العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

الحروب والمكائد صنعت نجاحي وعلمتني النظرة الحيادية إلى الأمور

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬الروسي‭ ‬الشهير‭ ‬رسول‭ ‬حمزاتوف‭: ‬‮«‬شيئان‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬يستحقان‭ ‬المنازعات‭ ‬الكبيرة‭.. ‬وطن‭ ‬حنون‭.. ‬وامرأة‭ ‬رائعة‮»‬‭!‬

فما‭ ‬أروع‭ ‬المرأة‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬صاحبة‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬والأروع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭   ‬رسالة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬أجيال‭ ‬المستقبل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إحداث‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬مجتمعها‭.‬

هيفاء‭ ‬محمد‭ ‬بوحمود،‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل،‭ ‬تربوية‭ ‬مخضرمة،‭ ‬صاحبة‭ ‬28‭ ‬عاما‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬عاشقة‭ ‬لمهنتها،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬أثرا‭ ‬في‭ ‬مجتمعها،‭ ‬وبأن‭ ‬يشعر‭ ‬الجميع‭ ‬بأنها‭ ‬حاضرة‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتها،‭ ‬فأصبحت‭ ‬نموذجا‭ ‬للعطاء‭ ‬اللامحدود،‭ ‬وللبذل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين،‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬عماد‭ ‬المجتمع،‭ ‬تكليفا‭ ‬وليس‭ ‬تشريفا،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأجيال‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬بوطنها‭! ‬

هي‭ ‬صاحبة‭ ‬مشوار‭ ‬طويل‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬حافل‭ ‬بالنجاحات،‭ ‬لها‭ ‬تجربة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬حققت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات،‭ ‬وذلك‭ ‬برغم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭.‬

‮«‬اخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬حاورتها‭ ‬حول‭ ‬الرحلة،‭ ‬وأهم‭ ‬المحطات،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

‭-‬لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أسرة‭ ‬محفزة‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬والتعلم،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬والدتي‭ ‬غير‭ ‬متعلمة،‭ ‬وكنت‭ ‬طفلة‭ ‬هادئة‭ ‬ومجتهدة‭ ‬ومتفوقة‭ ‬وعاشقة‭ ‬للرياضيات‭ ‬والمواد‭ ‬العلمية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وقد‭ ‬تمنيت‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬معلمة‭ ‬رياضيات،‭ ‬وأعربت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الرغبات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬للتعليم‭ ‬الجامعي،‭ ‬حيث‭ ‬حددت‭ ‬ذلك‭ ‬كرغبة‭ ‬أولى،‭ ‬تليها‭ ‬معلمة‭ ‬علوم،‭ ‬ثم‭ ‬معلمة‭ ‬تربية‭ ‬رياضية،‭ ‬وحدث‭ ‬أن‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬للتربية‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهنا‭ ‬بدأ‭ ‬مشواري‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭. ‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬رياضة‭ ‬السباحة؟

‭- ‬كانت‭ ‬دراستي‭ ‬لتخصص‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬حافزا‭ ‬قويا‭ ‬لي‭ ‬إلى‭ ‬تعلم‭ ‬بعض‭ ‬المهارات‭ ‬الرياضية‭ ‬منها‭ ‬رياضة‭ ‬السباحة‭ ‬التي‭ ‬أتقنتها‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية،‭ ‬وكان‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬للسباحة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مدرب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬معه‭ ‬كمساعد‭ ‬مدرب‭ ‬ثم‭ ‬مدرب،‭ ‬واستمتعت‭ ‬كثيرا‭ ‬بهذه‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬أفادتني‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬الرياضي‭.‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

‭- ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬عملت‭ ‬كمدرب‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬وكذلك‭ ‬بالاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬للسباحة،‭ ‬وكنت‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬كمنقذة‭ ‬في‭ ‬جنة‭ ‬ديلمون،‭ ‬وكمدربة‭ ‬ايروبكس،‭ ‬وكمحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية،‭ ‬وقد‭ ‬تدرجت‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬بالتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬معلم‭ ‬إلى‭ ‬مشرف‭ ‬إداري‭ ‬ثم‭ ‬مدير‭ ‬مساعد‭ ‬ثم‭ ‬مدير،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬مدرستي‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬المستوى‭ ‬المتميز‭ ‬لطالباتي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

جوائز‭ ‬مثل‭ ‬ماذا؟

‭- ‬لقد‭ ‬حازت‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬أديرها‭ ‬وهي‭ ‬الاستقلال‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬على‭ ‬المستوي‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭  ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬2022‭-‬2023،‭ ‬منها‭  ‬جائزة‭ ‬دعم‭ ‬الابتكار‭ ‬الطلابي،‭ ‬كما‭  ‬احتلت‭  ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬زين‭ ‬لتدوير‭ ‬النفايات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬فئة‭ ‬أفضل‭ ‬حملة‭ ‬توعوية،‭ ‬ونالت‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬علماء‭ ‬المستقبل‭ ‬فئة‭ ‬الابتكار‭ ‬العلمي‭ ‬وفي‭ ‬مسابقة‭ ‬الروبوتات‭ ‬الوطنية‭ ‬فئة‭ ‬مهام‭ ‬الروبوت‭ ‬وفي‭ ‬مسابقة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ ‬فئة‭ ‬المشاريع‭ ‬وفي‭ ‬مسابقة‭ ‬المقالة‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬المنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬الإقليمية‭ ‬لحماية‭ ‬بيئة‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬حظيت‭ ‬كذلك‭ ‬بالمركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ ‬للحدائق‭ ‬وفي‭ ‬مسابقة‭ ‬جيبك‭ ‬للبحث‭ ‬البيئي‭ ‬وفي‭ ‬مسابقة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الفئة‭ ‬الاعتيادية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬تحققت‭ ‬بفضل‭ ‬حسن‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭.‬

أصعب‭ ‬تحدٍ؟

‭- ‬لعل‭ ‬أهم‭ ‬تحدٍ‭ ‬واجهني‭ ‬كان‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬معلمة‭ ‬إلى‭ ‬قائدة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تطلب‭ ‬مني‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬الذاتية‭ ‬وشخصيتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ونظرا‭ ‬لكوني‭ ‬عاشقة‭ ‬للعمل‭ ‬الإداري‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬علي‭ ‬القيام‭ ‬بمهامي‭ ‬القيادية‭ ‬بنجاح‭ ‬لافت،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬حين‭ ‬أصبحت‭ ‬منسقا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الكونترول‭ ‬أصبحت‭ ‬مهيأة‭ ‬بشدة‭ ‬لأن‭ ‬أصبح‭ ‬قائدة‭. ‬

ما‭ ‬مواصفات‭ ‬القيادي‭ ‬الناجح‭ ‬في‭ ‬رأيك؟

‭- ‬القيادي‭ ‬الناجح‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتبع‭ ‬سياسة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬بمعني‭ ‬عدم‭ ‬الانفراد‭ ‬بأي‭ ‬قرار‭ ‬يتخذه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الحرص‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطواته،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬المناصب‭ ‬البسيطة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انتهاج‭ ‬مبدأ‭ ‬المرونة‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬الفريق،‭ ‬وكذلك‭ ‬تمتعه‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬الأخذ‭ ‬والعطاء،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬قيادي‭ ‬يواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬والعثرات،‭ ‬ولكن‭ ‬بالصبر‭ ‬والمثابرة‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬والتغلب‭ ‬علي‭ ‬أي‭ ‬مشاكل‭ ‬قد‭ ‬تعترض‭ ‬طريقه،‭ ‬وشخصيا‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتني‭. ‬

ماذا‭ ‬علمتك‭ ‬التحديات؟

‭- ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتني‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬والتحلي‭ ‬بالنظرة‭ ‬الحيادية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستبداد‭ ‬بوجهة‭ ‬نظري،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أي‭ ‬حروب‭ ‬أو‭ ‬مكائد‭ ‬صادفتها‭ ‬قد‭ ‬أفادتني‭ ‬مهنيا‭ ‬وإنسانيا،‭ ‬فقد‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬تحقيقي‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهمتي،‭ ‬وأنا‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬أرى‭  ‬أن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬أولا‭ ‬عن‭  ‬فشله‭ ‬أو‭ ‬نجاحه،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬فلست‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بأنها‭ ‬تفشل‭ ‬بمعنى‭ ‬الفشل،‭ ‬ولكنها‭ ‬قد‭ ‬تصاب‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬أو‭ ‬خيبة‭ ‬أمل‭ ‬أحيانا‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تجتاز‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيمانها‭ ‬بنفسها‭ ‬وبقدراتها‭ ‬وبحلمها،‭ ‬واتخاذها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عقبة‭ ‬درسا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬

كيف‭ ‬ترين‭ ‬دور‭ ‬المعلم‭ ‬التربوي‭ ‬اليوم؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للمعلم‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الآباء،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صناعة‭ ‬جيل‭ ‬صالح‭ ‬وسوي،‭ ‬وأن‭ ‬يقوم‭ ‬المعلم‭ ‬بإيصال‭ ‬المعلومات‭ ‬للطالب‭ ‬بأسلوب‭ ‬ينمي‭ ‬شخصيته‭ ‬ويطور‭ ‬من‭ ‬مهاراته،‭ ‬وعبر‭ ‬28‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬حاولت‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬طالباتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الذات‭ ‬لديهن‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬المستجدات‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬احتياجاتهن‭ ‬العصرية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬داخل‭ ‬مدارسنا‭. ‬

ما‭ ‬أهم‭ ‬احتياجات‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد؟

‭- ‬بالطبع‭ ‬احتياجات‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬اختلفت‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬يستوقفني‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬بأسلوب‭ ‬صحيح،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬الطالب‭ ‬نفسه‭ ‬ومجتمعه‭  ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬البعض‭ ‬أساء‭ ‬هذا‭ ‬الاستخدام‭ ‬حاليا،‭ ‬وهنا‭ ‬تقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الآباء،‭ ‬فالثقافة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬حاليا‭ ‬تمثل‭ ‬سلاحا‭ ‬ذا‭ ‬حدين،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المتابعة‭ ‬والتوجيه‭ ‬المستمرين‭ ‬لكونها‭ ‬تشكل‭ ‬أكبر‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬الجيل‭ ‬الصاعد،‭ ‬وأود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أثني‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بهدف‭ ‬توعية‭ ‬الطلبة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الورش‭ ‬والمسابقات‭ ‬والفعاليات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬

‭*‬أهم‭ ‬قيمة‭ ‬غرستها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائك؟

‭- ‬أهم‭ ‬قيمة‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬غرسها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‭ ‬هي‭ ‬الصدق‭ ‬مع‭ ‬النفس‭ ‬ومع‭ ‬الآخرين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬الزيف‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬وإتقان‭ ‬بعضها‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الشخصية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭.‬

‭*‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تحظى‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬بالاهتمام‭ ‬حاليا؟

‭-‬شخصيا‭ ‬أرى‭ ‬الرياضة‭ ‬اليوم‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬تشجيع‭ ‬كبير‭ ‬لأبنائنا‭ ‬علي‭ ‬ممارستها‭ ‬والإبداع‭ ‬فيها‭ ‬وبمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬من‭ ‬فروسية‭ ‬وسباحة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬توجه‭ ‬حميد‭ ‬لمملكتنا،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬معظم‭ ‬أبنائنا‭ ‬إلي‭ ‬جانب‭ ‬كونها‭ ‬وسيلة‭ ‬للترفيه‭ ‬وللمتعة‭. ‬

‭*‬أشد‭ ‬محنة؟

‭- ‬أشد‭ ‬محنة‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬وفاة‭ ‬زوجي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬منبع‭ ‬الرجولة‭ ‬والحنان‭ ‬والظهر‭ ‬والسند‭ ‬لي،‭ ‬وبفضل‭ ‬دعمه‭ ‬وتشجيعه‭ ‬لي‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭ ‬واستطعت‭ ‬أن‭ ‬أوازن‭ ‬بين‭ ‬مهامي‭ ‬كزوجة‭ ‬وأم‭ ‬وامرأة‭ ‬عاملة،‭ ‬وأن‭ ‬أتغلب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬معوقات‭ ‬وأواصل‭ ‬مسيرتي‭ ‬بكل‭ ‬بقوة‭ ‬وإصرار‭. ‬

‭*‬أهم‭ ‬درس‭ ‬علمتك‭ ‬إياه‭ ‬مدرسة‭ ‬الحياة؟

‭- ‬الحياة‭ ‬كلها‭ ‬عبر‭ ‬ودروس‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬درس‭ ‬تعلمته‭ ‬عبر‭ ‬تجربتي‭ ‬ومسيرتي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬من‭ ‬يعطيني‭ ‬صفعة‭ ‬لا‭ ‬أردها‭ ‬له،‭ ‬بل‭ ‬اعتبرها‭ ‬درسا‭ ‬أستفيد‭ ‬منه‭ ‬ويكون‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬لي،‭ ‬فما‭ ‬أكثر‭ ‬الصفعات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكسرني،‭ ‬بل‭ ‬استخدمتها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أهدافي‭ ‬ووضع‭ ‬الخطط‭ ‬لتحقيقها‭.‬

‭*‬ما‭ ‬هو‭ ‬حلمك‭ ‬القادم؟

‭- ‬كم‭ ‬أنا‭ ‬إنسانة‭ ‬محظوظة‭ ‬بشدة‭ ‬لتمكني‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬معظم‭ ‬طموحاتي‭ ‬وتحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أحلامي،‭ ‬ويظل‭ ‬أملي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬أبنائي‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬تليق‭ ‬بهم‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬وعموما‭ ‬يبقى‭ ‬استمراري‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والعطاء‭ ‬هو‭ ‬أقصي‭ ‬طموحي‭ ‬لإيماني‭ ‬بأن‭ ‬كيان‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬طالما‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬المواصلة‭ ‬والإنجاز‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا