العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

صنعت من محنة استشهاد والدي منحة فكانت نقطة فارقة في مسيرتي

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يقول‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬ولنبلونكم‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والجوع‭ ‬ونقص‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬والأنفس‭ ‬والثمرات‭ ‬وبشر‭ ‬الصابرين‭ ‬الذين‭ ‬إذا‭ ‬أصابتهم‭ ‬مصيبة‭ ‬قالوا‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‮»‬‭!‬

قد‭ ‬يتحول‭ ‬البلاء‭ ‬المقدر‭ ‬لأي‭ ‬إنسان‭ ‬إلى‭ ‬منحة‭ ‬ووسيلة‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬التغيير‭ ‬والتطوير‭ ‬والارتقاء‭ ‬بداخله‭ ‬ولرفع‭ ‬درجاته‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قناعته‭ ‬بأن‭ ‬الخالق‭ ‬أوجد‭ ‬المحن‭ ‬للاختبار،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬الحالمة‭ ‬الصبورة‭ ‬المثابرة،‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬من‭ ‬محنة‭ ‬استشهاد‭ ‬والدها‭ ‬منحة‭ ‬جعلتها‭ ‬أكثر‭ ‬نضجا‭ ‬وأقوى‭ ‬إصرارا‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬المسيرة‭ ‬بكل‭ ‬صمود‭ ‬وصلابة،‭ ‬حتى‭ ‬تركت‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭ ‬المتميزات‭.‬

شيرين‭ ‬خليل‭ ‬الساعاتي،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬عضو‭ ‬فريق‭ ‬خبراء‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬خبير‭ ‬ومدرب‭ ‬معتمد‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬أسست‭ ‬أول‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬ونظام‭ ‬الإحالة‭ ‬الوطني‭ ‬الرقمي‭ ‬لضحايا‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬آمنت‭ ‬بأن‭ ‬القوة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬لا‭ ‬تقهر،‭ ‬لذلك‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬محطات‭ ‬العثرات‭ ‬والصدمات‭ ‬والمطبات‭ ‬بسلام‭ ‬وبمنتهي‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬النفس،‭ ‬فسطرت‭ ‬مشوارا‭ ‬ثريا‭ ‬مليئا‭ ‬بالعطاءات‭ ‬والكفاحات‭ ‬والنجاحات‭ ‬استحق‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬أهم‭ ‬محطاته‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

لقد‭ ‬كنت‭ ‬الابنة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أسرتي،‭ ‬وكان‭ ‬والدي‭ ‬يعمل‭ ‬ضابط‭ ‬شرطة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ولا‭ ‬أفارقه‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭ ‬وأتابع‭ ‬عمله‭ ‬بشغف‭ ‬شديد‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬بداخلي‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الآخرين،‭ ‬وفي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مساعدتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬مسيرتي‭ ‬لاحقا،‭ ‬وكانت‭ ‬لي‭ ‬هوايات‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬عزف‭ ‬الموسيقى‭ ‬والعمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة،‭ ‬وكانت‭ ‬والدتي‭ ‬تشجعني‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وتحفزني‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بدوري‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬أهتم‭ ‬كثيرا‭ ‬بتحقيق‭ ‬التفوق‭ ‬الدراسي‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬تركيزي‭ ‬الأساسي‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬العطاء‭ ‬وعلى‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬أتركه‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حدثت‭ ‬أهم‭ ‬نقلة‭ ‬في‭ ‬حياتي‭.‬

وما‭ ‬تلك‭ ‬النقلة؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬استشهاد‭ ‬والدي‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬مثل‭ ‬أهم‭ ‬نقلة‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬تخرجي‭ ‬من‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وكنت‭ ‬قد‭ ‬اقنعته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬بالدراسة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الجامعة‭ ‬وحصلت‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬موافقته،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬فقدانه‭ ‬شعرت‭ ‬بمسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬تجاه‭ ‬عائلتي‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬خمس‭ ‬أخوات‭ ‬وأخا،‭ ‬فاخترت‭ ‬بمحض‭ ‬إرادتي‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وسعيت‭ ‬جاهدة‭ ‬لتخليد‭ ‬اسم‭ ‬والدي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬غيابه‭ ‬حافزا‭ ‬كبيرا‭ ‬لنا‭ ‬جميعا‭ ‬للتميز‭ ‬ولمواصلة‭ ‬المشوار‭ ‬بكل‭ ‬إصرار‭ ‬وقوة،‭ ‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬الوجه‭ ‬الإيجابي‭ ‬لأي‭ ‬محنة‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الإنسان‭. ‬

 

كيف‭ ‬تجاوزتِ‭ ‬تلك‭ ‬المحنة؟

لم‭ ‬أشعر‭ ‬قط‭ ‬بأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التضحية‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬وتقبلت‭ ‬الواقع‭ ‬وتعلمت‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬محنة‭ ‬الفقد‭ ‬وصنعت‭ ‬منها‭ ‬منحة‭ ‬جعلتني‭ ‬اشعر‭ ‬بالنضج‭ ‬والمسؤولية‭ ‬مبكرا،‭ ‬فأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وإيمان،‭ ‬والتحقت‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬واخترت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الخدمة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ولكني‭ ‬شعرت‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬بان‭ ‬تلك‭ ‬المناهج‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬التقليدية‭ ‬لا‭ ‬تشبع‭ ‬طموحي‭ ‬العلمي،‭ ‬فغيرت‭ ‬مساري‭ ‬وتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬تخصص‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭.‬

أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية؟

أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية‭ ‬لي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬ميكروسوفت،‭ ‬وكانت‭ ‬مهمتي‭ ‬الأولى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬المؤسسات‭ ‬بحقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الإصلاحية‭ ‬الوطنية‭ ‬وصياغة‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬ثم‭ ‬تزوجت‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما،‭ ‬ووضعت‭ ‬أسرتي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬أولوياتي،‭ ‬بعدها‭ ‬بدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسيرتي‭. ‬

طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة؟

لقد‭ ‬شعرت‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬دورا‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬الأسري‭ ‬يناديني،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬دعائي‭ ‬الدائم‭ ‬كان‭ ‬‮«‬اللهم‭ ‬اجعلني‭ ‬أداة‭  ‬لسلامك‭ ‬في‭ ‬الأرض‮»‬،‭ ‬وبالفعل‭ ‬التحقت‭ ‬بهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وأصبحت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬حكومية‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬لتعزيز‭ ‬آليات‭ ‬حماية‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬لتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬ورغم‭ ‬عدم‭ ‬تحمسي‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭  ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬اختار‭ ‬لي‭ ‬المكان‭ ‬والوقت‭ ‬الصحيحين،‭ ‬وتعمقت‭ ‬في‭ ‬أوضاع‭ ‬وقصص‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭  ‬وكيفية‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬وهنا‭ ‬بدأ‭ ‬مشواري‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬سعيدة‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬أنجزت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الكثير‭. ‬

أهم‭ ‬الإنجازات؟

من‭ ‬أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬أشعرتني‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬تأسيس‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬المعتمد‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وكذلك‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬الإحالة‭ ‬الوطني‭ ‬الرقمي‭ ‬لضحايا‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭  ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬كنت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭  ‬المنظومة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بتصنيف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الخاص‭ ‬بتقييم‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لسبع‭ ‬سنوات‭ ‬متتالية،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دوري‭ ‬التدريبي‭ ‬والاستشاري‭ ‬والذي‭ ‬منحني‭ ‬فرصة‭ ‬مساعدة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬علي‭ ‬استحداث‭ ‬أنظمة‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسيرتي‭ ‬بعد‭ ‬تقاعدي‭.‬

وماذا‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد؟

بعد‭ ‬التقاعد‭ ‬شعرت‭ ‬بداخلي‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬دورا‭ ‬آخر‭ ‬ينتظرني‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬علاقتي‭ ‬القوية‭ ‬بذاتي،‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬بوصلة‭ ‬داخلية‭ ‬توجهني‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬الطريق‭ ‬السديد،‭ ‬فأنا‭ ‬أجد‭ ‬دائما‭ ‬عقلي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬قلبي،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يسر‭ ‬لي‭ ‬الخالق‭ ‬خطوة‭ ‬التقاعد‭  ‬من‭ ‬المنصب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طموحي‭ ‬العملي‭ ‬ظل‭ ‬مستمرا،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تلقيت‭ ‬عرضا‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وتم‭ ‬تعييني‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬الخلفية‭ ‬التي‭ ‬أتمتع‭ ‬بها،‭ ‬وكذلك‭ ‬عبر‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬ومنها‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بنفس‭ ‬الدور‭ ‬السابق‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مختلفا‭ ‬في‭ ‬ديناميكيته،‭ ‬وشعرت‭ ‬حينئذ‭ ‬بان‭ ‬رسالتي‭ ‬مستمرة‭ ‬ولم‭ ‬تنته‭ ‬بل‭ ‬توسعت‭.‬

كيف؟

الآن‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬موقعي‭ ‬كمدير‭ ‬تنفيذي‭ ‬لغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أسعى‭ ‬لتحفيز‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬واعتبارها‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعزيز‭ ‬النمو‭ ‬والازدهار،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دعم‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتعزيز‭ ‬سياسات‭ ‬العمل‭ ‬الإيجابية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وبناء‭ ‬شراكة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تتوافر‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا؟‭ ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬قيمنا‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لازالت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬وتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إدخال‭ ‬الجانب‭ ‬العملي‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬العمرية‭ ‬المبكرة،‭ ‬وذلك‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬والعقليات‭ ‬المتوارثة‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬التي‭ ‬نشأنا‭ ‬عليها،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬المصدرة‭ ‬للعمالة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬والتي‭ ‬يبدأ‭ ‬استغلالها‭ ‬من‭ ‬هناك،‭ ‬وبمعني‭ ‬آخر‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬التوظيف‭ ‬الأخلاقي‭. ‬

أصعب‭ ‬محنة؟

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬محنة‭ ‬استشهاد‭ ‬والدي‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬الازمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بي،‭ ‬والتي‭ ‬جعلتني‭ ‬أعيش‭ ‬دورا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬ممتنة‭ ‬لهذا‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬جعلني‭ ‬أحب‭ ‬نفسي‭ ‬التي‭ ‬أراها‭ ‬اليوم،‭ ‬فالحياة‭ ‬لا‭ ‬تنتظر‭ ‬أحدا‭ ‬ولا‭ ‬تتوقف‭ ‬عنده،‭ ‬وليس‭ ‬للإنسان‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬سعى،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بأنني‭ ‬لم‭ ‬أخلق‭ ‬عبثا،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬أدوارا‭ ‬كتبها‭ ‬لي‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالي‭ ‬لتأديتها،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أسعى‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬هرم‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الإنسانية‭ ‬عبر‭ ‬ترك‭ ‬الأثر‭ ‬الطيب‭ ‬الممتد‭.‬

أهم‭ ‬قيمة‭ ‬غرستها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائك؟

من‭ ‬المبادئ‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أحاول‭ ‬دوما‭ ‬غرسها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‭ ‬أن‭ ‬العطاء‭ ‬والانجاز‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الأثر‭ ‬الإيجابي‭ ‬له‭ ‬الأولوية‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬الدراسي،‭ ‬وشخصيا‭ ‬أعيد‭ ‬تربية‭ ‬نفسي‭ ‬واكتشافها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬خلالهم،‭ ‬ودائما‭ ‬انصحهم‭ ‬بان‭ ‬يعيشوا‭ ‬الحياة‭ ‬بعفوية‭ ‬وبصدق،‭ ‬وعلى‭ ‬الآباء‭ ‬اليوم‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬تجاه‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬المختلف‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة،‭ ‬وأن‭ ‬يتعايشوا‭ ‬معهم‭ ‬ومع‭ ‬واقعهم‭ ‬بكل‭ ‬رضا‭ ‬وتقبل‭.‬

درس‭ ‬علمتك‭ ‬إياه‭ ‬الحياة؟

أهم‭ ‬درس‭ ‬تعلمته‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬النية‭ ‬الطيبة‭ ‬واتصالك‭ ‬بنفسك‭ ‬وبخالقك‭ ‬هي‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬يوصلك‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬ترغب‭ ‬فيه،‭ ‬المهم‭ ‬توافر‭ ‬السعي‭ ‬والإرادة‭ ‬حتى‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬بعض‭ ‬أحلامي‭ ‬بصورتها‭ ‬المادية‭ ‬أدرك‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬تدبير‭ ‬الخالق‭ ‬لي‭. ‬

كلمة‭ ‬شكر؟

مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كثيرين‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬اليوم،‭ ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬عائلتي‭ ‬والأهل،‭ ‬أود‭ ‬هنا‭ ‬توجيه‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬إلى‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬سابقا،‭ ‬وإلى‭ ‬سعادة‭ ‬السيد‭ ‬أسامة‭ ‬العبسي‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬سابقا،‭ ‬لما‭ ‬لاقيته‭ ‬منهما‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬ومؤازرة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬المسيرة‭ ‬بكل‭ ‬توفيق‭ ‬ونجاح‭.‬

رسالة‭ ‬للمرأة؟

الأنثى‭ ‬بطبعها‭ ‬خلاقة،‭ ‬وذات‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬ورسالتي‭ ‬لأي‭ ‬امرأة‭ ‬هي‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬أنوثتها‭ ‬وتمكينها،‭ ‬وأن‭ ‬تعلم‭ ‬بأن‭ ‬قوتها‭ ‬في‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الفطرة‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬عليها،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬الشيئين،‭ ‬وأن‭ ‬ترفض‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الرجل،‭ ‬فلكل‭ ‬منهما‭ ‬دوره‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬له‭.‬

طموحك‭ ‬القادم؟

أتمنى‭ ‬الانغماس‭ ‬والتعمق‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬أكثر،‭ ‬ومواصلة‭ ‬دوري‭ ‬العملي‭ ‬والإنساني‭ ‬بنفس‭ ‬القوة‭ ‬والثبات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تنعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬من‭ ‬حولي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا