العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ٣١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

قراءات ومقاربات حول دواوينه..

الشاعر عمر أبو الهيجاء.. العارف بالشعر، كتاب نقدي للمصري أحمد اللاوندي


‭ ‬خاص‭ ‬‭ ‬عمان‭ ‬‭ ‬الأردن‭ ‬

تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭.. ‬العارف‭ ‬بالشعر‭.. ‬قراءات‭ ‬ومقاربات‭ ‬حول‭ ‬دواوينه‮»‬‭ ‬صدر‭ ‬كتاب‭ ‬نقدي‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬‮«‬دار‭ ‬النابغة‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬وتقديم‭ ‬الشاعر‭ ‬المصري‭ ‬أحمد‭ ‬اللاوندي،‭ ‬مزدانا‭ ‬بلوحة‭ ‬للغلاف‭ ‬للفنان‭ ‬محمد‭ ‬المنياوي‭.‬

ويشتمل‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬النقدية‭ ‬لنقاد‭ ‬من‭ ‬الأردن‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬حول‭ ‬تجربة‭ ‬الشاعر‭ ‬التي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭.‬

وقد‭ ‬كتب‭ ‬الكلمة‭ ‬النقدية‭ ‬للغلاف‭ ‬الأخير‭ ‬الناقد‭ ‬السوري‭ ‬المعروف‭ ‬صبحي‭ ‬حديدي،‭ ‬ومما‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬شاء‭ ‬عنوان‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬يمنح‭ ‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬صفة‭ ‬العارف‭ ‬بالشعر،‭ ‬وحرص‭ ‬النقاد‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬التثمين‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬سمات‭ ‬عديدة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬تُفرد‭ ‬للشاعر‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬وجلية‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الشعري‭ ‬الفلسطيني‭/ ‬الأردني،‭ ‬والعربي‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭. ‬لا‭ ‬تخفى،‭ ‬كذلك‭/ ‬سلسلة‭ ‬التكوينات‭ ‬التكوينية‭ ‬التي‭ ‬طبعت‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬ونيف‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬الشعرية‭ ‬النشطة،‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بحيوية‭ ‬النتاج‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الغزارة،‭ ‬وحسّ‭ ‬الغنائية‭ ‬العالي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحجب‭ ‬رسالة‭ ‬الاستضافة‭ ‬الملحمية‭ ‬للتاريخ،‭ ‬وحضور‭ ‬المكان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ضمن‭ ‬سياقات‭ ‬زمانية‭ ‬أيضا،‭ ‬ليس‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬أمكنة‭ ‬عربية‭ ‬واقعية‭ ‬أو‭ ‬رمزية‭ ‬أو‭ ‬أسطورية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ثنائيات‭ ‬الذات‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬المستقرّ‭ ‬والمنفى‭ ‬معا،‭ ‬والتجريب‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الشعرية‭ ‬ضمن‭ ‬فضاءات‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬المختبرات‭ ‬الدلالية‭ ‬المفتوحة،‭ ‬ولعل‭ ‬إنصاف‭ ‬مشروع‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬يقتضي‭ ‬إفراد‭ ‬جانب‭ ‬محوري‭ ‬وبالغ‭ ‬التميز،‭ ‬يتصل‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬ترسيم‭ ‬عناصر‭ ‬تشكيلية‭ ‬تتشابك‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الداخلي‭ ‬للقصيدة،‭ ‬كي‭ ‬تصنع‭ ‬ما‭ ‬يرتقي‭ ‬إلى‭ ‬شأو‭ ‬الأنساق‭ ‬العليا‭ ‬الأسلوبية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكترث‭ ‬بتبيان‭ ‬العلاقات‭ ‬البصرية‭ ‬إزاء‭ ‬انكماش‭ ‬‮«‬عشب‭ ‬الجسد‭ ‬في‭ ‬مفرق‭ ‬التراب‭|‬،‭ ‬في‭ ‬مثال‭ ‬أول،‭ ‬ولا‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬شمس‭ ‬معلقة‭ ‬من‭ ‬جديلتها‮»‬،‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬هذي‭ ‬الخيول‭ ‬الصاهلة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مثال‭ ‬ثان،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬طاقة‭ ‬شعرية‭ ‬جياشة‭ ‬ورفيعة،‭ ‬عبر‭ ‬وسيط‭ ‬خطابي‭ ‬هو‭ ‬النثر،‭ ‬وفي‭ ‬شكل‭ ‬قصيدة‭ ‬النثر‭ ‬تحديدا‭...‬‮»‬‭.‬

ومما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬مُعد‭ ‬ومقدم‭ ‬الشاعر‭ ‬المصري‭ ‬أحمد‭ ‬اللاندوي‭ ‬يقول‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬شعر‭ ‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬كاشف‭ ‬ويوحي‭ ‬بالشفافية‭ ‬والصدق‭ ‬والمغايرة،‭ ‬فمفرداته‭ ‬وصوره‭ ‬وتراكيبه‭ ‬نُقشت‭ ‬ورُسمت‭ ‬بريشة‭ ‬فنان‭ ‬متمرس‭ ‬يعرف‭ ‬أسرار‭ ‬الشعر‭ ‬حق‭ ‬المعرفة‭. ‬إننا‭ ‬بالفعل‭ ‬أمام‭ ‬شاعر‭ ‬أصيل‭ ‬وموهوب‭ ‬بالفطرة،‭ ‬ومهموم‭ ‬بقضايا‭ ‬وطنه‭ ‬وأمته،‭ ‬ولا‭ ‬يتراخى‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬رسالته،‭ ‬مهما‭ ‬حاصره‭ ‬الإقصاء‭ ‬والأسى‭ ‬وتجرع‭ ‬مرارة‭ ‬الفقد‭ ‬واليأس‭ ‬والانكسار‭ ‬والدمار‭ ‬والشعور‭ ‬بالهزيمة‭ ‬والخيبة‭ ‬والقلق‭ ‬والمنفى‭ ‬والحزن‭ ‬والاغتراب‭ ‬والخراب‭ ‬ورعونة‭ ‬المحتل‮»‬‭.‬

لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قصيدة‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬شامخة،‭ ‬وتعرف‭ ‬طريقها‭ ‬جيدًا،‭ ‬وتمضي‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬حالمة‭ ‬وتنبض‭ ‬بالحياة،‭ ‬وستظل،‭ ‬ولِمَ‭ ‬لا‭! ‬وهي‭ ‬تجسد‭ ‬الواقع‭ ‬بنبرة‭ ‬شجية‭ ‬في‭ ‬إيقاعها‭ ‬وقريبة‭ ‬من‭ ‬الروح‭. ‬ولعل‭ ‬تأمله‭ ‬الإيجابي‭ ‬واشتباكه‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬تجعله‭ ‬يتجاوز‭ ‬في‭ ‬كتاباته‭ ‬العادي‭ ‬والمألوف‭ ‬والسائد،‭ ‬فكل‭ ‬نص‭ ‬لديه‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬وتشعر‭ ‬عند‭ ‬قراءته‭ ‬بالجديد‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬ويضيفه‭ ‬إلى‭ ‬ذائقتك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬اللاوندي‭ ‬‮«‬لعلني‭ ‬لا‭ ‬أبالغ‭ ‬حينما‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬شخصية‭ ‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬الهادئة‭ ‬والرصينة‭ ‬كما‭ ‬تبدو‭ ‬للجميع،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬تمامًا،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬ثورة‭ ‬داخلية‭ ‬وفورانا‭ ‬لا‭ ‬يهدأ‭. ‬أيضًا؛‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءاتي‭ ‬لقصائده‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬قيمتها‭ ‬تتبلور‭ ‬في‭ ‬بلاغة‭ ‬التعابير‭ ‬وفخامة‭ ‬تشكيلها‭ ‬ولغتها‭ ‬الحيّة،‭ ‬فلا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬نشاز‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وغيره‭ ‬يجعله‭ ‬أحد‭ ‬عمالقة‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬وفي‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‮»‬‭.‬

وختم‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب؛‭ ‬تطل‭ ‬أيها‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ثلاثين‭ ‬قراءة‭ ‬ومقاربة‭ ‬نقدية‭ ‬لعشرة‭ ‬دواوين‭ ‬شعرية‭ ‬كتبها‭ ‬صفوة‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬الأردنيين‭ ‬والعرب،‭ ‬وهي‭ ‬تحتشد‭ ‬بعوالم‭ ‬وتفاصيل‭ ‬شتى،‭ ‬لشاعر‭ ‬له‭ ‬عالمه‭ ‬ورؤاه‭ ‬وأسلوبه‭ ‬ونهجه‭ ‬وبصمته‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تشبه‭ ‬سواه‭.. ‬الشاعر‭ ‬الصديق‭ ‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬شكرًا‭ ‬لك‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬وما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬جمال‭ ‬وثراء‭ ‬متنوع‭ ‬وشعر‭ ‬يلامس‭ ‬ذات‭ ‬الإنسان‭ ‬وآماله‭ ‬وأحلامه‭ ‬وطموحاته،‭ ‬وتحية‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬القلب،‭ ‬لأنك‭ ‬الثائر‭ ‬المثابر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتخاذل‭ ‬يومًا‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬ناسه‭ ‬وتراثه‭ ‬ونضالات‭ ‬شعبه‭ ‬وقضيته‭ ‬الكبرى‭ ‬ووطنه‭ ‬فلسطين‮»‬‭.‬

ويذكر‭ ‬أن‭ ‬للشاعر‭ ‬عمر‭ ‬أبو‭ ‬الهيجاء‭ ‬صدر‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدواوين‭ ‬الشعرية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1989،‭ ‬وهي‭: ‬خيول‭ ‬الدم،‭ ‬أصابع‭ ‬التراب،‭ ‬معاقل‭ ‬الضوء،‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬أقول،‭ ‬قنص‭ ‬متواصل،‭ ‬يدك‭ ‬المعنى‭ ‬ويداي‭ ‬السؤال،‭ ‬شجر‭ ‬اصطفاه‭ ‬الطير،‭ ‬أمشي‭ ‬ويتبعني‭ ‬الكلام،‭ ‬مختارات‭ ‬شعرية،‭ ‬بلاغة‭ ‬الضحى،‭ ‬‮«‬ويجرحني‭ ‬الناي،‭ ‬وأُقبِلُ‭ ‬التراب‭.. ‬الذي‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬وفاز‭ ‬بجائزة‭ ‬الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬خالد‭ ‬محادين‭ ‬عن‭ ‬ديوانه‭ ‬‮«‬وأقبل‭ ‬التراب‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬إدارة‭ ‬مهرجان‭ ‬جرش‭ ‬ورابطة‭ ‬الكتاب‭ ‬الأردنيين،‭ ‬وصدر‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬سردٌ‭ ‬لعائلة‭ ‬القصيدة‮»‬‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهرجات‭ ‬الشعرية‭ ‬محليا‭ ‬وعربيا،‭ ‬وترجمت‭ ‬بعض‭ ‬قصائده‭ ‬إلى‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والكردية‭ ‬والهولندية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا