العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الثقافي

رحيل شاعر القرية وشاعر النخيل إسماعيل عبدعلي

السبت ٠٣ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

كتب‭: ‬مهدي‭ ‬عبدالله

 

انتقل‭ ‬إلى‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع‭ ‬الشاعر‭ ‬الشعبي‭ ‬المعروف‭ ‬إسماعيل‭ ‬عبدعلي‭ ‬بعد‭ ‬حياة‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والإنتاج‭ ‬الأدبي‭ ‬والفني‭ ‬المتنوع‭.‬

ولد‭ ‬الشاعر‭ ‬إسماعيل‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬جبلة‭ ‬حبشي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1951م‭ ‬ودرس‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬جدحفص‭ ‬للبنين‭. ‬وبسبب‭ ‬ظروفه‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة،‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬الدراسة‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬وعمل‭ ‬بوزارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاماً‭. ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬حتى‭ ‬تقاعده‭.‬

بدأ‭ ‬يكتب‭ ‬الشعر‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬صغيرة،‭ ‬حيث‭ ‬نظم‭ ‬الشعر‭ ‬الفصيح‭ ‬والعامي‭ ‬والموال‭ ‬والأبوذية‭. ‬وأصدر‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الأدبية‭ ‬الدواوين‭ ‬التالية‭:‬

‭- ‬شراع‭ ‬الأمل‭.. ‬مواويل‭ ‬وقصائد‭ ‬عامية‭.‬

‭- ‬دموع‭ ‬الشوق‭.. ‬قصائد‭ ‬شعبية‭.‬

‭- ‬شموع‭ ‬ودموع‭.. ‬ديوان‭ ‬فصيح‭ ‬وعامي‭.‬

‭- ‬رحلة‭ ‬ألم‭.. ‬قصائد‭ ‬عامية‭.‬

‭- ‬نبضات‭ ‬قروية‭.. ‬مواويل‭ ‬وأبوذيات،‭ ‬ديوان‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬المرحوم‭ ‬الشاعر‭ ‬حبيب‭ ‬منصور‭.‬

‭- ‬شجون‭.. ‬ديوان‭ ‬شعر‭ ‬فصيح‭.‬

‭- ‬الملح‭ ‬وجراحي‭.. ‬شعر‭ ‬عامي‭.‬

‭- ‬شهيد‭ ‬الحق‭.. ‬ديوان‭ ‬فصيح‭.‬

‭- ‬هوا‭ ‬الكوس‭.. ‬مواويل‭.‬

كما‭ ‬كتب‭ ‬ثماني‭ ‬مسرحيات‭ ‬شعرية‭ ‬للكبار‭ ‬والصغار‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭. ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬لوحات‭ ‬غنائية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬مسرحية‭ ‬للأطفال،‭ ‬وأخرها‭ ‬مسرحية‭ (‬أم‭ ‬الخير‭) ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وفازت‭ ‬بالجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الشارقة‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬أعماله‭ ‬التلفزيونية‭ ‬نظمه‭ ‬15‭ ‬حلقة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مسابقات‭ ‬للأطفال‭ ‬عرضت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬30‭ ‬حلقة‭ ‬للأطفال‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬علاء‭ ‬الدين‭) ‬قام‭ ‬بتمثيلها‭ ‬الفنان‭ (‬مصطفى‭ ‬رشيد‭). ‬

وقد‭ ‬ركز‭ ‬إسماعيل‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قصائده‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬وتغنى‭ ‬بالنخلة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قصائده،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الباحث‭ ‬والمؤرخ‭ ‬الدكتور‭ ‬منصور‭ ‬سرحان‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬النخلة‭ ‬في‭ ‬النتاج‭ ‬الفكري‭ ‬البحريني‭):‬

‮«‬كتب‭ ‬الشاعر‭ ‬إسماعيل‭ ‬عبدعلي‭ ‬في‭ ‬ديوانه‭ (‬هوا‭ ‬الكوس‭) ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواويل‭ ‬المخصصة‭ ‬للنخلة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذكر‭ ‬النخلة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبيات‭ ‬قصائده‭ ‬الأخرى‭. ‬وتطغى‭ ‬على‭ ‬مواويله‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنخلة‭ ‬مسحة‭ ‬الحزن‭ ‬لما‭ ‬تعانيه‭ ‬النخلة‭ ‬من‭ ‬متاعب‭ ‬يقارنها‭ ‬بما‭ ‬يعانيه‭ ‬هو‭ ‬شخصياً،‭ ‬مبيناً‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬قصيدته‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬زمان‭ ‬مضى‮»‬‭ ‬ومؤكداً‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬يتعرض‭ ‬لحلوها‭ ‬ومرها‭ ‬حيث‭ ‬دوام‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬المحال‭. ‬لكنه‭ ‬يختم‭ ‬قصيدته‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬وفاء‭ ‬للنخلة‭ ‬فإنها‭ ‬تبادله‭ ‬الوفاء‭ ‬بالوفاء‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يستظل‭ ‬فيها‭ ‬ينسى‭ ‬العذاب‭ ‬والمتاعب‮»‬‭.‬

لا‭ ‬تشتكي‭ ‬يا‭ ‬نخل،‭ ‬حالك‭ ‬مثل‭ ‬حالي

انس‭ ‬زمان‭ ‬مضى،‭ ‬وابق‭ ‬مع‭ ‬الحالي

طعم‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬تظن،‭ ‬طول‭ ‬الأبد‭ ‬حالي

لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬عاش،‭ ‬مرمر‭ ‬هالزمن‭ ‬حاله

يسعد‭ ‬ويشقى،‭ ‬من‭ ‬حاله‭ ‬إلى‭ ‬حاله

وين‭ ‬الذي‭ ‬لك‭ ‬وفا،‭ ‬ولجلك‭ ‬شقا‭ ‬حاله؟

بظلالك‭ ‬المر،‭ ‬عنه‭ ‬يستوي‭ ‬حالي

وقد‭ ‬كان‭ ‬إسماعيل‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الأعزاء‭ ‬الذين‭ ‬تربطني‭ ‬معهم‭ ‬علاقات‭ ‬وطيدة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً،‭ ‬فقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الأمسية‭ ‬الأولى‭ ‬للشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭ ‬نادي‭ ‬جدحفص‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1990م،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعراء‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬رفيع‭ ‬وحبيب‭ ‬منصور،‭ ‬وكنت‭ ‬حينها‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجنة‭ ‬الثقافية‭ ‬بالنادي‭. ‬وقد‭ ‬لاقت‭ ‬هذه‭ ‬الأمسية‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نلتقي‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬صديقنا‭ ‬المشترك‭ ‬الشاعر‭ ‬المرحوم‭ ‬حبيب‭ ‬منصور‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬التسعينيات،‭ ‬وكنا‭ ‬نحن‭ ‬الثلاثة‭ ‬نذهب‭ ‬سوياً‭ ‬لحضور‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬يقيمها‭ ‬مركز‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬أسبوعيًا‭ ‬أو‭ ‬حضور‭ ‬الأمسيات‭ ‬الشعرية‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬كانا‭ ‬يشاركان‭ ‬فيها‭ ‬ومنها‭ ‬نادي‭ ‬الدير‭ ‬ونادي‭ ‬اتحاد‭ ‬الريف‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الأندية،‭ ‬وكذلك‭ ‬حضور‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬المآتم‭ ‬كمواليد‭ ‬الأئمة‭ ‬عليهم‭ ‬السلام‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬والمشاركة‭ ‬فيها‭. ‬

وبعد‭ ‬وفاة‭ ‬الشاعر‭ ‬حبيب‭ ‬منصور‭ ‬المفاجئة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997م،‭ ‬أقام‭ ‬نادي‭ ‬جدحفص‭ ‬فعالية‭ ‬تأبين‭ ‬ووفاء‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬الثانية‭ ‬لرحيله‭ ‬وفعالية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬العاشرة‭ ‬لها‭ ‬شارك‭ ‬فيهما‭ ‬إسماعيل‭ ‬بقصائد‭ ‬ومواويل‭ ‬حزينة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬فجيعته‭ ‬بفقدان‭ ‬صديقه‭ ‬الحميم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ملازما‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬وأثمر‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬ديوانهما‭ ‬المشترك‭ (‬نبضات‭ ‬قروية‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997م‭.‬

ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬كان‭ ‬ديدن‭ ‬إسماعيل‭ ‬حينما‭ ‬رحل‭ ‬أصدقاؤه‭ ‬الشعراء‭ ‬عبدالله‭ ‬حماد‭ ‬وعبدالله‭ ‬العباد‭ ‬وعبدالعزيز‭ ‬المداوي،‭ ‬فقد‭ ‬رثاهم‭ ‬واحدا‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬بقصائد‭ ‬تفيض‭ ‬حزنا‭ ‬وتقطر‭ ‬ألمًا‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬الشاعر‭ ‬إسماعيل‭ ‬عبدعلي‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا