العدد : ١٧٠٢٨ - الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٢٨ - الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

محنة مضاعفة للنازحين والعمال الأجانب المقيمين في لبنان

الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬فوضى‭ ‬كبيرة‭ ‬تعصف‭ ‬بلبنان‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬الغارات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬يبحث‭ ‬عمال‭ ‬أجانب‭ ‬مقيمون‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬سودانيون‭ ‬وإثيوبيون‭ ‬وسريلانكيون‭ ‬وبنغلادشيون،‭ ‬عن‭ ‬ملجأ‭ ‬آمن‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أماكن‭ ‬الإيواء‭ ‬المخصّصة‭ ‬للبنانيين‭ ‬حصراً،‭ ‬ويجد‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬ضالّتهم‭ ‬في‭ ‬ملجأ‭ ‬يُشرف‭ ‬عليه‭ ‬رهبان‭ ‬يسوعيّون‭. ‬

ففي‭ ‬دير‭ ‬هادئ‭ ‬تابع‭ ‬للرهبنة‭ ‬اليسوعيّة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬بيروت،‭ ‬تتردّد‭ ‬أصوات‭ ‬بكاء‭ ‬أطفال،‭ ‬فيما‭ ‬نساء‭ ‬بوجوه‭ ‬واجمة‭ ‬يتحلّقن‭ ‬حول‭ ‬طاولة‭ ‬متحدثات‭ ‬بصوت‭ ‬خافت‭. ‬وفي‭ ‬باحة‭ ‬الدير‭ ‬الخارجية،‭ ‬ينتظر‭ ‬البعض‭ ‬بهدوء‭ ‬توزيع‭ ‬وجبات‭ ‬الطعام،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬هدير‭ ‬طائرات‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تفارق‭ ‬سماء‭ ‬بيروت‭. ‬

ويتوافد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الباحثون‭ ‬عن‭ ‬الأمان‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬ومن‭ ‬منطقة‭ ‬البقاع‭ ‬في‭ ‬الشرق،‭ ‬وأيضاً‭ ‬من‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬لبيروت‭ ‬التي‭ ‬أنهكها‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭. ‬

ويقول‭ ‬الراهب‭ ‬اليسوعي‭ ‬مايكل‭ ‬بيترو‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬الكنيسة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستقبل‭ ‬عادة‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب،‭ ‬تحولت‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها‭ ‬إلى‭ ‬ملجأ‭. ‬

ويضيف‭ ‬هذا‭ ‬الراهب‭ ‬الأمريكي‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬اليسوعية‭ ‬لخدمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬‮«‬بدأ‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬عائلة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬وسألت‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ممكناً‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬هنا،‭ ‬قلنا‭ ‬لهم‭ ‬نعم،‭ ‬وفي‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬جاء‭ ‬ثلاثون‭ ‬شخصاً‭ ‬ثم‭ ‬تبعهم‭ ‬خمسون‭ ‬آخرون‮»‬‭. ‬

وحاول‭ ‬الرهبان‭ ‬المتطوّعون‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مراكز‭ ‬إيواء‭ ‬لتحويل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬إليها،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬

ويشرح‭ ‬مايكل‭ ‬السبب‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬كانت‭ ‬مكتظة‭ ‬أصلاً،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬سوى‭ ‬لبنانيين‮»‬‭. ‬وبهذا‭ ‬صار‭ ‬الدير‭ ‬يستقبل‭ ‬52‭ ‬شخصاً‭.  ‬

مع‭ ‬حركة‭ ‬النزوح‭ ‬الكبيرة،‭ ‬اضطر‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬مناطق‭ ‬الجنوب‭ ‬والبقاع‭ ‬والضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬للعاصمة،‭ ‬أن‭ ‬يقيموا‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬أو‭ ‬فنادق‭ ‬أو‭ ‬مراكز‭ ‬إيواء،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬لعائلته‭ ‬سوى‭ ‬الحدائق‭ ‬والأرصفة‭ ‬والساحات‭ ‬العامة،‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬يعتبرونها‭ ‬أكثر‭ ‬أمناً‭ ‬من‭ ‬غيرها‭.  ‬

وتقول‭ ‬ضياء‭ ‬الحاج‭ ‬شاهين،‭ ‬وهي‭ ‬متطوعة‭ ‬لبنانية،‭ ‬‮«‬المهاجرون‭ ‬أيضاً‭ ‬بحاجة‭ ‬للمساعدة،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬ينظر‭ ‬إليهم،‭ ‬يُعاملون‭ ‬كأشخاص‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة،‭ ‬والبعض‭ ‬منهم‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬جوازات‭ ‬سفر‭ ‬أصلاً‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بجوازات‭ ‬سفرهم‭. ‬

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬دير‭ ‬الرهبان‭ ‬اليسوعيين‭ ‬العاملة‭ ‬السريلانكية‭ ‬كوميري‭ ‬بارارا‭ ‬البالغة‭ ‬48‭ ‬عاماً،‭ ‬برفقة‭ ‬ابنها‭ ‬ذي‭ ‬الأعوام‭ ‬الاثني‭ ‬عشر،‭ ‬هاربة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬صيدا‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭. ‬وتعيش‭ ‬كوميري‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬حيث‭ ‬تزوجت‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬فلسطيني‭ ‬وأنجبت‭ ‬منه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينفصلا‭. ‬وهي‭ ‬عاملة‭ ‬منزلية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬معظم‭ ‬بنات‭ ‬جنسيتها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭. ‬

وتقول‭ ‬كوميري‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يهتم‭ ‬بي‭ ‬أحد‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬غادر‭ ‬أصحاب‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬فيه‭ ‬وفقدت‭ ‬الاتصال‭ ‬معهم‭. ‬

أما‭ ‬مالاني‭ ‬سومالتا،‭ ‬وهي‭ ‬عاملة‭ ‬منزلية‭ ‬من‭ ‬سريلانكا‭ ‬أيضاً،‭ ‬فقد‭ ‬فرّت‭ ‬من‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬لبيروت،‭ ‬معقل‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬والتي‭ ‬تتعرض‭ ‬يومياً‭ ‬لقصف‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬إضافة‭ ‬لإنذارات‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬بإخلاء‭ ‬أحياء‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬في‭ ‬مهلة‭ ‬وجيزة‭. ‬

وتقول‭ ‬مالاني‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬46‭ ‬عاماً‭ ‬وهي‭ ‬تبكي‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬تركنا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وراءنا‭ ‬وجئنا‭ ‬إلى‭ ‬هنا‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أقفل‭ ‬المطعم‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬فيه‭. ‬

وبحسب‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬أجنبي،‭ ‬تشكل‭ ‬النساء‭ ‬65%‭ ‬منهم‭. ‬ويُعتقد‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الكثيرين‭ ‬يقيمون‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا