العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

قراءة مهمة في الأوضاع السورية

الجميع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يتابع‭ ‬تسارع‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.. ‬الجميع‭ ‬تأثر‭ ‬بما‭ ‬شاهده‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬وألم‭.. ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬فالجميع‭ ‬يترقب‭ ‬تحقيق‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬السورية‭.. ‬ومن‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تسرع‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ ‬هناك‭.‬

بيان‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬ودقيقا‭ ‬وحكيما،‭ ‬حينما‭ ‬أكد‭ ‬المتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬لتطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬سوريا،‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬واستقلال‭ ‬سوريا‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيها‭ ‬وسلامة‭ ‬شعبها،‭ ‬مع‭ ‬الإعراب‭ ‬عن‭ ‬تمنيات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق‭ ‬بدوام‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والنماء‭ ‬والازدهار،‭ ‬ومساندة‭ ‬المملكة‭ ‬لتطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ ‬بالأمس‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬سليمان‭ ‬جودة‮»‬،‭ ‬يكشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يُقال،‭ ‬وعرض‭ ‬حقائق‭ ‬الوضع‭ ‬السوري‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا،‭ ‬وهو‭ ‬مقال‭ ‬يستحق‭ ‬القراءة‭ ‬والتأمل،‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬قائلا‭: ‬أي‭ ‬نظرة‭ ‬متأملة‭ ‬في‭ ‬تطورات‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬سوف‭ ‬تقول‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬بشار‭ ‬الأسد‮»‬‭ ‬تم‭ ‬بيعه‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬حليفين‭ ‬له‭: ‬الحليف‭ ‬الروسي‭ ‬والحليف‭ ‬الإيراني‭.. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‮»‬‭ ‬تقدمت‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭ ‬بسهولة‭ ‬عجيبة،‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬جيش،‭ ‬ولا‭ ‬حكومة،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يصدها،‭ ‬أو‭ ‬يوقفها،‭ ‬أو‭ ‬يُبطئ‭ ‬من‭ ‬تقدمها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

ومن‭ ‬قبل،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬سوريا‭ ‬لا‭ ‬تأخذ‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬العناصر‭ ‬الإيرانية‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.. ‬وكانت‭ ‬عناصر‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬تلاحقها،‭ ‬وتطردها‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬التركية‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الشمال‭.. ‬أما‭ ‬الآن،‭ ‬فالقوات‭ ‬نفسها‭ ‬تتقدم‭ ‬وكأنها‭ ‬في‭ ‬نزهة‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬حرب‭.. ‬ولا‭ ‬يفسر‭ ‬هذا‭ ‬السكوت‭ ‬والهدوء‭ ‬الإيراني‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬المرشد‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الثمن‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولن‭ ‬يخرج‭ ‬الثمن‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬عن‭ ‬التساهل‭ ‬الأمريكي‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭.. ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬لدى‭ ‬حكومة‭ ‬المرشد‭ ‬خامنئي‭.‬

أما‭ ‬الروس‭ ‬فلا‭ ‬وجود‭ ‬لأسطولهم‭ ‬الذي‭ ‬سمعنا‭ ‬عنه‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬حميميم‭ ‬السورية‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬أثر‭ ‬لقواتهم‭ ‬التي‭ ‬أنقذت‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬معدودة‭.. ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬ولا‭ ‬أثر‭.. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الثمن‭ ‬سوف‭ ‬يحصلون‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬تُنهي‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬عامها‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬وأنهكتهم‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭.‬

إن‭ ‬التطورات‭ ‬المتصاعد‭ ‬اليوم،‭ ‬القصد‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬سوريا،‭ ‬لا‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬فيها‭.. ‬فلقد‭ ‬ذهب‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬الأسد‭ ‬الأب،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬ذهب‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬الأسد‭ ‬الابن‭.. ‬أما‭ ‬سوريا‭ ‬البلد،‭ ‬والوطن،‭ ‬والأرض،‭ ‬فإنها‭ ‬إذا‭ ‬ذهبت‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعود،‭ ‬أو‭ ‬متى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عودتها؟‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننشغل‭ ‬به،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬ونتابع‭ ‬ونأسى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬هناك‭.‬

وبدورنا‭ ‬نقول‭: ‬إن‭ ‬الدخول‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السوري‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬يشكل‭ ‬نذير‭ ‬شؤم‭ ‬لإشعال‭ ‬أزمة‭ ‬جديدة،‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الأزمات‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تصريح‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الجولان‮»‬‭ ‬أصبحت‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬أبدي،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يرفضه‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬كذلك‭. ‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التواجد‭ ‬العربي‭ ‬والتواصل‭ ‬الحالي‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬الآن،‭ ‬ودعم‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬واحترام‭ ‬إرادته،‭ ‬والدعوة‭ ‬لحماية‭ ‬مؤسساته،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭.. ‬هو‭ ‬عين‭ ‬الصواب‭ ‬والحكمة،‭ ‬لمستقبل‭ ‬سوريا‭ ‬والسوريين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا