شاركت في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي.. عضو جمعية الشعر الشعبي.. لقبت بشاعرة خولة..
حصلت على المركز الأول على مستوى المملكة في مهرجان حب لأبو سلمان.. المذيعة..
معدة البرامج.. الشاعرة شوق أحمد الدوسري لـ«أخبار الخليج»:
تخوض الشاعرة العربية مشوار إثبات وجودها، ورحلة البحث عن هوية كيانها، وفاعلية صوتها الذي فرضته على الساحة، الأمر الذي فرض حضورا لافتا للمرأة حيث برزت العديد من الشاعرات، وأصبح لهن مكانة مميزة أسست لحركة شعرية أنثوية في هذا العالم الساحر.
ومن بين هؤلاء هذه الشاعرة المتألقة، التي عشقت شعر التفعيلة وبرعت فيه بعد أن ورثت ملكته من والدها الذي أصدر ديوانين شعريين شهيرين، حتى احتلت مكانتها في الطابور الطويل من الأسماء النسائية التي ناضلت لتأكيد ذاتها في عالم الإبداع، ومع ذلك فهي تشعر بأن ما حققته قد وضعها على أول السلم، وأنها لا تزال في بداية الطريق.
شوق أحمد الدوسري، مذيعة ومعدة برامج وشاعرة، أثبتت أن معركة المرأة الشعرية كمعركتها الحياتية، لتفجير طاقاتها بالمعنى الإيجابي الخلاق، حتى أصبح لها جمهورها الخاص إعلاميا وشعريا، وكان لبرنامجها نبض القصيد الفضل في تحقيق شعبية عريضة ومن ثم انطلاقة جماهيرية كبيرة، عبرت من خلالها عن لغة المرأة وأسلوبها الخاص الذي يكشف عن الوعي بالذات الأنثوية.
حلمها القادم هو إصدار ديوان شعري يواكب العالم الافتراضي الذي نعيشه اليوم بالصوت والصورة، فضلا عن الكثير من الأحلام والطموحات الأخرى التي تضعها في مصاف النساء المتميزات.
حول هذه التجربة الاعلامية والشعرية المبدعة كان الحوار الآتي:
حدثينا عن نشأتك؟
لقد كنت طفلة هادئة وموهوبة، لي اهتمامات بالشعر الذي ورثت موهبته عن والدي وهو شاعر مبدع له ديوانان شهيران بالشراكة مع الشاعر بدر الدوسري، هما «المشجب» و«قصائد مائية»، وهو ذو إحساس شعري عال، تأثرت به كثيرا، وقد كان يصطحبني في أمسياته ولقاءاته الشعرية، كما كنت من عشاق القراءة والاطلاع بشكل عام، حيث كان والداي يصطحباني إلى المكتبة دائما لاقتناء ما يحلو لي منها، وكنت أمتلك مجموعة قصصية متنوعة وأنا في هذه السن الصغيرة.
ما هي أولى محاولاتك الشعرية؟
أولى محاولاتي الشعرية كانت في المرحلة الاعدادية، وهي قصيدة عن البحرين، ثم شاركت في الصف الأول الثانوي في مسابقة شعبية شعرية بمدرسة خولة التي كنت أدرس بها، وفزت فيها حيث أطلقوا علي لقب شاعرة خولة، وكان ذلك عن قصيدة عن المملكة أيضا، وأذكر أن لجنة التحكيم ضمت حينئذ نخبة مميزة من الشعراء.
وكيف جاءت الانطلاقة؟
انطلاقتي في عالم الشعر بدأت مع مشاركتي في مهرجان حب لأبو سلمان، وذلك على مستوى مدارس البحرين، حيث حصلت فيه على المركز الأول، ومن بعدها بدأت في التألق والتميز، وكنت أحلم حينئذ بدراسة الإعلام بجامعة البحرين، والتخصص في قسم الاذاعة والتلفزيون، كي أحقق حلمي بأن أصبح مذيعة، وأمثل بلدي من خلال الاعلام الرسمي، ولا شك أن مجال الشعر منحني الكثير من الشجاعة والجرأة فيما يتعلق بمواجهة الجمهور، وبالفعل حققت طموحي، وعملت خلال فترة الجامعة بتلفزيون البحرين.
وما هي أول تجربة بالتلفزيون؟
كانت أول تجربة تلفزيونية لي في السنة الثانية من مرحلة الجامعة، حيث قدمت برنامجا بعنوان (دانة التليفزيون)، وكان معنيا بالتراث البحريني والعادات والتقاليد والفنون الأصيلة، تعتبر هذه الفرصة من أجمل الفرص التي أتيحت لي للظهور على الشاشة، ومنها كانت انطلاقتي.
وماذا بعد التخرج في الجامعة؟
بعد التخرج في الجامعة واصلت مشواري بالعمل التلفزيوني، وهذه المرة كموظفة ثابتة بإدارة الإبداع والمحتوى الالكتروني، التي نصنع من خلالها محتوى وسائل التواصل، الذي نراعي فيه كافة الاعمار والعادات والتقاليد الأصيلة، على اعتبار أن تلك الوسائل تعتبر اليوم من أهم الأدوات الإعلامية الجديدة، التي قربت المسافات بين جميع الأطراف، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فضلا عن تقديم البرامج المتنوعة، سواء رياضية أو أسرية أو تغطيات مباشرة وغيرها، إلى ان قمت بإعداد برنامج مهم يعتبر من أهم محطات مشواري الإعلامي.
وما هو ذلك البرنامج؟
لقد أعددت برنامجين شهيرين هما «هلا بحرين» ثم «شمس البحرين»، إلى جانب عدد من برامج المناسبات الوطنية والخاصة بالأعياد، الأمر الذي ترك لي بصمة خاصة، ثم جاءت الخطوة الأهم حين قمت بإعداد وتقديم برنامج «نبض القصيد» الذي لاقى رد فعل إيجابيا بشدة، وأقوم من خلاله باستضافة شعراء البحرين الذين لهم باع طويل في هذا المجال، وخاصة أننا نعاني من قلة هذه النوعية من البرامج، وكل ما أتمناه هو أن نكثف من الامسيات والمهرجانات الشعرية، لإبراز المواهب في هذا المجال، ومن أهم الانجازات التي اعتز بها هو حصولي على عضوية مجلس إدارة جمعية العلاقات العامة في عمر 22 عاما.
ما هو دور جمعية الشعر الشعبي في مسيرتك؟
لن أنسى مطلقا دور جمعية الشعر الشعبي في انطلاقتي وتألقي في هذا المجال، وخاصة من خلال مشاركتي في برنامج شعري صيفي اسمه «صيف المشاعر» المعني بالطلبة أو هواة الشعر، الذين يتمتعون بالموهبة، ولكنهم يفتقدون الأدوات، حيث تقوم هذه الجمعية بتطوير تلك المواهب، ولقد كنت أنا من بينهم، فقد أضافت لي الكثير من خلال ترشيحي للعديد من المشاركات المهمة في الامسيات الشعرية التي تركت خلالها بصمة مميزة، وخاصة في مجال شعر التفعيلة الذي أجد فيه شغفي، وأجده يمثل جزءا من شخصيتي.
ما هي أقرب قصيدة إلى قلبك؟
كل قصائدي عزيزة على قلبي، ولكن أكثرها التي تطلب مني جماهيريا هي قصيدة بعنوان «عسا ما شر»، وهي تتحدث عن مشاعر الحب وقت الفراق، كذلك قصيدة أخرى قريبة جدا من نفسي كنت قد كتبتها خصيصا لوالدتي في عيدها، وقد أبدت إعجابا شديدا بها وأسعدتها بشدة، فضلا عن قصيدة ألقيتها خلال دراستي بالجامعة في فعالية حضرها سمو الشيخ خالد بن حمد، حيث طلب مني تأليفها عن سموه، وأذكر أن سموه كان مستمتعا جدا بها، الأمر الذي أشعرني بسعادة بالغة تجاه رد فعله الايجابي الذي حصدته.
كيف ترين المرأة البحرينية اليوم؟
لا شك أن المرأة البحرينية حققت الكثير من الحقوق والمكتسبات والامتيازات، وأصبحت مثارا للحسد من قريناتها في دول أخرى، وكم كنت أتمنى في فترة سابقة أن أشتغل بالمحاماة لتحقيق العدالة للنساء المظلومات، جراء بعض الافكار المجتمعية المتخلفة التي تراجعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، ويمكن الجزم أن كل الارضيات ممهدة أمام المرأة للإبداع والعطاء، وعليها فقط أن تغتنم هذا المناخ لتحقيق طموحها وإثبات ذاتها.
سلاحك في مواجهة الأزمات؟
لا شك أن المحن بشكل عام تشكل مصدر إلهام لأي شاعر، ولكني ولله الحمد لم أمر بأي منها، وعموما سلاحي خلال أي موقف صعب هو المواجهة، وعدم التوقف عند أي احباطات، بل أعتبر أن أي فشل يمر به الانسان هو دافع لمحاولة أخرى نحو النجاح.
من يقف وراء نجاحك؟
أكبر داعم لي خلال مسيرتي والدتي، وهي الأقرب إلى روحي، وأحرص دائما على أن أشاركها أفكاري، واستشيرها في كل شيء في حياتي، وقد تعلمت منها كل ما يتعلق بالحياة، وأعترف بأنه لولاها لما حققت شيئا من إنجازاتي فقد كانت دائما مصدر قوتي وعطائي.
ما هو طموحك الشعري القادم؟
رغم ما حققته خلال مسيرتي فإنني مازلت أشعر بأنني في بداية الطريق، فكل ما انجزته عبر مشواري قد وضعني فقط على أول السلم، ولعل أكثر ما أتمناه هو تأليف وإصدار ديوان شعري خاص بي يواكب العالم الافتراضي الذي نعيشه اليوم وذلك بالصوت والصورة، وهذا ما أخطط له في الفترة الحالية، وأتمنى أن يرى النور قريبا.
وماذا على صعيد العمل الإعلامي؟
على صعيد عملي الإعلامي فأنا أفكر حاليا وجديا في إعداد وتقديم برنامج جديد عن الفن الشعبي، كنسخة جديدة ومطورة من برنامج «نبض القصيد»، كما أتمنى أن أسهم في تقديم وإعداد برامج تخاطب فئة الاطفال بصفة خاصة، وهو ما نفتقده إلى حد ما، نظرا إلى صعوبتها، فهي تتطلب مواصفات خاصة في المعد والمذيع، كي تتمكن من مخاطبة الجيل الجديد الذي يقع اليوم تحت تأثير التكنولوجيا الحديثة بصورة خطرة، لارتباطه الشديد بمختلف وسائل السوشيال ميديا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك