العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

«تكامل» والشراكة الاستراتيجية بين البحرين والسعودية

عندما‭ ‬استقبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التطرق‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطيدة‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬لسعودية،‭ ‬وتم‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬مواصلة‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬ودعم‭ ‬المبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬قطاع‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمبادرات‭ ‬المثمرة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬السعودي‭ ‬البحريني‮»‬‭. ‬

هذا‭ ‬التأكيد‭ ‬تجسيد‭ ‬للاهتمام‭ ‬الاستثنائي‭ ‬والأولوية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تعطيها‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬للعلاقات‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ (‬تكامل‭) ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬يتم‭ ‬معاملة‭ ‬المنتجات‭ ‬المصنعة‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬بالمثل،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬معاملة‭ ‬المنتجات‭ ‬البحرينية‭ ‬معاملة‭ ‬المنتجات‭ ‬السعودية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمحتوى‭ ‬المحلي‭ ‬والمشتريات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وإدراج‭ ‬المنشآت‭ ‬السعودية‭ -‬الراغبة‭- ‬منتجاتها‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ (‬تكامل‭) ‬البحريني‭ ‬المعني‭ ‬بتعزيز‭ ‬الأفضلية‭ ‬في‭ ‬المشتريات‭ ‬الحكومية‭ ‬للمنتجات‭ ‬المحلية‭.‬

هذه‭ ‬مبادرة‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬وتعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭.‬

المبادرة‭ ‬لها‭ ‬ثلاثة‭ ‬أبعاد‭ ‬كبرى‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

البُعد‭ ‬الأول‭: ‬بعدٌ‭ ‬اقتصادي‭ ‬تنموي؛‭ ‬أي‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وتنمويا‭.‬

الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬البعد‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬التفصيل،‭ ‬وأشار‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬إلى‭ ‬جوانب‭ ‬عدة‭ ‬تمثل‭ ‬ردودا‭ ‬كبيرا‭ ‬للمبادرة،‭ ‬أهمها‭:‬

1‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬ستسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ودعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ركائزها‭ ‬وأهدافها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيمة‭ ‬المنتجات‭ ‬المحلية‭ ‬الصناعية‭.‬

2‭ - ‬دعمها‭ ‬للصناعات‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية‭ ‬والسعودية‭ ‬وتحفيزها‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬قاعدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬عبر‭ ‬جذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭.‬

3‭ - ‬تشجيع‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والابتكار‭ ‬والتنافسية‭ ‬لتصدير‭ ‬منتجاتهم‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الدولية‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الشاملة‭ ‬للمنطقة‭.‬

هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬تبرز‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬حدٍّ‭ ‬تمثل‭ ‬المبادرة‭ ‬إسهاما‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬التنمية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬البلدين‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬حرص‭ ‬سمير‭ ‬ناس‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬صناعة‭ ‬وتجارة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬تمثل‭ ‬دعما‭ ‬كبيرا‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراته‭ ‬التنافسية‭.‬

البُعد‭ ‬الثاني‭: ‬بعدٌ‭ ‬سياسي‭ ‬استراتيجي‭.‬

من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬تكامل‮»‬‭ ‬بكل‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها‭ ‬يأتي‭ ‬ضمن‭ ‬مخرجات‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬السعودي‭ ‬البحريني‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وسمو‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

نعرف‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬له‭ ‬هدف‭ ‬استراتيجي‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أعماله‭ ‬وفي‭ ‬صلب‭ ‬رؤيته‭ ‬وما‭ ‬يتخذه‭ ‬من‭ ‬قرارات،‭ ‬وهو‭ ‬الوصول‭ ‬بالعلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الشاملة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

البُعد‭ ‬الثالث‭: ‬ويتعلق‭ ‬بجانب‭ ‬الإنجاز‭ ‬والالتزام‭.‬

نعني‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬يقدم‭ ‬نموذجا‭ ‬للالتزام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭.‬

هذا‭ ‬جانب‭ ‬مهم؛‭ ‬لأننا‭ ‬تعودنا‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬باتفاقات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬الالتزام‭ ‬بتنفيذها‭.‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬البحريني‭ ‬السعودي‭ ‬نموذج‭ ‬يحتذى‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬هذا‭ ‬نتاج‭ ‬مباشر‭ ‬لما‭ ‬تعطيه‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬استثنائية‭ ‬للارتقاء‭ ‬بعلاقات‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬المستويات‭ ‬المنشودة‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬ببرنامج‭ ‬‮«‬تكامل‮»‬،‭ ‬وبالإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها،‭ ‬وأن‭ ‬نقدر‭ ‬عاليا‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬بعلاقات‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬نحو‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬خدمة‭ ‬للبلدين‭ ‬والشعبين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا