للبحرين قدرة واضحة على الاضطلاع بدور تقدمي على صعيد الشرق الأوسط، يتيح لها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل مجموعة من العوامل تتضمن قطاع التقنيات المالية المزدهر، والتركيز على التشريعات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، والانسجام مع الرؤية الاقتصادية 2030، والاستثمار في تنمية القوى العاملة. وفي هذا السياق، أطرح توقعاتي الخمسة الأولى للتطورات المرتقبة في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 2025، وما قد تعنيه هذه التطورات للبحرين، وكيف تلعب «إس إيه بي» دورًا نشطًا في مساعدة المؤسسات والشركات على الاستفادة من هذا المجال التقني الثوري في تحقيق نجاحاتها المنشودة.
1. التحول إلى القيمة الملموسة
الصخب الذي صاحب ثورة الذكاء الاصطناعي في بداياتها بدأ يتراجع، فاسحًا المجال أمام فهم أعمق لتطبيقاته واستخداماته. فقد شرع قادة الأعمال في البحرين يركزون على القيمة الملموسة والقابلة للقياس في تقنيات الذكاء الاصطناعي بدلًا من العبارات الرنانة. فعندما يقترن الذكاء الاصطناعي التوليدي بقدرات الذكاء الاصطناعي التقليدي المحدودة، فإنه سيعزز الأتمتة ويفتح الباب واسعًا أمام حالات استخدام جديدة، في نهج عملي من شأنه تمكين الشركات البحرينية من استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة استراتيجية، وضمان تمكنه من حل التحديات في الحياة الواقعية، عوضًا عن أن يكون مجرد ابتكارات يُتغنى بها.
2. تبني أنسجة البيانات
تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى المؤسسات بيانات محددة وموثوق بها لإتاحة رؤى قابلة للتنفيذ. لذلك، نرى أن المؤسسات البحرينية، في عام 2025، سوف تلمس بشكل متزايد قيمة تبني ما يُعرف بـ«أنسجة البيانات»، وهي استراتيجيات متقدمة للبيانات تضمن الوصول السلس إلى البيانات المرتبة والسياقية بطريقة يمكنها تعزيز الابتكار وتحسين عملية اتخاذ القرار. وفي حالة «إس إيه بي»، نتوقع أن يولي العملاء حلول إدارة البيانات المبتكرة، مثل «داتاسْفير» من «إس إيه بي» SAP Datasphere، اهتمامًا أكبر، بهدف إحداث التحول في بُناهم الهيكلية الخاصة بأنسجة البيانات، ما يتيح الحصول على المعلومات بسلاسة عبر مصادر البيانات المختلفة.
3. الأولوية للذكاء الاصطناعي المستدام
مع نمو الإقبال على الذكاء الاصطناعي، يتزايد أيضًا التأثير الحاصل في الطاقة. لكننا نرى أن الشركات البحرينية حريصة على الانسجام مع التوجهات العالمية في الاستدامة عبر الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي الموفرة لاستهلاك الطاقة. وسوف نرى الابتكارات في هندسة الرقائق، وتدريب النماذج، ونماذج الذكاء الاصطناعي الأصغر حجمًا، وهي تتطور من ناحية تقليل استهلاك الطاقة، من دون المساس بالأداء. كما نتوقع أن نرى تركيزًا أكبر من جانب العملاء على حلول الاستدامة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل «سستينبيليتي تاور» من «إس إيه بي» SAP Sustainability Tower، الذي يمكّن الشركات من مراقبة أدائها في مجال الاستدامة وتحليله وتحسينه.
4. بناء سلاسل توريد قادرة على الصمود
إن قدرة سلاسل التوريد على الصمود تُعدّ أولوية أولى، ولا سيما أن البحرين مركز استراتيجي إقليمي مهم لقطاع الخدمات اللوجستية. وفي عام 2025، يُنتظر أن تغدو حلول سلاسل التوريد المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي تشمل التوائم الرقمية، حلولًا أساسية لا غنى عنها. هذه الأدوات سوف تمكّن الشركات البحرينية من محاكاة العمليات، ومراقبة الأداء لحظة بلحظة، والتعامل مع المتغيرات بصورة استباقية. ولقد قمنا في «إس إيه بي» بدمج الذكاء الاصطناعي في عمليات سلاسل التوريد، متيحين المجال أمام عملائنا لتحقيق قدر أكبر من الرشاقة، والحفاظ على قدراتهم التنافسية في السوق العالمية المتسمة بالتعقيد الشديد.
5. رأب الفجوة المهارية
في ضوء استمرار التكنولوجيا في رسم شكل جديد لأماكن العمل في عام 2025، فإن الشركات التي لا تحرص على الاهتمام برفع مستوى المهارات وإعادة تأهيل الموظفين تخاطر بالتخلف عن الركب. لكن القيادة البحرينية الرشيدة، لحسن الحظ، ملتزمة برعاية الشباب المواطنين من أصحاب المواهب، وهو ما يدعم طموحات المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي ويضمن بناء قوة عاملة تنافسية وجاهزة للمستقبل. كذلك فإن التركيز المستمر على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مثل برامج التدريب في مجال الذكاء الاصطناعي، سوف يساعد في رأب الفجوة المهارية في عام 2025. لذلك نفخر بعزمنا في «إس إيه بي» على مواصلة التعاون مع الجامعات والقطاعين العام والخاص لتقديم تدريب عملي في حلولنا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات مثل برنامج «إس إيه بي» للدراسة المزدوجة وبرنامج «إس إيه بي» للمهنيين الشباب.
إن من شأن تبني هذه التوجهات إطلاق الشركات العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي الكاملة، والإسهام في التقدم الاقتصادي والمجتمعي المنشود في مملكة البحرين.
المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» في البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك