العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اتجاهات التقدم في مسار الاقتصاد البحريني عام 2024

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

عام‭ ‬2024‭ ‬هو‭ ‬السنة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬2022‭-‬2026،‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬النمو‭ ‬المستدام،‭ ‬كاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬نفطي،‭ ‬يتمتع‭ ‬بالتنوع‭ ‬والمرونة،‭ ‬متوجه‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬لمواطنيه،‭ ‬وما‭ ‬حققه‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬من‭ ‬صعود‭ ‬عبر‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬جعله‭ ‬يقود‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬2024‭.‬

ورغم‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬والأحوال‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬تقدير‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬3%‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سيطر‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬منخفضًا‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬1‭.‬2%،‭ ‬فيما‭ ‬أصبح‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬يشكل‭ ‬85‭.‬2%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬متجهًا‭ ‬إلى‭ ‬90%‭ ‬في‭ ‬2027،‭ ‬كما‭ ‬أشاد‭ ‬‮«‬الصندوق‮»‬‭ ‬بالتنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬المملكة،‭ ‬وبالإصلاحات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬النمو‭ ‬وتجعله‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة،‭ ‬وبإطلاق‭ ‬الصفحة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنشر‭ ‬البيانات‭ ‬الموجزة،‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬بتحسين‭ ‬جودة‭ ‬البيانات‭ ‬والشفافية‭.‬

وطبقًا‭ ‬لـ«هيئة‭ ‬المعلومات‭ ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‮»‬،‭ ‬أكدت‭ ‬بيانات‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬صدق‭ ‬تقدير‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬وسجلت‭ ‬نمو‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭.‬8%،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تراجع‭ ‬الأنشطة‭ ‬النفطية‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬7%‭ ‬نتيجة‭ ‬انخفاض‭ ‬إنتاج‭ ‬حقل‭ ‬أبو‭ ‬سعفة،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬3%‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬النمو‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬8%‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬وظلت‭ ‬الأنشطة‭ ‬المالية‭ ‬والتأمين‭ ‬تتصدر‭ ‬مكونات‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بنسبة‭ ‬17‭.‬6%،‭ ‬وشكلت‭ ‬مع‭ ‬التصنيع‭ ‬أكبر‭ ‬المساهمين‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬مصفاة‭ ‬البحرين‭ ‬97%،‭ ‬وحقق‭ ‬نشاط‭ ‬النقل‭ ‬والتخزين‭ ‬النمو‭ ‬الأعلى‭ ‬بالأسعار‭ ‬الثابتة‭ ‬بواقع‭ ‬12‭.‬9%،‭ ‬يليه‭ ‬نشاط‭ ‬الاتصالات‭ ‬11%،‭ ‬ثم‭ ‬السياحة‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭.‬6%،‭ ‬فيما‭ ‬أدخلت‭ ‬الحكومة‭ ‬إصلاحات‭ ‬مالية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الإيرادات،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬معوقات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر،‭ ‬وخلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬وارتفع‭ ‬رصيد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬بنهاية‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬بنسبة‭ ‬9%‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي‭ ‬ليبلغ‭ ‬16‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭.‬

وهذا‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬جعله‭ ‬يحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬18‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬193‭ ‬دولة،‭ ‬ضمن‭ ‬مسح‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬2024‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للاتصالات‮»‬،‭ ‬جاءت‭ ‬المملكة‭ ‬ضمن‭ ‬الفئة‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬نموذج‭ ‬رائد‮»‬،‭ ‬وحققت‭ ‬العلامة‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬محاور‭ ‬يقيسها‭ ‬التقرير‭. ‬ووفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬‮«‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬النمو‭ ‬2024‮»‬،‭ ‬غدت‭ ‬البحرين‭ ‬تتجاوز‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬المواهب‭ ‬والابتكار،‭ ‬والثانية‭ ‬خليجيًا،‭ ‬والرابعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭. ‬وشملت‭ ‬الأبعاد‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬فيها‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي؛‭ (‬البنية‭ ‬الداعمة‭ ‬للمواهب،‭ ‬وتوافر‭ ‬المواهب،‭ ‬والمواهب‭ ‬الرقمية‭ ‬والتقنية،‭ ‬والبنية‭ ‬الداعمة‭ ‬للخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬وتوافر‭ ‬المشروعات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬والتمويل‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬والمدفوعات‭ ‬الرقمية،‭ ‬والبنية‭ ‬الداعمة‭ ‬للتقنية‭ ‬وصادرات‭ ‬الخدمات،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المواهب،‭ ‬والبنية‭ ‬الداعمة‭ ‬للموارد،‭ ‬وجودة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والبيئة‭ ‬الداعمة‭ ‬للمؤسسات،‭ ‬والتكيف‭ ‬الحكومي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المؤسسي‭ ‬والشمولية‭ ‬وتنوع‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭).‬

ويرجع‭ ‬تقدم‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عِقدين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬أداء‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬تقييمات‭ ‬التعليم‭ ‬الدولية‭. ‬وعليه،‭ ‬توقعت‭ ‬مديرة‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬نموًا‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬يبلغ‭ ‬3‭.‬5%،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬التي‭ ‬قدرت‭ ‬نموها‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬9%‭ ‬مدعومًا‭ ‬بتعافي‭ ‬قطاعي‭ ‬السياحة‭ ‬والخدمات،‭ ‬واستمرار‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والآن‭ ‬تجني‭ ‬المملكة‭ ‬ثمار‭ ‬استثماراتها‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وتنمية‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬يُعزى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬جودة‭ ‬التعليم‮»‬‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬فإلى‭ ‬جانبه‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬الحكومة،‭ ‬والتي‭ ‬جعلتها‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬54‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬184‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2024،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬هريدتج‮»‬،‭ ‬والرابعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬درجة‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تنعم‭ ‬بها‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المتوسطات‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬ويشير‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬تمتعها‭ ‬بأداء‭ ‬جيد‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬فالإطار‭ ‬العام‭ ‬للاستثمار‭ ‬مبسط،‭ ‬ونظام‭ ‬القانون‭ ‬التجاري‭ ‬واضح،‭ ‬فيما‭ ‬تظل‭ ‬البلاد‭ ‬مركزًا‭ ‬تجاريًا‭ ‬ديناميكيًا،‭ ‬ويدعم‭ ‬انفتاحها‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬بيئة‭ ‬تنظيمية‭ ‬تنافسية‭.‬

وفيما‭ ‬تتعدد‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬التي‭ ‬يؤدي‭ ‬استثمارها‭ ‬إلى‭ ‬تضاعف‭ ‬إسهام‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬النسخة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬بوابة‭ ‬الخليج‭ ‬2024‮»‬‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬استعراض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفرص،‭ ‬وفيها‭ ‬بينت‭ ‬وزيرة‭ ‬السياحة‭ ‬استقطاب‭ ‬البحرين‭ ‬16‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الفنادق‭ ‬العالمية،‭ ‬لافتتاح‭ ‬فروع‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2024‭ - ‬2026،‭ ‬ما‭ ‬يضيف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬غرفة‭ ‬فندقية‭ ‬جديدة،‭ ‬ويعكس‭ ‬المكانة‭ ‬المتنامية‭ ‬لها‭ ‬كوجهة‭ ‬سياحية‭ ‬مفضلة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬طلبات‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات،‭ ‬فيما‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬إضافة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬فنادق‭ ‬الأربع‭ ‬والخمس‭ ‬نجوم‭ ‬للمشهد‭ ‬السياحي‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬تقرير‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬ترافيل‭ ‬آند‭ ‬تور‭ ‬وورلد‮»‬،‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬تجتذب‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬بحلول‭ ‬2028،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الزوار‭ ‬12‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬وأن‭ ‬ترتفع‭ ‬إيرادات‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬3‭.‬1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2028‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬قد‭ ‬استهدفت‭ ‬14‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬2026،‭ ‬وتعزيز‭ ‬حصة‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬11‭.‬4%،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬استضافت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬رودس‭ ‬وورلد‮»‬‭ ‬للنقل‭ ‬الجوي،‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2300‭ ‬ممثل‭ ‬عن‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬السياحة‭ ‬والسفر‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

ويلعب‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬العالمي‭ ‬للمعارض‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬حصد‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬مركز‭ ‬معارض‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬2015،‭ ‬‮«‬دورًا‭ ‬محوريًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬سياحة‭ ‬المعارض‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬وسياحة‭ ‬الأعمال،‭ ‬التي‭ ‬تعدّ‭ ‬أحد‭ ‬منافذ‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭. ‬وخلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬2024،‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬زوار‭ ‬المملكة‭ ‬بنسبة‭ ‬45%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمثيله‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬فيما‭ ‬ركزت‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬المنتج‭ ‬السياحي‭ ‬والترفيهي،‭ ‬وجهود‭ ‬الترويج‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وأثبتت‭ ‬صدق‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬المنامة‭ ‬عاصمة‭ ‬السياحة‭ ‬الخليجية‭ ‬2024‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المنامة‭ ‬بوابة‭ ‬للسياحة‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬لما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬مختلف‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬ويعكس‭ ‬ما‭ ‬توليه‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬‭ ‬للسياحة‭ ‬من‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى،‭ ‬إدراكًا‭ ‬لدورها‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ولهذا‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‮»‬،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمهرجانات‭ ‬الترفيهية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العام‭.‬

أما‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬التصنيع‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يُعوّل‭ ‬عليه‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬إطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬لتحفيز‭ ‬البيئة‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬وخاصة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬الأعلى،‭ ‬والمشاريع‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬العالية‭ ‬والأثر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الملموس،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬تنمية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‮»‬،‭ ‬بقيمة‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬بالشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وبإدارة‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية،‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬تمكين،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المصرفية‭ ‬الرائدة‭ ‬محليًا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬كبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬وبنك‭ ‬السلام،‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت،‭ ‬وخليجي‭ ‬بنك؛‭ ‬بهدف‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬نمو‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية‭ ‬المتقدمة‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجيتها‭ (‬2022‭ - ‬2026‭)‬،‭ ‬تتجه‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬وطني‭ ‬للتنمية‭ ‬الصناعية؛‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬التصنيع‭ ‬المتقدم،‭ ‬وتحفيز‭ ‬الإنتاج‭ ‬الأخضر،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬ورقمنة‭ ‬التصنيع،‭ ‬وتبني‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاستدامة،‭ ‬وما‭ ‬يعزز‭ ‬نمو‭ ‬الأداء‭ ‬التصديري‭ ‬ويفتح‭ ‬المجال‭ ‬للمبتكرين‭ ‬والمصنعين،‭ ‬فيما‭ ‬يمضي‭ ‬استكمال‭ ‬أعمال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التي‭ ‬يُعول‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للاستثمار،‭ ‬وتوسيع‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬القائمة،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الشاملة‭ ‬للتكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬انتهاء‭ ‬المخططات‭ ‬للمنطقة‭ ‬المخصصة‭ ‬للصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الألمنيوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬أكبر‭ ‬مصهر‭ ‬للألمنيوم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬خارج‭ ‬الصين‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مسار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬يمضي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬المستدام،‭ ‬ويعزز‭ ‬تحرير‭ ‬هذا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬المفرط‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬النفط؛‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬التشغيل‭ ‬لقواه‭ ‬العاملة،‭ ‬باعتبار‭ ‬القطاعات‭ ‬المستهدفة‭ ‬هي‭ ‬قطاعات‭ ‬كثيفة‭ ‬الاستخدام‭ ‬للعمالة‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي،‭ ‬لتودع‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬النمو‭ ‬ظاهرة‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب،‭ ‬وتنأى‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬أثر‭ ‬تقلبات‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬التي‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬عطلت‭ ‬مسيرتها‭ ‬التنموية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا