الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«حياة الماعز».. عنزة ولو طارت
أول السطر:
يواصل الشيخ «الفنان» راشد بن خليفة آل خليفة رئيس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون ورئيس المجلس الوطني للفنون جهوده الفنية المبدعة، والوطنية المخلصة، في إيصال ونشر الرسالة البحرينية للعالم عبر الفن التشكيلي.. هذه المرة سيكون من خلال معرض فني في أذربيجان، يضم مجموعة من الأعمال لفنانين بحرينيين.. المبادرة تشكل نوعا من «القوى الناعمة» لمملكة البحرين، وتستحق كل الإشادة والتقدير.
«حياة الماعز».. عنزة ولو طارت:
منذ أيام حادثني رجل الأعمال الأخ العزيز (عارف صالح جمشير)، غاضبا ومستاء، عن الفيلم الهندي سيئ الصيت «حياة الماعز»، الذي استغل حادثة «فردية»، كي يسيء إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة تحديدا، والدول الخليجية عموما، بسبب «عامل» تعرض لسوء معاملة من «كفيل».
مؤخرا، ضجت حسابات التواصل والمواقع الإعلامية بالحديث والتعليق على أحداث الفيلم الهندي الذي عرض على منصة «نتفلكس»، الكثير منها رفض تصوير الحالة العامة للأجانب الذين يعملون في الدول الخليجية، بأنهم يتلقون معاملة سيئة غير إنسانية.. بعض تلك الحسابات والمواقع، ذهبت للتطاول والإساءة على دولنا الخليجية، ومحاولة بث سموم الفرقة والخلاف بينها، انطلاقا من مواقفها العدائية علينا.. فيما البعض منها أكد بشكل واقعي حجم التعامل القانوني والإنساني والإسلامي، الذي يجده العامل «الآسيوي» تحديدا في بلادنا، ولا يجده حتى في بلاده.. وأن الحالة العامة ليست مثل الحالة الفردية الشاذة التي صورها الفيلم، ففي كل بلد ومجتمع تصرفات وسلوكيات فردية، مرفوضة من أهل البلد قبل أي جهة أخرى.
الدول الخليجية، في مقدمتها المملكة العربية السعودية، لديها منظومة حقوقية وإنسانية وعمالية حضارية، لا يجدها العمال الأجانب في بلادهم.. وفيلم «حياة الماعز» شكل من أشكال التحريف والتزوير للحقائق، ومحاولة فاشلة للتعميم.
العلاقات الخليجية الهندية تاريخية ووطيدة، وقد دأبت بعض الدول والشركات والجماعات على إنتاج أفلام، وإطلاق بيانات، وكتابة مقالات، وعمل برامج تلفزيونية ضد الدول الخليجية تحديدا، ومسيرة التطور والتقدم والنماء الخليجية لن يوقفها أو يعرقلها فيلم مسيء، أو محاولة إشعال فتنة الخلاف بين دولنا وشعوبنا الخليجية، والعربية كذلك.
فيلم «حياة الماعز» ابتعد عن الواقعية والمصداقية.. هو فيلم ناقص غير مكتمل الأركان، فصاحب القصة «العامل الهندي» كما تروي العديد من المصادر نال التقدير والتعويض، بل عاد إلى دولة خليجية، وعاش فيها آمنا سعيدا، منعما بخيرات الدول الخليجية وشعبها الكريم.
في الثقافة الخليجية هناك مثل شعبي دارج «عنزة ولو طارت».. ويضرب هذا المثل في العناد والتثبت على موقف معين، رغم الأدلة المخالفة.. وهو ما ينطبق بالتمام على فيلم «حياة الماعز».
آخر السطر:
بات من اللازم تشديد تنفيذ القانون والعقوبات على «الحملات الدينية» التي تخالف الأنظمة والإجراءات، وتتسبب في توريط المسافرين معها لسوء الخدمات وغيرها من المشاكل، ومن ثم مناشدة السلطات ووزارة الخارجية للتدخل.. المسألة تكررت كثيرا، ولدينا تجربة ناجحة مع حملات الحج والعمرة، واشتراطات واضحة وإجراءات صارمة.. وحان الوقت لتطبيقها على الحملات الدينية المخالفة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك