الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
ظاهرة «نيجوان».. الخليجية!
أول السطر:
فوضى البحث عن تذكرة لحضور مباراة نهائي خليجي 26، وحجز الطيران والمواصلات.. حديث مؤجل.. فالأهم اليوم هو دعم المنتخب الوطني وتمنياتنا له بالفوز بكأس البطولة.. فرحة الوطن أغلى من كل المتاعب في الملاعب.. وخارجها!
ظاهرة «نيجوان».. الخليجية!
في الصين انتشرت ظاهرة يطلق عليها «نيجوان».. وتعني «الاستلقاء على الظهر».. وكما أشارت صحيفة «الغد الأردنية» في تقريرها، فإن «نيجوان» هو مفهوم في علم الاجتماع يشير إلى مجتمع يصل إلى حالة من الركود بحيث لا يستطيع التقدم مهما بذل من جهد.
على المستوى الفردي، يعكس المصطلح شعور الشخص بعدم جدوى العمل الجادّ في ظل غياب التقدم الملموس.. وقد انعكس ذلك على الشأن الاقتصادي، وخلال منتدى دافوس حذر رئيس الوزراء الصيني من تأثير «الاستلقاء» على الاقتصاد العالمي.
في أحد مشاهد الفيديو التي أثارت ضجة على الإنترنت الصيني، يظهر طالب من جامعة تسينغهوا، إحدى أعرق الجامعات في البلاد، وهو يركب دراجته، بينما يعمل على جهاز الكمبيوتر المحمول المثبت على مقود الدراجة.. هذا المشهد لم يكن مجرد لقطة طريفة، بل أطلق موجة من النقاشات حول مفهوم «نيجوان»، أو «التراجع الداخلي»، الذي أصبح يعكس شعورًا واسع الانتشار بالإحباط والتنافسية العقيمة وسط تباطؤ الاقتصاد الصيني، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وعلى الرغم من أن مفهوم «نيجوان» موجود منذ عقود في الأوساط الأكاديمية، فإنه انتشر بشكل واسع على الإنترنت الصيني عام 2020 بعد الفيديو الشهير للطالب من جامعة تسينغهوا.. لقد أصبح هذا المشهد رمزًا للضغط الهائل الذي يعيشه الشباب في الصين.
يبدو واضحا أن ظاهرة «نيجوان» ليست مقتصرة على الشباب والاقتصاد الصيني فحسب.. ظاهرة «نيجوان» منتشرة كذلك في المجتمعات الخليجية، وإن لم يعلن عنها بشكل كبير، أو تم تسميتها بأسماء أخرى، إلا أن النتيجة واحدة، وهي عدم التقدم مهما بذلت من جهود.
في مواقع العمل، يبذل الموظف الخليجي جهودا كبيرة في الوظيفة، ويتحمل كل الضغوطات والمعوقات.. يكون ذلك على حساب صحته وحياته الشخصية والأسرية.. وفي نهاية العام يكون التقدير والترقيات لمن هم أقل عملا وإنتاجا!
في بعض المشاريع الاقتصادية الخليجية، تكون الميزانيات كبيرة، والحديث عنها واسع، والتطلعات عالية.. ولكن الناتج والجدوى منها قليل وبسيط، ولا يساوي ما أنفق من أجلها، وما تم الحديث بشأنها.
في العديد من البرامج الخليجية المجتمعية، تكون الأهداف محددة، والغايات واضحة، وتحشد في سبيلها كل الطاقات والموارد والإمكانيات.. ولكن يبقى أثرها غير فاعل، ومردودها غير مبشر.. فلا هي عالجت مشكلة ولا حققت هدفا.. سوى البروز الإعلامي للمسؤولين لحظتها.. ثم تنتهي وتغيب عن المجتمع.. والنماذج الخليجية كثيرة!
آخر السطر:
مقولة أعجبتني.. (نحن مجتمع إذا أردنا العجلة، قلنا: «خير البر عاجله».. وإذا أردنا أن نخلق الأعذار، نقول «كل تأخيرة فيها خيرة».. هي في النهاية مسألة «مزاج» وخلق تبريرات.. لا أكثر).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك