العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

بهذه الروح.. نواجه التحديات

توقفت‭ ‬أمس‭ ‬عند‭ ‬حديث‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬سمير‭ ‬ناس‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬تحديات‭ ‬عالمية‭ ‬مفروضة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬والجوانب‭ ‬التي‭ ‬أثارها‭.‬

سموه‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬محورية‭ ‬هي،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والطريق‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

سموه‭ ‬لخص‭ ‬طريق‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬ومواجهتها‭ ‬في‭ ‬جملة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬التكاتف‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬ليس‭ ‬تعبيرا‭ ‬إنشائيا‭.‬

في‭ ‬التطبيق‭ ‬العملي‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬قيما‭ ‬ومبادئ‭ ‬محددة‭ ‬يجب‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الكل،‭ ‬ويعني‭ ‬نمطا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والسلوك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭.‬

في‭ ‬تقديرنا،‭ ‬فإن‭ ‬التكاتف‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬ومواجهتها‭ ‬يعني‭ ‬الجوانب‭ ‬الأساسية‭ ‬التالية‭:‬

أولا‭: ‬التفهم‭.‬

نعني‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتفهم‭ ‬صعوبة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬البلاد‭ ‬بأبعادها‭ ‬العالمية‭ ‬المختلفة‭.‬

ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتفهم‭ ‬الكل‭ ‬المصاعب‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬ويقدرها‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بالمقابل‭ ‬يجب‭ ‬تفهم‭ ‬شكاوى‭ ‬المواطنين‭ ‬ومطالبهم‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬يواجهونه‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭.‬

يعني‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬عدم‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬والمطالب،‭ ‬وأن‭ ‬يتفهم‭ ‬الكل‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬وقت‭ ‬المزايدات،‭ ‬وإنما‭ ‬وقت‭ ‬التفكير‭ ‬والعمل‭ ‬الهادئ‭ ‬المشترك‭.‬

ثانيا‭: ‬الثقة‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬ما‭ ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬تكاتف‭ ‬ومن‭ ‬عمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬قام‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭.‬

يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬تثق‭ ‬كل‭ ‬قوى‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بكفاءة‭ ‬وبكل‭ ‬جهد‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭.‬

ويعني‭ ‬بالمقابل‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬قوى‭ ‬المجتمع‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬انتقادات‭ ‬أو‭ ‬تحفظات‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬فإنها‭ ‬بدورها‭ ‬إنما‭ ‬تنشد‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬وتريد‭ ‬ترشيد‭ ‬المسيرة‭.‬

ثالثا‭: ‬المسؤولية‭ ‬المشتركة‭.‬

يعني‭ ‬هذا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بكفاءة‭ ‬ومقدرة،‭ ‬فإن‭ ‬الكل‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬ويعمل‭ ‬بمنطق‭ ‬أنه‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة،‭ ‬وأن‭ ‬له‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يلعبه‭. ‬ينطبق‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬قوى‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬ومنظمات‭ ‬وجمعيات‭ ‬وأفراد‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬الحكومة‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تتحمل‭ ‬بداهة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأساسية‭ ‬فإنها‭ ‬ليست‭ ‬وحدها‭ ‬المسؤولة‭. ‬الكل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭.‬

رابعا‭: ‬الرؤية‭ ‬المشتركة‭.‬

يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬ومواجهتها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محصلة‭ ‬توافق‭ ‬عام‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القرارات‭ ‬الكبرى‭ ‬والخطوات‭ ‬الأساسية‭ ‬محل‭ ‬نقاش‭ ‬وتبادل‭ ‬للآراء،‭ ‬وعدم‭ ‬الانفراد‭ ‬بأي‭ ‬موقف‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬التوافق‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬الأخذ‭ ‬بالرؤية‭ ‬الأصلح‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭.‬

هذه‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬هي‭ ‬الجوانب‭ ‬الأربعة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬فلسفة‭ ‬التكاتف‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭.‬

في‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية،‭ ‬التحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬وصعبة،‭ ‬والمستقبل‭ ‬غير‭ ‬معلوم‭ ‬بدقة،‭ ‬إذ‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سيشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬وأحداث‭. ‬وفي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬الجميع‭ ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬بكفاءة‭ ‬وبما‭ ‬يحفظ‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭.‬

بقي‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لفت‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات،‭ ‬ولقد‭ ‬خرجنا‭ ‬منها‭ ‬دوما‭ ‬أقوى‮»‬‭.‬

وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬بالطبع‭. ‬لقد‭ ‬اجتازت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬القريب‭ ‬تحديات‭ ‬كبرى‭ ‬وراكمت‭ ‬خبرات‭ ‬كثيرة‭ ‬واكتشفت‭ ‬مصادر‭ ‬القوة‭. ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يجب‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬والبناء‭ ‬عليه‭.‬

المهم‭ ‬أنه‭ ‬بهذه‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬يجب‭ ‬التفكير‭ ‬والعمل‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا