العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

موقف عفوي.. في يوم شرطة البحرين

صباح‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬شاهدت‭ ‬طالبا‭ ‬بمدرسة‭ ‬ابتدائية،‭ ‬وهو‭ ‬يرتدي‭ ‬لباس‭ ‬الشرطة،‭ ‬ضمن‭ ‬احتفالات‭ ‬المدارس‭ ‬بالأعياد‭ ‬الوطنية‭.. ‬سألته‭ ‬لماذا‭ ‬ترتدي‭ ‬هذا‭ ‬اللباس؟‭ ‬فأعجبني‭ ‬جوابه،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬والدي‭ ‬يعمل‭ ‬شرطيا،‭ ‬والسبت‭ ‬القادم‭ ‬سيكون‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭.. ‬فأحببت‭ ‬أن‭ ‬أشارك‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬أفتخر‭ ‬بين‭ ‬زملائي‭ ‬بأنني‭ ‬ابن‭ ‬شرطي‭.. ‬من‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬الإجابة‭ ‬العفوية،‭ ‬تعكس‭ ‬العلاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلقها‭ ‬وصياغتها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبين‭ ‬كافة‭ ‬شرائحه‭ ‬وفئاته‭.. ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬الشرطي‭ ‬ورجل‭ ‬الأمن‮»‬‭ ‬تخيف‭ ‬أحدا‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭.. ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬مصدر‭ ‬أمن‭ ‬واطمئنان‭ ‬وثقة‭. ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬تغيير‭ ‬ألوان‭ ‬الزي‭ ‬واللباس‭ ‬لدى‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭.. ‬مجرد‭ ‬تغيير‭ ‬شكلي‭.. ‬لكنه‭ ‬جاء‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬منهجية‭ ‬للمنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬الشاملة،‭ ‬قوامها‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬والمقيم،‭ ‬وصون‭ ‬المقدرات‭ ‬والمنجزات،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬والممتلكات‭.. ‬وفي‭ ‬ترسيخ‭ ‬العدالة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬وتأصيل‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وإنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬وروح‭ ‬القانون‭.. ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬حقوقية‭ ‬إنسانية‭ ‬رائعة،‭ ‬وشراكة‭ ‬مجتمعية‭ ‬رائدة‭. ‬

وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بفضل‭ ‬الرعاية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ودعم‭ ‬ومتابعة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬

وبالأمس‭ ‬كذلك،‭ ‬شهدنا‭ ‬الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬أقامته‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬متزامنًا‭ ‬مع‭ ‬احتفال‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأعيادها‭ ‬الوطنية‭ ‬إحياءً‭ ‬لذكرى‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المؤسس‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭ ‬عام‭ ‬1783،‭ ‬وذكرى‭ ‬تولي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭.‬

وحديث‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬الاحتفال،‭ ‬أكد‭ ‬قوة‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬بدأنا‭ ‬بمراجعة‭ ‬مفهومنا‭ ‬الشرطي،‭ ‬وتحديد‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬الرئيسية،‭ ‬وباشرنا‭ ‬بتعديل‭ ‬الهياكل‭ ‬التنظيمية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭.. ‬واضعين‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أهمية‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬ليكون‭ ‬شريكاً‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭..‬‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬منطلق‭ ‬الرؤية‭ ‬المستقبلية،‭ ‬والتحديات‭ ‬المحتملة،‭ ‬وعملا‭ ‬بالوقاية‭ ‬المسبقة،‭ ‬جاء‭ ‬تأكيد‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭: ‬‮«‬وإننا‭ ‬اليوم‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬استشراف‭ ‬تحدياتنا‭ ‬المستقبلية‭ ‬لتحديد‭ ‬طبيعة‭ ‬مسؤولياتنا‭ ‬وواجباتنا‭ ‬القادمة‭.. ‬عاقدين‭ ‬العزم‭ ‬لتصحيح‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬تماسكنا‭ ‬الوطني‭..‬‮»‬‭.‬

وهذه‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬ومباشرة‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬لتبقى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قوية‭ ‬متماسكة‭ ‬مع‭ ‬قيادتها‭ ‬وشعبها‭.. ‬فشكرا‭ ‬لشرطة‭ ‬البحرين‭.. ‬وخالص‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لهم‭.. ‬والدعاء‭ ‬بالرحمة‭ ‬والغفران‭ ‬لشهداء‭ ‬الواجب‭ ‬الأبرار‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا