العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩١ - الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ترامب وحلف الناتو.. أي تأثير في الشرق الأوسط؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٦ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬وجه‭ ‬مارك‭ ‬روته‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬الناتو‭ ‬التهنئة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المنتخب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬متطلعاً‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوة‭ ‬عبر‭ ‬الحلف،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التهنئة‭ ‬قد‭ ‬تضمنت‭ ‬أيضاً‭ ‬إشارة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للحلف‭ ‬لقائمة‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬ومنها‭ ‬روسيا،‭ ‬الإرهاب،‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬الشراكات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المنافسة‭ ‬للغرب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬الحلف‭ ‬كمظلة‭ ‬أمنية‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تدخل‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬رأت‭ ‬دوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي‭ ‬فإن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والحلف‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬المد‭ ‬والجزر،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬الولاية‭ ‬الأولى‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬فتارة‭ ‬طالب‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭ ‬بضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بتخصيص‭ ‬نسبة‭ ‬2%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لأغراض‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬الحلف،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬طالب‭ ‬الحلف‭ ‬بضرورة‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بدور‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬آثار‭ ‬جدلاً‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬وتوقيت‭ ‬تلك‭ ‬الدعوة‭ ‬والدور‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الحلف،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬قد‭ ‬صرح‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يضطر‭ ‬للانسحاب‭ ‬من‭ ‬الناتو‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يسدد‭ ‬الحلفاء‭ ‬فواتيرهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬التصريحات‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬لولايته‭ ‬الأولى‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬وأكد‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬إلقائه‭ ‬خطاب‭ ‬حالة‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭.‬

وقبيل‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلاً‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تتحمل‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬النفقات‭ ‬الدفاعية‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬وهوما‭ ‬يعني‭ ‬عملياً‭ ‬تأثيرها‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬الحلف،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الإجماع‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬عمل‭ ‬الحلف‭ ‬وحال‭ ‬اعتراض‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬عدم‭ ‬تمرير‭ ‬القرارات‭ ‬ولكن‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الحلف،‭ ‬وثانيها‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬الحلف‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬خارج‭ ‬أراضيه‭ ‬وهي‭ ‬إجماع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وجود‭ ‬قرار‭ ‬أممي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تثار‭ ‬إشكالية‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الشرعية‭ ‬والمشروعية،‭ ‬وأخيراً‭ ‬طلب‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬الحلف‭ ‬التدخل،‭ ‬فإن‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬قد‭ ‬شاركت‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬العسكرية‭ ‬ومنها‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬الغربي‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية،‭ ‬وحرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬ثم‭ ‬مشاركة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬لمحاربة‭ ‬داعش‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستي،‭ ‬وثالثها‭: ‬تدخل‭ ‬الحلف‭ ‬كمنظمة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬الليبية‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬والتي‭ ‬ارتكز‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬ودعم‭ ‬إقليمي‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬مهدت‭ ‬الجهود‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الطريق‭ ‬لذلك‭ ‬التدخل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طائرات‭ ‬أواكس‭ ‬لعدة‭ ‬أيام‭ ‬قبل‭ ‬تدخل‭ ‬الحلف‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بحلف‭ ‬الناتو‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بمسألة‭ ‬أهمية‭ ‬التزام‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭ ‬بمساهمتهم‭ ‬المالية‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬خلافية‭ ‬ممتدة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الدولي‭ ‬العام،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الحلف‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬تعهد‭ ‬بإنهاء‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬ولكن‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬التنازلات‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬طرف،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حقيقتين‭ ‬الأولى‭: ‬حالة‭ ‬الانكشاف‭ ‬الأمني‭ ‬الأوروبي‭ ‬التي‭ ‬أكدتها‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬حيث‭ ‬تحملت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬فقدمت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬منذ‭ ‬2022‭ ‬وحتى‭ ‬2024‭ ‬والثانية‭: ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬بديل‭ ‬أمني‭ ‬أوروبي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬فلا‭ ‬تزال‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬وخاصة‭ ‬الصغرى‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬مظلتها‭ ‬الأمنية‭.‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الجدل‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬انعكاس‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬القادمة‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فالتصريحات‭ ‬الأولية‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬تعكس‭ ‬توجهاً‭ ‬مفاده‭ ‬عدم‭ ‬الانخراط‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬عدة‭ ‬أزمات‭ ‬مزمنة‭ ‬،إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬عملياً‭ ‬ضرورة‭ ‬انخراط‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها‭: ‬الفراغات‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬انحسار‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الحلف‭ ‬عموماً‭ ‬تتيح‭ ‬الفرص‭ ‬للمنافسين‭ ‬لتأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬للمصالح‭ ‬الغربية‭ ‬عموماً‭ ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬انتهاء‭ ‬مهام‭ ‬بعثته‭ ‬لمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬والتي‭ ‬امتد‭ ‬عملها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬و2016‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬قد‭ ‬أرسلت‭ ‬قطعا‭ ‬بحرية‭ ‬نحو‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لحماية‭ ‬سفنها‭ ‬التجارية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬تحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬الذي‭ ‬أسسته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭: ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬شراكتين‭ ‬إقليميتين‭ ‬مهمتين‭ ‬وهما‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬ومبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الطموحات‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬بشأن‭ ‬هاتين‭ ‬المبادرتين‭ ‬فإن‭ ‬مردودهما‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬طموح‭ ‬الدول‭ ‬الشريكة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬المتوقع‭ ‬للحلف‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والتي‭ ‬أكملت‭ ‬حالة‭ ‬الانهيارات‭ ‬الإقليمية‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تهديدات‭ ‬حقيقية‭ ‬تواجه‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬الناتو‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬ردع‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحلف‭ ‬ومنها‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وأيضاً‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬استخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬الدرونز‭ ‬لتهديد‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬ملامح‭ ‬سياسات‭ ‬ترامب‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬عموماً‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الأدوار‭ ‬الأمريكية‭ ‬والأطلسية‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬حدة‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحلف‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومع‭ ‬إصدار‭ ‬الحلف‭ ‬لمفهوم‭ ‬استراتيجي‭ ‬جديد‭ ‬خاص‭ ‬بدول‭ ‬الجنوب‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬الاختبار‭ ‬الحقيقي‭ ‬للحلف‭ ‬بشأن‭ ‬رغبته‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومع‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬والخليج‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتسارعة‭ ‬والتي‭ ‬تعكس‭ ‬ثلاثة‭ ‬مخاطر‭ ‬متزامنة‭ ‬أولها‭: ‬توظيف‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سيء‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬مصالح‭ ‬الحلفاء‭ ‬والشركاء،‭ ‬وثانيها‭: ‬نمط‭ ‬الشراكات‭ ‬والتحالفات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والتي‭ ‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عسكرية‭ ‬ولكنها‭ ‬تعكس‭ ‬تحولات‭ ‬مهمة،‭ ‬وثالثها‭: ‬مخاوف‭ ‬الشركاء‭ ‬والتساؤلات‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬الشراكات‭.‬

ومجمل‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬علاقة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بحلف‭ ‬الناتو‭ ‬هي‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬تزداد‭ ‬رسوخاً‭ ‬وفقاً‭ ‬للتحولات‭ ‬العالمية‭ ‬والتهديدات‭ ‬الإقليمية‭.  ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا