إسطنبول - (أ ف ب): التقى وفد من حزب تركي معارض مؤيد للأكراد أمس رئيس البرلمان التركي وزعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف وسط جهود لاستئناف الحوار بين أنقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني.
واجتمع وفد يضم ثلاثة أشخاص من حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموس وثم مع رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي.
وهدف الاجتماعان لاطلاعهما على مضمون اللقاء الذي أجراه وفد من الحزب المعارض نهاية الاسبوع الفائت مع مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن جزيرة ايمرالي قرب اسطنبول.
وهذه الزيارة السياسية هي الأولى لأوجلان منذ أكثر من عقد وتأتي في سياق تخفيف التوتر بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا والمصنف «إرهابيا» من جانب انقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأتت الزيارة بعد شهرين من قيام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية اليميني المتطرف والمعادي لحزب العمال والمنضوي في الائتلاف الحاكم، بدعوة أوجلان للحضور إلى البرلمان لإعلان حل الحزب الذي تصنّفه أنقرة «إرهابيا»، مقابل إطلاق سراحه.
وتلقى الخطوة دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوجان وجاءت قبل شهر من إطلاق فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام هجوما مباغتا استمر 12 يوما وأطاح الرئيس بشار الأسد، في خطوة سلّطت الأضواء على المخاوف التركية حيال القضية الكردية.
وخلال اجتماعه مع وفد حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» الذي ضم النائبين سيري سوريا أوندر وبرفين بولدان، أبدى أوجلان استعداده للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة، معتبرا أن تعزيز الأخوة الكردية التركية هو «مسؤولية تاريخية».
وقال الزعيم الكردي إن الوفد الذي زاره سينقل موقفه إلى الدولة التركية والأطراف السياسيين الآخرين، مضيفا «في ضوء ذلك، أنا مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية الضرورية».
وبدأ أوندر وبولدان بعد ذلك «سلسلة اجتماعات مع أحزاب برلمانية» وانضم إليهما أمس أحمد ترك (82 عاما)، وهو سياسي كردي مخضرم يعرف بمساعيه منذ مدة طويلة لحل القضية التركية. وقال أوندر بعدما اجتمع مع رئيس البرلمان في تصريحات نقلتها شبكة «إن تي في» التركية الخاصة إن «الاجتماع كان إيجابيا. لدينا أمل».
وأضاف أن الوفد سيجتمع مع حزب أردوجان الحاكم «العدالة والتنمية» وحزب المعارضة الرئيسي «حزب الشعب الجمهوري» الاثنين. وسيقدم الوفد بعد ذلك إحاطة كاملة بشأن آخر التطورات.
وذكر الإعلام المحلي أيضا أن الوفد التقى بهجلي مدة 40 دقيقة، من دون الكشف عن فحوى المحادثات.
وفي منشور على منصة «إكس» نهاية الأسبوع، اعتبر الرئيس المشارك لحزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» تونجر باكيرهان نداء أوجلان «فرصة تاريخية لبناء مستقبل مشترك». وأضاف «نحن على أعتاب تحول ديموقراطي محتمل في تركيا والمنطقة. والآن هو الوقت المناسب للشجاعة والاستبصار من أجل سلام مشرف».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك