العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

سرديات: جائزة الملك حمد للتعايش السلمي

بقلم: د. ضياء عبدالله الكعبي {

السبت ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

لقد‭ ‬جاء‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظَّم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بإنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ترسيخًا‭ ‬وتعزيزًا‭ ‬لسجل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التاريخي‭ ‬والحضاري‭ ‬بوصفها‭ ‬أنموذجًا‭ ‬عالميًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬رائدًا‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬العصور‭ ‬يُحتذى‭ ‬ويُقتدى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتسامح‭ ‬الثقافي،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬حضارات‭ ‬العالم‭ ‬وأديانه‭ ‬وثقافاته‭ ‬المتنوعة‭. ‬وتتمثل‭ ‬رؤية‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وتشجيعًا‭ ‬للأعمال‭ ‬والجهود‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش‭.‬

إنَّ‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الدولية‭ ‬المهمة‭ ‬هو‭ ‬مبادرة‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظَّم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لجائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬لإبراز‭ ‬منظومة‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وحوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬واحترام‭ ‬قيم‭ ‬التنوُّع‭ ‬الديني‭ ‬والثقافي،‭ ‬ونبذ‭ ‬خطابات‭ ‬التطرف‭ ‬والكراهية‭ ‬والعنف‭ ‬وإقصاء‭ ‬الآخر،‭ ‬وإبراز‭ ‬المنظومات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬أيّ‭ ‬المنظومات‭ ‬التي‭ ‬توحدهم‭ ‬ولا‭ ‬تفرقهم‭. ‬كما‭ ‬أنَّها‭ ‬مبادرة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬الحوار‭ ‬الحضاري‭ ‬والثقافي‭ ‬الذي‭ ‬يعزِّز‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬ويقضي‭ ‬على‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهيات‭ ‬والتعصب‭ ‬والعنصريات‭ ‬البغيضة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مجتمعات‭ ‬عالميّة‭ ‬مستدامة‭ ‬إنسانيًا‭ ‬وأخلاقيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬وثقافيًا‭. ‬وتُمنح‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الدولية‭ ‬المرموقة‭ ‬كلّ‭ ‬سنتين‭ ‬إلى‭ ‬الأشخاص‭ ‬والمنظمات‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬إنجازات‭ ‬وإسهامات‭ ‬جليلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬موضوعية‭ ‬رصينة‭.‬

إنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬هي‭ ‬مكون‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬شاملة‭ ‬أطلقتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬محليًا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬وعالميًا؛‭ ‬فقد‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬بإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬لإبراز‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والمشتركات‭ ‬الجامعة‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات،‭ ‬والتوعية‭ ‬بأهمية‭ ‬تلاقي‭ ‬الحضارات‭ ‬وتمازجها‭ ‬لتحقيق‭ ‬السَّلم‭ ‬العالمي‭ ‬والعيش‭ ‬الإنساني‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬ما‭ ‬تجسِّده‭ ‬المشتركات‭ ‬الجامعة‭ ‬بين‭ ‬الحضارات،‭ ‬وإحداث‭ ‬حركة‭ ‬تنويرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوعية‭ ‬بأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬والالتقاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اتفقت‭ ‬عليه‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات‭ ‬من‭ ‬مشتركات‭ ‬أخلاقية‭ ‬وحقوقية،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬المغذي‭ ‬للعنف‭ ‬والكراهية‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وإظهار‭ ‬إيجابية‭ ‬التعددية‭ ‬والتنوّع‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬في‭ ‬حاضر‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وموروثه‭ ‬الثقافي‭. ‬ويمثل‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بجامعة‭ ‬سابينزا‭ ‬الإيطالية‭ ‬مبادرة‭ ‬سامية‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تجسيد‭ ‬أنموذج‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬عالميًا،‭ ‬وقد‭ ‬دُشِن‭ ‬هذا‭ ‬الكرسي‭ ‬برعاية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظَّم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭. ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭ ‬دبلوم‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬المشترك‭ ‬حول‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬جويا‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬بمالطا‭.‬

إنَّ‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬النوعية‭ ‬الرائدة‭ ‬تترجم‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬وتؤكد‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬والحضاري‭ ‬والإنساني‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬الرشيدة‭ ‬ممثّلة‭ ‬في‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظَّم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وتوجهات‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقَّر،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬لإبراز‭ ‬منظومة‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وصون‭ ‬التعدديات‭ ‬الفكرية‭ ‬والحريات‭ ‬الدينية‭ ‬لإحداث‭ ‬شراكات‭ ‬عالمية‭ ‬تعزِّز‭ ‬هذه‭ ‬المنظومات‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البشر‭.‬

 

{‭ ‬أستاذة‭ ‬السرديات‭ ‬والنقد‭ ‬الأدبي‭ ‬الحديث‭ ‬المشارك،

كلية‭ ‬الآداب،‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا