العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

انـطـلاقـتـي جـاءت بـعـد مشاركتـي فـي تأليف قصص ذهبية من بلادنا العربية

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٥ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

أول أديبة بحرينية تشارك مع نخبة من الكتاب العرب لإصدار قصص ذهبية للطفل..

شاركت في ملتقى أكاديمية الإبداع الأمريكية الأول بالكويت.. صاحبة أربعة إصدارات للأطفال..

الفنانة التربوية القاصة والناشطة الاجتماعية نسرين جعفر النور لــ«أخبار الخليج»:


هي‭ ‬امرأة‭ ‬متعددة‭ ‬المواهب،‭ ‬تهوى‭ ‬فنون‭ ‬الخزف‭ ‬والنحت‭ ‬والمسرح‭ ‬والموسيقى‭ ‬والرسم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬عشقها‭ ‬الأول‭ ‬والأساسي‭ ‬هو‭ ‬عالم‭ ‬القراءة‭ ‬الممتع،‭ ‬لذلك‭ ‬اختارت‭ ‬أن‭ ‬تخترقه‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬الموجهة‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رسالتها‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬غرس‭ ‬حب‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الصغار‭.‬

الأديبة‭ ‬القاصة‭ ‬نسرين‭ ‬جعفر‭ ‬النور،‭ ‬صاحبة‭ ‬أربعة‭ ‬مؤلفات‭ ‬موجهة‭ ‬للطفل،‭ ‬جاءت‭ ‬انطلاقتها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬حين‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬قصص‭ ‬ذهبية‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬العرب‭ ‬كأول‭ ‬بحرينية‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الانجاز،‭ ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬بصدد‭ ‬إصدار‭ ‬أربعة‭ ‬كتب‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تعطلت‭ ‬بسبب‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭.‬

مشروعها‭ ‬القادم‭ ‬هو‭ ‬إعداد‭ ‬فيلم‭ ‬تربوي‭ ‬لتنمية‭ ‬مواهب‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭ ‬له،‭ ‬أما‭ ‬أهم‭ ‬طموحاتها‭ ‬فهو‭ ‬إنعاش‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل،‭ ‬وإنشاء‭ ‬قناة‭ ‬متخصصة‭ ‬لقراءاته،‭ ‬ولإحياء‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لديه‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬عليها‭ ‬سلبا‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭ ‬الذي‭ ‬تجول‭ ‬في‭ ‬عالمها‭ ‬الخاص‭:‬

بدايتك‭ ‬مع‭ ‬النشاط‭ ‬الاجتماعي؟‭ ‬

بدايتك‭ ‬مع‭ ‬الأدب؟

منذ‭ ‬صغري‭ ‬وأنا‭ ‬أحب‭ ‬قصص‭ ‬الأطفال‭ ‬حتى‭ ‬العشق،‭ ‬وأقبل‭ ‬على‭ ‬قراءتها‭ ‬بشغف‭ ‬شديد،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬كان‭ ‬والدي‭ ‬يقرأ‭ ‬لي‭ ‬روايات‭ ‬ويشرحها‭ ‬لي،‭ ‬وأحيانا‭ ‬يترجم‭ ‬بعضها،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الأدبية‭ ‬بمركز‭ ‬سلمان‭ ‬الثقافي،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أتردد‭ ‬عليه‭ ‬باستمرار،‭ ‬وأستمتع‭ ‬بالاطلاع‭ ‬على‭ ‬كتب‭ ‬المكتبة‭ ‬هناك،‭ ‬وكان‭ ‬الأساتذة‭ ‬يشجعونني‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬التي‭ ‬ينظمها،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬فوز‭ ‬لي‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬11‭ ‬عاما،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬المسرح‭ ‬والموسيقى‭ ‬والرسم‭ ‬وغيرها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬قررت‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمسار‭ ‬العلمي‭.‬

لماذا‭ ‬المسار‭ ‬العلمي؟

رغم‭ ‬عشقي‭ ‬للأدب‭ ‬ومختلف‭ ‬فنونه،‭ ‬فإنني‭ ‬كنت‭ ‬أحب‭ ‬العلوم‭ ‬أيضا،‭ ‬وحين‭ ‬تخرجت‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬فنون‭ ‬تربوية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬تخصص‭ ‬مطلوب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬ويشتمل‭ ‬على‭ ‬فنون‭ ‬كثيرة،‭ ‬كالخزف‭ ‬والنحت‭ ‬والدمى‭ ‬والعرائس،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬حبي‭ ‬لمسرح‭ ‬الطفل‭ ‬والموسيقى،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬حاولت‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أوفق‭ ‬وعانيت‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬فأقدمت‭ ‬على‭ ‬التطوع‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬تمكين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬توظيف‭ ‬العاطلين،‭ ‬واستفدت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخبرة‭ ‬كثيرا،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أطور‭ ‬من‭ ‬هواية‭ ‬الكتابة‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬المحاولات‭ ‬الأولى؟

في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬أكتب‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬الكتروني‭ ‬يسمى‭ ‬أدب‭ ‬الأطفال‭ ‬العربي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تواصلت‭ ‬معه‭ ‬لفترة،‭ ‬وقمت‭ ‬بكتابة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القصص،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬ومسابقات‭ ‬للأطفال‭ ‬متنوعة‭ ‬ترتبط‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأدب‭ ‬الطفل،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬توقفه‭ ‬تفرغت‭ ‬لإصداراتي‭ ‬الخاصة‭ ‬بالطفل‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬الإصدار‭ ‬الأول؟

الإصدار‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قصص‭ ‬ذهبية‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬بقصة‭ ‬واحدة‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬العرب،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬انطلاقتي،‭ ‬وقد‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬دور‭ ‬نشر‭ ‬خارجية،‭ ‬وأصدرت‭ ‬قصة‭ ‬‮«‬عائدون‭ ‬يا‭ ‬قدس‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬قصة‭ ‬‮«‬ونبقى‭ ‬أصدقاء‮»‬‭ ‬مع‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬بحرينية،‭ ‬وقصة‭ ‬‮«‬الفنان‭ ‬ومساعدة‭ ‬الألوان‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬آخر‭ ‬إصدار‭ ‬لي‭. ‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬عملك‭ ‬التطوعي؟

لقد‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬مساهمات‭ ‬كثيرة‭ ‬كناشطة‭ ‬اجتماعية‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬قريتي‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬فقد‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬إنجاز‭ ‬البحرين‭ ‬الخاص‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬تمكين‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬توظيف‭ ‬العاطلين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭. ‬

كيف‭ ‬كانت‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬إنجاز؟

تجربتي‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬إنجاز‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬وثرية‭ ‬للغاية‭ ‬لأنها‭ ‬حملت‭ ‬رسالة‭ ‬للأطفال‭ ‬أيضا‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬عالمنا‭ ‬وعائلاتنا‮»‬‭ ‬للطلبة‭ ‬بالصف‭ ‬الثاني‭ ‬الابتدائي،‭ ‬وكان‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬المبكرة‭ ‬بالمعلومات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬معلومات‭ ‬اقتصادية‭ ‬للطفل،‭ ‬وعلى‭ ‬تنظيم‭ ‬أنشطة‭ ‬ترفيهية‭ ‬يمارسها‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬وكنت‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬سرد‭ ‬القصص‭ ‬الجاهزة‭ ‬لهم‭ ‬وأوفر‭ ‬لهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الترفيه‭ ‬الممتع‭ ‬كالرسم‭ ‬والتلوين‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وكان‭ ‬عملا‭ ‬تطوعيا‭ ‬استمتعت‭ ‬به‭ ‬كثيرا،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬أتقن‭ ‬وأحب‭ ‬عمل‭ ‬الحكاواتية‭.‬

وما‭ ‬هي‭ ‬مشاريعك‭ ‬الأدبية‭ ‬الحالية؟

هناك‭ ‬أربع‭ ‬قصص‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الإصدار،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تعطلت‭ ‬بسبب‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬مملكتي‭ ‬الحبيبة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬وقصة‭ ‬‮«‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أكون‮»‬‭ ‬وقصة‭ ‬‮«‬حفل‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‮»‬‭ ‬وقصة‭ ‬‮«‬تحية‭ ‬لعلم‭ ‬بلادي‮»‬،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تعجل‭ ‬بوجود‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭.‬

أهم‭ ‬رسالة‭ ‬تحرصين‭ ‬على‭ ‬إيصالها‭ ‬للأطفال؟

لعل‭ ‬أهم‭ ‬رسالة‭ ‬أحرص‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬إيصالها‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬غرس‭ ‬مفهوم‭ ‬القراءة‭ ‬وترغيبهم‭ ‬فيها،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأثر‭ ‬سلبا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬اليوم‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الكبار‭ ‬أو‭ ‬الصغار،‭ ‬فأنا‭ ‬أذكر‭ ‬أننا‭ ‬حين‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬عمرهم‭ ‬كنا‭ ‬نحب‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬ونقبل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ملل‭ ‬أو‭ ‬كلل،‭ ‬ولذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إنعاش‭ ‬هذه‭ ‬الملكة‭ ‬لديهم،‭ ‬كما‭ ‬انني‭ ‬أعمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬فعاليات‭ ‬وأشياء‭ ‬متنوعة‭ ‬وشيقة‭ ‬للطفل‭ ‬أتبع‭ ‬فيها‭ ‬أسلوب‭ ‬الحكاواتية‭. ‬

أكبر‭ ‬خطر‭ ‬يتهدد‭ ‬أطفالنا‭ ‬اليوم؟

في‭ ‬رأيي‭ ‬أكبر‭ ‬خطر‭ ‬يتهدد‭ ‬أطفالنا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬سلاحا‭ ‬ذا‭ ‬حدين،‭ ‬إذ‭ ‬أبعدتهم‭ ‬عن‭ ‬القراءة‭ ‬والاطلاع،‭ ‬وعن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬باتوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬شديد‭ ‬بها،‭ ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬مكانة‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهده،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬سعيدة‭ ‬جدا‭ ‬بمبادرة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفعيل‭ ‬مادة‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحصص‭ ‬لمدة‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬والتي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها،‭ ‬وحققت‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا،‭ ‬حيث‭ ‬وجهوا‭ ‬لي‭ ‬دعوة‭ ‬لقراءة‭ ‬القصص‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬مملكتنا‭ ‬بمشاريع‭ ‬أخرى‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الاتجاه‭.‬

مشاريع‭ ‬مثل‭ ‬ماذا؟

لا‭ ‬يفوتني‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أثني‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬تحدي‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬والذي‭ ‬أظهر‭ ‬وجود‭ ‬شغف‭ ‬القراءة‭ ‬بشدة‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبنائنا،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وإبراز‭ ‬هذه‭ ‬الملكة‭ ‬لديهم‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة،‭ ‬كما‭ ‬أتمنى‭ ‬إنعاش‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وإنشاء‭ ‬قناة‭ ‬تختص‭ ‬بقراءة‭ ‬الطفل‭ ‬سواء‭ ‬خليجية‭ ‬أو‭ ‬بحرينية‭ ‬تعيد‭ ‬إلى‭ ‬الكتاب‭ ‬رونقه‭ ‬وتمنحه‭ ‬مساحة‭ ‬الاهتمام‭ ‬التي‭ ‬يستحقها‭.‬

من‭ ‬هم‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬تأثرت‭ ‬بهم؟

منذ‭ ‬صغري‭ ‬وأنا‭ ‬أقرأ‭ ‬لكتاب‭ ‬كثيرين،‭ ‬أمثال‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ،‭ ‬وإحسان‭ ‬عبدالقدوس،‭ ‬وطه‭ ‬حسين،‭ ‬وغيرهم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬كاتب‭ ‬معين‭ ‬تأثرت‭ ‬به،‭ ‬لأنني‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬المعرفي‭ ‬والثقافي،‭ ‬وكنت‭ ‬ومازلت‭ ‬أستمتع‭ ‬بقراءة‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬الذي‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬قيمته‭ ‬ستظل‭ ‬وستبقى‭ ‬رغم‭ ‬سيطرة‭ ‬الكتاب‭ ‬الالكتروني‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يتنافس‭ ‬معه‭ ‬بشدة‭. ‬

أصعب‭ ‬محنة‭ ‬مرت‭ ‬بك؟

وفاة‭ ‬والدي‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬كانت‭ ‬أشد‭ ‬محنة‭ ‬مررت‭ ‬بها،‭ ‬وسوف‭ ‬أظل‭ ‬دوما‭ ‬أتذكره‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬إنجاز‭ ‬أحققه‭ ‬وأسعد‭ ‬به،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬مني‭ ‬كاتبة‭ ‬وقاصة‭ ‬وأديبة،‭ ‬بفضل‭ ‬اهتمامه‭ ‬بي‭ ‬وتشجيعه‭ ‬لي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬علمني‭ ‬أن‭ ‬أعطي‭ ‬بلا‭ ‬مقابل،‭ ‬وأن‭ ‬أقدم‭ ‬الخير،‭ ‬وأستمتع‭ ‬بالنتائج‭ ‬الايجابية‭ ‬له،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬خيرا‭ ‬يلق‭ ‬خير،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬بالفعل‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬سلاحك‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التجارب‭ ‬الصعبة؟

لقد‭ ‬واجهت‭ ‬صعوبات‭ ‬وعثرات‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬مرّ‭ ‬مشواري،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬معنوية،‭ ‬ولكن‭ -‬ولله‭ ‬الحمد‭- ‬تذللت‭ ‬جميعها،‭ ‬وواجهتها‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وإرادة،‭ ‬وشققت‭ ‬طريقي‭ ‬بكل‭ ‬نجاح،‭ ‬بالصبر‭ ‬والإيمان،‭ ‬وكان‭ ‬الفشل‭ ‬دافعا‭ ‬لي‭ ‬للأفضل‭ ‬وللمواصلة‭ ‬ولتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العطاء،‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬الحياة‭.. ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬والتعثر‭ ‬والألم‭ ‬والأمل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭. ‬

ماذا‭ ‬ينقص‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬بالبحرين؟

أدب‭ ‬الطفل‭ ‬بالبحرين‭ ‬ينقصه‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬فقط،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬الموهوبين‭ ‬والمتميزين،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬كل‭ ‬كاتب‭ ‬يدعم‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه،‭ ‬بحسب‭ ‬إمكانياته،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬ما‭ ‬يكفيه‭ ‬لشق‭ ‬طريقه‭ ‬ومواصلته‭ ‬بكفاءة،‭ ‬لذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬جوائز‭ ‬تحفيزية‭ ‬لأدب‭ ‬الطفل‭ ‬بالبحرين،‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إنعاش‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وإثرائه،‭ ‬كذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إعلام‭ ‬الطفل‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع،‭ ‬فالكوادر‭ ‬موجودة‭ ‬وهائلة‭ ‬ومتمكنة،‭ ‬فالمعروف‭ ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اهتم‭ ‬بالتعليم‭ ‬والثقافة،‭ ‬لذلك‭ ‬هي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬شأن‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬وتوفير‭ ‬إصدارات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬

ما‭ ‬هو‭ ‬مشروعك‭ ‬القادم؟

أعكف‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬مهم‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وهو‭ ‬إعداد‭ ‬فيلم‭ ‬تربوي‭ ‬للطفل،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬زميلة‭ ‬تمتلك‭ ‬مركزا‭ ‬لتنمية‭ ‬المواهب‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬وقد‭ ‬تأجل‭ ‬خروجه‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬بسبب‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬والتي‭ ‬عطلت‭ ‬وأوقفت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا