طالما كان السكن في اليخوت سمة الأثرياء والمترفين، بل يمثل العيش في منزل عائم حلم الكثير من الأفراد، ولكن يبدو أن الوضع تغير، فمن جانب، جعلت صعوبات الحياة الكثير من غير المقتدرين ينافسون الأثرياء في السكن بقوارب هروبا من تكاليف الإيجارات والخدمات.
فمثلا، في بريطانيا وفي مواجهة ارتفاع أسعار السكن، بات العديد من الأفراد يختارون العيش على متن قوارب، وأصبح السكن في القوارب الملونة يلقى رواجا متزايدا لا سيما أن أسعارها تعد معقولة مقارنة بالمساكن في لندن، الأمر الذي يثير نوعا من القلق بسبب التزاحم في الأنهار، حيث تسبب تزايد هذه المساكن العائمة باكتظاظ الطرقات النهرية، وبرزت مشكلات اجتماعية لدى السكان المحليين الذين ظهر لهم جيران لا يعرفونهم!
الأمر لا يتوقف على الهروب من التكاليف المرتفعة للعقارات، بل بات العيش في المنازل العائمة خيارا حتى للمقتدرين. وأكد تقرير لقناة Canal and River Trust باتت القوارب المائية بديلاً شائعاً للسكن التقليدي في العديد من المدن الأوروبية.
فمثلا باتت شعبية مساكن القوارب والبيوت العائمة تتزايد في هولندا، حيث تنتشر تصاميم ونماذج حديثة لبيوت عائمة فوق المياه مع وجود أكثر من عشرة آلاف مرسى لتلك البيوت.
وظهرت في العديد من المدن الأوروبية شركات توفر منازل عائمة لا تفتقر إلى الفخامة والخدمات المميزة. وتشبه هذه المنازل التي تصمم على قوارب متحركة الشقق العادية ولكن بأسلوب عصري. وتوفر هذه المنازل الطاقة التي تحتاج إليها من خلال مولدات ونظام يعتمد على الألواح الشمسية، مع توافر الصرف الصحي ونظم إعادة تدوير هذه المياه لتكون نظيفة. والملفت أن أغلب هذه المنازل تعتبر صديقة للبيئة. فمثلا تتميز اليخوت السكنية بتوليد الطاقة من الألواح الشمسية المدمجة، وهي تولد طاقة كافية لتشغيل أنظمة الإضاءة والتكييف وتشغيل المحرك الكهربائي للسفينة مسافة إبحار تزيد على 32 كم بعد شحن مرة واحدة. في الوقت الذي تشير دراسات لقياس الأثر البيئي لحياة الأثرياء إلى أن مالكي السفن الفاخرة من بين أكبر المسببين لأزمة انبعاثات الكربون في العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك