قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل يمكن أن تشن توغلًا بريًا وشيكًا في جنوب لبنان، على أن يكون محدودًا مقارنة بما كان مخططًا له في الأصل عقب المناقشات بين البلدين في نهاية الأسبوع الماضي.
ومن شأن التوغل البري المحدود أن يستهدف البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وأشارت تقارير إلى أن قوات خاصة من جيش الاحتلال داهمت الأراضي اللبنانية، استعدادًا لعملية برية. ونفذت القوات الخاصة الإسرائيلية بالفعل عمليات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات للهجوم البري الإسرائيلي المحتمل، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومصدرين مطلعين على الأمر.
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن التوغل في الحدود اللبنانية كان يهدف إلى جمع معلومات استخباراتية، والدخول إلى أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود، وهو ما يعدّ تمهيدًا لمناورة برية أكبر، قد تكون هذا الأسبوع.
وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن النية القيام بعملية تشبه تلك التي استمرت 34 يومًا في لبنان في عام 2006، بل إنها نسخة مخففة بشكل كبير مما كان مخططًا له سابقًا.
لكن المصدر حذّر من أن المسؤولين الأمريكيين قلقون من أن ما يمكن أن يبدأ كهجوم محدود قد ينتقل إلى عملية أكبر على المدى الطويل. وقال المسؤول الأمريكي إن هذه المخاوف تجري مناقشتها مع الجانب الإسرائيلي.
وأمس قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعارض شن إسرائيل عملية برية في لبنان ودعا إلى وقف إطلاق النار، مع تصاعد التوتر بعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصرالله.
وقال بايدن للصحفيين عندما سُئل عما إذا كان على علم بتقارير عن خطط إسرائيلية لتنفيذ عملية محدودة، وما إذا كان سيشعر بارتياح إن مضوا قدما بها: «أنا على علم أكثر مما قد تعرفون ويريحني وقفها. يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن».
وكانت إسرائيل قد أبلغت الولايات المتحدة بأنها تخطط لعملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبًا، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مسؤول أمريكي لم يتم الكشف عن هويته.
كما حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أمس من بيروت إسرائيل على «الامتناع عن أي توغل بري في لبنان»، داعيا كلّا من إسرائيل وحزب الله إلى «وقف إطلاق النار».
من جانبه أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أمس أنّ تصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة هي «خطوة مهمة» ولكنّها «ليست الأخيرة». ونقل بيان للجيش عن جالانت قوله خلال زيارته جنودا من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية: إنّ «القضاء على نصر الله خطوة مهمة، لكنّها ليست الأخيرة. ولضمان عودة سكان شمال إسرائيل، سنستخدم كلّ قدراتنا».
وأضاف أمام الجنود: «سنستخدم كلّ القدرات المتوافرة لدينا، وإذا لم يفهم أي شخص على الجانب الآخر ما تنطوي عليه تلك القدرات، فإنّنا نعني كل القدرات، وأنتم جزء من هذا الجهد».
وتابع: «سنستخدم كلّ الوسائل اللازمة، قوّتكم وقوّات أخرى من الجو ومن البحر وعلى البر».
في المقابل قال نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم أمس إن مقاتلي الجماعة مستعدون لمواجهة أي غزو بري إسرائيلي للبنان، وذلك في أول خطاب علني له منذ أن قتلت إسرائيل الأمين العام للجماعة حسن نصر الله في غارات جوية الجمعة الماضية.
وقال قاسم في خطاب من مكان لم يُكشف عنه: «سنواجه أي احتمال إذا قرر الإسرائيلي أن يدخل بريا.. قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري».
وأضاف أن مقاتلي حزب الله واصلوا إطلاق الصواريخ لعمق يصل إلى 150 كيلومترا داخل إسرائيل ومستعدون لمواجهة أي توغل بري إسرائيلي محتمل.
وتابع قائلا: «أحب أن أعلمكم أن ما نقوم به هو الحد الأدنى... نحن نعلم أن المعركة قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة أمامنا... نحن في مركب واحد وإن شاء الله سنفوز كما فزنا في تحرير سنة 2006 في مواجهة العدو الإسرائيلي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك