القدم،‭ ‬ويتمثل‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الليبرو‮»‬،‭ ‬وكنا‭ ‬نسمع‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬سوى‭ ‬كانا‭ ‬ظهيرا‭ ‬الجنب،‭ ‬أو‭ ‬لاعبي‭ ‬الوسط‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬أو‭ ‬المصوبين‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬اليد،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬مركزي‭ ‬6‭ ‬و‭ ‬1،‭ ‬وكنا‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬رأس‭ ‬الحربة‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬ولاعب‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬اليد،‭ ‬ولاعب‭ ‬تحت‭ ‬الحلق‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬وكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الثلاثة‭ ‬يشغلون‭ ‬دفاعات‭ ‬الخصوم،‭ ‬ويفسحون‭ ‬المجال‭ ‬لبقية‭ ‬لاعبي‭ ‬المراكز‭ ‬الأخرى‭ ‬كي‭ ‬تسجل‭ ‬الأهداف‭ ‬والنقاط،‭ ‬ونرى‭ ‬هذا‭ ‬حاضرا‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬عبر‭ ‬مركز‭ ‬3‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭  ‬حوائط‭ ‬الصد‭ ‬ويتوقف‭ ‬عليه‭ ‬تحريك‭ ‬وتنشيط‭ ‬بقية‭ ‬المراكز‭ ‬الأمامية‭ ‬والخلفية،‭ ‬وكنا‭ ‬نسمع‭ ‬في‭ ‬ألعاب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وكرة‭ ‬اليد‭ ‬وكرة‭ ‬السلة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أرادنا‭ ‬خلخلة‭ ‬أي‭ ‬دفاع‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬صلابته‭ ‬فما‭ ‬علينا‭ ‬إلا‭ ‬فتح‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬الأطراف،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الحاصل‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬وكانت‭ ‬ألعاب‭ ‬القوى‭ ‬‮«‬أم‭ ‬الألعاب‮»‬‭ ‬تتصدر‭ ‬ألعاب‭ ‬تحطيم‭ ‬وكسر‭ ‬الأرقام‭ ‬القياسية،‭ ‬وصرنا‭ ‬نجد‭ ‬هذا‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬الإرسال‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬120‭ ‬كم‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬أو‭ ‬اللاعب‭ ‬الأكثر‭ ‬تسجيلا‭ ‬للنقاط،‭ ‬وكان‭ ‬لاعبو‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬يتميزون‭ ‬بأطوالهم‭ ‬الفارهة‭ ‬حتى‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬اللعبة‭  ‬‮«‬لعبة‭ ‬العمالقة‮»‬،‭ ‬وباتت‭ ‬الأطوال‭ ‬الآن‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬لكشافي‭ ‬ومدربي‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬للأقزام‭ ‬مكانا‭ ‬فيها‭.‬

ولا‭ ‬ندري‭ ‬ماذا‭ ‬تحمل‭ ‬لنا‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وما‭ ‬تطرقنا‭ ‬إليه‭ ‬يبقى‭ ‬سؤالا‭ ‬قابلا‭ ‬للنقاش‭ ‬والأخذ‭ ‬والرد،‭ ‬واجتهادا‭ ‬ليس‭ ‬نهائيا‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬محل‭ ‬توقف‭ ‬ومساءلة‭ ‬وإضافة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا