النصيرات - (قطاع غزة) - (وكالات الأنباء): أفاد الدفاع المدني في غزة أمس الأحد أن إسرائيل منعت عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين من العودة من جنوب القطاع إلى شماله. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس: «الاحتلال يمنع عشرات آلاف المواطنين النازحين من العودة إلى شمال قطاع غزة»، مبينا أن الجيش الإسرائيلي «مازال يغلق مفترق نتساريم على طريق الرشيد الساحلي». ورأى مراسلو فرانس برس حشودا ضخمة من أهالي غزة الذين تجمعوا قرب الحاجز الإسرائيلي بانتظار العبور.
وقالت حركة حماس أمس الأحد إنها تتابع مع الوسطاء منع إسرائيل إعادة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار. وأوضحت حماس في بيان صحفي أن إسرائيل «تتلكأ» في تنفيذ الاتفاقات المبرمة، مبررة ذلك بمزاعم تتعلق بالأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود. وأشارت حماس إلى «أنها قدمت للوسطاء تأكيدات بأن الأسيرة على قيد الحياة، ووفرت كل الضمانات اللازمة للإفراج عنها، إلا أن الاحتلال لا يزال يماطل في تنفيذ التزاماته». وشددت حماس على أنها «تحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تعطيل تنفيذ الاتفاق»، مؤكدة أنها تتابع مع الوسطاء بكل مسؤولية سعيا للتوصل إلى حلول تفضي إلى ضمان حقوق النازحين وعودتهم بأمان، مع الالتزام بتنفيذ جميع بنود الاتفاقية التي تم التوصل إليها.
وشهد شارعا الرشيد وصلاح الدين وسط قطاع غزة تكدسا كبيرا للآلاف من النازحين، الذين ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى مدينة غزة والشمال. ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فقد أمضى الآلاف ليلة السبت - الأحد، في انتظار عودتهم إلى ديارهم بعد أن أجبرهم الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة منازلهم والنزوح إلى الجنوب خلال الحرب.
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع النازحين من العودة إلى الشمال منذ السبت الماضي، مخالفا ما أعلنه في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، ويشترط الاحتلال الإفراج عن المحتجزة أربيل يهودا للسماح للنازحين بالعودة. فيما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي انه يمكن الافراج عن أربيل يهود قبل السبت المقبل.
وذكرت الوكالة أن عشرات الآلاف من النازحين ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى مدينة غزة والشمال، غالبيتهم سيقطع مسافة 7 كيلومترات على الأقل سيرا على الأقدام.
وأضافت أنهم باتوا ليلتهم في العراء رغم البرد القارس بجانب شاطئ البحر في شارع الرشيد، وهم مصرّون على العودة رغم علم بعضهم المسبق بأن الاحتلال دمر منزلهم، وبالتالي بعضهم يحملون معهم خيمتهم التي سينصبونها فوق ركام منازلهم. وبحسب الوكالة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، تسبب هجوم الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، في مقتل وإصابة 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود. وأضافت أن الهجوم الإسرائيلي تسبب في تهجير أكثر من 85 بالمائة من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.
ويعيش نحو 1.6 مليون من المواطنين القطاع حاليا في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، وسط دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية وممتلكات المواطنين، وتشير التقديرات الى أن أكثر من 80 بالمائة من قطاع غزة مدمر.
من جهة أخرى، وفي تطور مفاجئ قال مسؤول بـ«حركة الجهاد الإسلامي» لرويترز: إنه سيتم الإفراج عن 30 فلسطينيا مقابل إطلاق سراح الرهينة أربيل يهود، وأكد ان الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود سيفرج عنها قبل الجولة المقبلة من تحرير الرهائن المقرر لها بحسب اتفاق الهدنة يوم السبت المقبل.
وكشف مصدر خاص لـ«سكاي نيوز عربية»، مساء الأحد، أن حركتي حماس و«الجهاد الإسلامي» اتفقتا على إطلاق سراح المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود يوم الجمعة المقبل. وقال المصدر إن الحركتين اتفقتا على إطلاق سراح يهود قبل 24 ساعة من دفعة الرهائن الثالثة، التي سيتم الإفراج عنها يوم السبت المقبل .وأضاف أنه سيُفرج عن المحتجزة الإسرائيلية مقابل الإفراج عن 30 فلسطينيا وعودة النازحين لشمال غزة. وستشمل قائمة الـ30 فلسطينيا أصحاب الأحكام المؤبدة. وأوضح المصدر أنه تم تبليغ الوسطاء بهذا القرار، «في انتظار رد إسرائيل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك