العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

رسالة البحرين للعالم.. والمستقبل

كلمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬نيابةً‭ ‬عن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬خلال‭ ‬المناقشة‭ ‬العامة‭ ‬لاجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بدورتها‭ ‬التاسعة‭ ‬والسبعين،‭ ‬والتي‭ ‬عقدت‭ ‬بمدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.. ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحضارية‭ ‬للعالم‭.. ‬والمستقبل‭ ‬كذلك‭.‬

كلمة‭ ‬واقعية،‭ ‬ولغة‭ ‬حكيمة،‭ ‬ذات‭ ‬خطاب‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مباشر،‭ ‬حملت‭ ‬مشروعا‭ ‬بحرينيا‭ ‬حضاريا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.. ‬تضمنت‭ ‬تشخيصا‭ ‬للواقع،‭ ‬كما‭ ‬طرحت‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬للعالم‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة‭.. ‬أشارت‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬إلى‭ ‬مكامن‭ ‬التحديات‭ ‬والمعوقات،‭ ‬وقدمت‭ ‬وصفة‭ ‬العلاج‭ ‬المناسبة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬تردد‭ ‬من‭ ‬تعاطيها‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭.. ‬هي‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لمستقبل‭ ‬العالم‭ ‬والبشرية‭.. ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية،‭ ‬كما‭ ‬أبرزت‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬البحرينية،‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬ذكي‭ ‬لمنصة‭ ‬دولية‭.   ‬

دعم‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬لمنظومة‭ ‬عمل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بجميع‭ ‬هيئاتها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭.. ‬وكذلك‭ ‬المنظمات‭ ‬الحيوية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬مثل‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭.. ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬النقاط‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬

مضامين‭ ‬الكلمة‭ ‬جاءت‭ ‬برسالة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية،‭ ‬ارتكازا‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬التاريخي‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للدورة‭ ‬الحالية‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ودعوة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مُؤتمرٍ‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬سلام‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬ودائم‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬تنفيذا‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬والسياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬وجوب‭ ‬إعلاء‭ ‬راية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والحوار‭.‬

كلمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬للإنسانية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وإطلاق‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬استمرارا‭ ‬واستدامة‭ ‬لحزمة‭ ‬ومجموعة‭ ‬المبادرات‭ ‬البحرينية‭ ‬العالمية‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬حملت‭ ‬مشروعا‭ ‬بحرينيا‭ ‬رائدا،‭ ‬يواكب‭ ‬تطورات‭ ‬العصر‭ ‬والإعداد‭ ‬اللازم‭ ‬للمستقبل‭ ‬الآمن،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعوة‭ ‬الكريمة‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬لتنظيم‭ ‬وحوكمة‭ ‬تطوير‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬النزاعات‭ ‬القائمة،‭ ‬وأن‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬دافعاً‭ ‬للإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التدمير‭ ‬والانقسام‭.‬

ومما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬أولويات‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬التزام‭ ‬الدولة‭ ‬بوضع‭ ‬المواطن‭ ‬محوراً‭ ‬أساسياً‭ ‬لجميع‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬باعتباره‭ ‬هدفا‭ ‬واحدا‭ ‬للجميع،‭ ‬والعمل‭ ‬الوطني‭ ‬الجماعي‭ ‬بروح‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬البحرين‮»‬‭.. ‬في‭ ‬الإسكان،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والتعليم،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الازدهار،‭ ‬ومشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭.‬

وستبقى‭ ‬دعوة‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬حكمة‭ ‬خالدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وسيحفظها‭ ‬التاريخ،‭ ‬ويسجلها‭ ‬الجيل‭ ‬القادم،‭ ‬وتدونها‭ ‬مضابط‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمان،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وحماية‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وضمان‭ ‬بقاء‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخير،‭ ‬وحفاظا‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار،‭ ‬وتنمية‭ ‬وازدهار‭.‬

شكرا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.. ‬شكرا‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.. ‬فكلمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬خطاب‭ ‬حضاري‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى،‭ ‬ورسالة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬للعالم‭.. ‬والمستقبل‭ ‬كذلك‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا