الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عبدالرحمن جمشير.. مواقف مشهودة
الحضور الغفير والحاشد الذي شهدته جنازة المغفور له بإذن الله تعالى السيد عبدالرحمن محمد جمشير رحمه الله، في مقبرة المحرق مساء أمس.. يمثل جزءا من الوفاء والتقدير لرجل من رجالات الرعيل الأول في مملكة البحرين، وممن أسهم في صياغة وإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني، وترك أثرا عميقا في أسرته وبين أصدقائه، ودوّن اسمه على صفحات العمل الوطني العام، في الجانب السياسي والبرلماني، والاقتصادي والاجتماعي.
رجل مجلس الشورى المحنك، بدأ مشوار حياته ومسيرته العملية، كموظف في وزارة الزراعة، ثم تدرج وتنقل وصعد إلى العديد من المواقع والمسؤوليات، لكفاءته وخبرته، وتميزه وإخلاصه، واجتهاده وكفاحه، وأصبح قامة اقتصادية، ومن النخب السياسية، ومن رجالات العمل الاجتماعي والخيري في مملكة البحرين.
كثيرا ما كان يوصيني بالكتابة عن الشؤون المحلية الوطنية، والتركيز عليها، إيمانا منه بأن الوطن يمضي قدما في طريق الإصلاح، وأن سعة الصدر والتقبل من القيادة الحكيمة والمسؤولين في الدولة كبيرة جدا، وأن الوطن بحاجة إلى من ينتقد بأمانة ومسؤولية.
في إحدى المرات كتبت عن حالة إنسانية ونشرتها في مقالي، وكان أول اتصال تلقيته هو من المرحوم عبدالرحمن جمشير، وأبدى رغبته في المساعدة والسعي الكريم لمعالجة الموضوع مع الجهات المختصة.. يبدو أن هذه الخصلة الكريمة متوارثة في العائلة، حيث كان شقيقه المرحوم جاسم وشقيقه المرحوم عبدالعزيز مثله، تماما كما هو الأخ عارف صالح جمشير، وعموم عائلة جمشير الكرام، في حبهم للخير والعطاء والبر والإحسان.
من واجب الجيل الحالي أن يتعرف على هذا الرجل، حياته ومشواره، وكيف سيتم تأبين سيرته ومسيرته في مجلس الشورى ونادي الخريجين وغرفة التجارة وجمعية ميثاق العمل الوطني، وغيرها من المؤسسات التي أسهم في تأسيسها وشارك في عملها وإنجازاتها ونجاحاتها.
في حوار صحفي عن مستقبل العمل الوطني في مملكة البحرين، قال رحمه الله: أنا أدعو إلى التفاؤل، وأنا واثق بأن الأمور تسير إلى الأفضل.. فالتطوير والتغيير موجود، وهو من سنن الحياة، وجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه يريد الأفضل دائما لمملكة البحرين، ونحن نقف مع جلالته في خطوات تطوير التجربة البرلمانية.. وأن مجلس الشورى هو الوعاء الذي يضم ذوي الخبرة والمعرفة، كما أنه يضم الفئات التي ليس لها مجال أن تصل إلى عضوية مجلس النواب فيمكن أن يغطيها مجلس الشورى، فالديمقراطية تتطلب احترام الأقليات التي تعيش في المجتمع. وهذا ما انعكس على تعيين المرأة في مجلس الشورى عندما لم يحالفها الحظ في الانتخابات النيابية في عام 2002.
وفي ديسمبر 2018 حينما ترأس المرحوم عبدالرحمن جمشير الجلسة الإجرائية الأولى للبرلمان العربي في مقر الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، بصفة الأكبر سنا، ويعد من مؤسسي البرلمان العربي، نال إشادة وتقدير الجميع في تلك الجلسة، لأنه أدارها بكل حكمة وخبرة.
أما في جلسات مجلس الشورى، فقد كانت له مواقف مخلصة ومشهودة، ووجوده في ذلك المنصب سنوات طويلة مع زملائه الكرام، لم يمنعه من ممارسة دوره وحقه في النقد والاقتراح، وإبداء الملاحظات، وتقديم المداخلات في الجلسات التي كانت تعكس الخبرة والدراية بتفاصيل وبواطن الأمور، بجانب توجيه العديد من الأسئلة البرلمانية في مختلف المجالات.
رحم الله عبدالرحمن جمشير، بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك