العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

أسامة المسلم.. يكسر تابوهات النشر والانتشار

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

كلما‭ ‬عقد‭ ‬معرض،‭ ‬تجد‭ ‬هياجاً‭ ‬شبابياً‭ ‬وطوفاناً‭ ‬بشرياً‭ ‬يلاحق‭ ‬الكاتب‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬أسامة‭ ‬لمسلم‭. ‬يبلغ‭ ‬التدافع‭ ‬حد‭ ‬الاضرار‭ ‬بالنفس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬الشاب‭ ‬أو‭ ‬الشابة‭ ‬بتوقيع‭ ‬منه‭. ‬ظاهرة‭ ‬تنبري‭ ‬إزاءها‭ ‬اصوات‭ ‬في‭ ‬منتديات‭ ‬ومحافل‭ ‬الادباء،‭ ‬تسخر‭ ‬وتتهكم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الغرائبية‭. ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬عندها‭ ‬بإعجاب‭ ‬كالناقد‭ ‬السعودي‭ ‬عبدالله‭ ‬الغذامي،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬استوقفني‭ ‬للكاتب‭ ‬والصحافي‭ ‬السعودي‭ ‬ميرزا‭ ‬الخويلدي‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬عزا‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬لبساطة‭ ‬الاسلوب‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬ملامسة‭ ‬هموم‭ ‬الشباب،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬مزايا‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬بالتواصل‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬الكاتب‭ ‬وجمهوره‭.‬

أمام‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬وتكررت‭ ‬مراراً،‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬الناقد‭ ‬أن‭ ‬يقرأها‭ ‬بتمعن‭. ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬سحر‭ ‬تلك‭ ‬البساطة‭ ‬والفنتازيا‭ ‬في‭ ‬الكتابة،‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬كاتب‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬أعلاه،‭ ‬والتي‭ ‬يدعي‭ ‬أنها‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬الذي‭ ‬يلاحقه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬ومعرض‭ ‬كتاب‭ ‬حلّ،‭ ‬في‭ ‬تدافع‭ ‬جنوني‭ ‬وكأنها‭ ‬عدوى‭ ‬وبائية‭..‬

فهناك‭ ‬شيء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُعرف‭ ‬ويبحث‭ ‬ويُشخص‭. ‬والتحقق‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬خلف‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬مؤسسات‭ ‬أعلام‭ ‬وترويج؛‭ ‬ورغم‭ ‬أني‭ ‬لا‭ ‬استبعد‭ ‬وجودها،‭ ‬لكن‭ ‬أين‭ ‬هي،‭ ‬فلا‭ ‬أكاد‭ ‬أراها‭.. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ترينا‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬صعود‭ ‬شخصيات‭ ‬للنجومية‭ ‬والمليونية‭ ‬لأناس‭ ‬كانوا‭ ‬مغمورين‭ ‬استغلها‭ ‬بذكائهم،‭ ‬فصعدوا‭ ‬صعودا‭ ‬مدوياً،‭ ‬فلهذه‭ ‬المواقع‭ ‬اليوم‭ ‬سلطة‭ ‬تفوق‭ ‬سلطة‭ ‬الاعلام‭ ‬والدعاية‭ ‬والاعلان‭ ‬التقليدية‭.‬

اذن‭ ‬هناك‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬الانتشار‭ ‬والشهرة،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف؟‭!‬

فالحالة‭ ‬التي‭ ‬تعكسها‭ ‬الصور‭ ‬والقاطع،‭ ‬تؤكد‭ ‬ظاهرة‭ ‬المسلم‭ ‬كسرت‭ ‬تابوهات‭ ‬دور‭ ‬النشر،‭ ‬وذللت‭ ‬معوقات‭ ‬التسويق،‭ ‬باستهداف‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لذائقة‭ ‬شريحة‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والنساء‭ ‬المتعطشة‭ ‬لكاريزما‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬الكاتب‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يكتب‭. ‬وباعتقادي‭ ‬أن‭ ‬بيع‭ ‬ألف‭ ‬نسخة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كتبه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬معرض‭ ‬يعقد‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭ ‬متوقع‭ ‬وأكثر‭. ‬فيما‭ ‬تراوح‭ ‬اصدارات‭ ‬المبدعين‭ ‬المعروفين‭ ‬والنقاد‭ ‬المرموقين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والاقليمي‭ ‬رفوفها‭ ‬في‭ ‬خجل‭ ‬مكدسة‭ ‬في‭ ‬أجنحة‭ ‬المعارض‭ ‬والمكتبات‭.‬

اذن‭ ‬ظاهرة‭ ‬أسامة‭ ‬المسلم‭ ‬جديرة‭ ‬بالنظر،‭ ‬مهما‭ ‬اختلفنا‭ ‬عليها‭ ‬ووصفناها

ولنا‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭:‬

كيف‭ ‬اكتشف‭ ‬الشباب‭ ‬لونهم‭ ‬المفضل‭ ‬في‭ ‬كتابات‭ ‬المسلم؟‭ ‬ولماذا‭ ‬شغفوا‭ ‬بها؟

وبمن‭ ‬يرتبط‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬وشغف‭ ‬المعجب؟‭!‬

هل‭ ‬يكمن‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬الكتابة؟‭ ‬أم‭ ‬اسلوبه‭ ‬السردي؟‭ ‬أم‭ ‬شخصية‭ ‬الكاتب‭ ‬وأسلوب‭ ‬تواصله‭ (‬كما‭ ‬يدعي‭ ‬المقال‭)‬؟

أو‭ ‬وفق‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة،‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬لأذهان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المندهشين‭ ‬من‭ ‬الظاهرة‭. ‬يكمن‭ ‬وراءها‭ ‬مؤسسات‭ ‬إشهار‭ ‬وترويج‭ ‬ظاهرة‭ ‬أو‭ ‬خفيه‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الكواليس،‭ ‬ليسود‭ ‬لون‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬والادب،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يطغى‭ ‬وتتجه‭ ‬نحوه‭ ‬الأقلام‭ ‬تحدو‭ ‬حدوة‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬وترويج‭ ‬ثقافة‭ ‬شبابية‭ ‬جديدة؟

ولكن‭ ‬أين‭ ‬تضع‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬اعلاناتها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬الأدب‭ ‬المألوفة‭ ‬لنا؟‭ ‬وهو‭ ‬بحسب‭ ‬مقال‭ ‬الكاتب‭ ‬ميرزا‭ ‬رجل‭ ‬عصامي‭ ‬لم‭ ‬تدعمه‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬ولا‭ ‬الأدبية‭.‬

الظاهرة‭ ‬ملفتة‭ ‬حقاً،‭ ‬والتساؤلات‭ ‬والشكوك‭ ‬مشروعة‭. ‬لكنها‭ ‬ستبقى‭ ‬هكذا‭ ‬مالم‭ ‬تتصدَ‭ ‬لها‭ ‬أقلام‭ ‬النقاد‭ ‬الجادة،‭ ‬لإنصافها‭ ‬أو‭ ‬تعريتها‭ ‬أو‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬آلياتها‭ ‬واستخلاص‭ ‬جوانب‭ ‬القوة‭ ‬فيها‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭.‬

فلا‭ ‬يكفي‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬التل‭ ‬وممارسة‭ ‬التفرج‭ ‬السلبي‭. ‬وكيل‭ ‬التهم‭ ‬والتهكم‭ ‬والهمز‭ ‬واللمز‭. ‬فهذه‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬وأساليب‭ ‬النقد‭ ‬العلمي‭ ‬الثقافي،‭ ‬ولا‭ ‬أدواته‭.‬

هذه‭ ‬مهمة‭ ‬القارئ‭ ‬النموذجي‭ ‬الناقد‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ننتظره‭ ‬منه‭ ‬حين‭ ‬تحجب‭ ‬الغيوم‭ ‬عين‭ ‬الشمس‭. ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يجلي‭ ‬لنا‭ ‬الحقيقة‭ ‬بحيادية‭ ‬وتجرد‭ ‬تامين‭. ‬فكل‭ ‬مبدع‭ ‬ينشد‭ ‬النجاح‭ ‬والانتشار‭. ‬ويشكو‭ ‬من‭ ‬عقم‭ ‬تسويق‭ ‬المنجز‭ ‬الأدبي‭.‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬بحريني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا