العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الصراع مع إسرائيل بعد جريمة العدوان على جنين

بقلم: عمر حلمي {

الخميس ٠٦ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

جريمة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬جديدة‭ ‬ارتكبتها‭ ‬حكومة‭ ‬الترويكا‭ ‬الصهيونية‭ ‬الفاشية‭ ‬وجيشها‭ ‬المعتدي‭ ‬وقوات‭ ‬النخبة‭ ‬في‭ ‬وحداتها‭ ‬العسكرية‭ ‬المختلفة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬قوات‭ ‬المستعربين‭ ‬والطيران‭ ‬الحربي،‭ ‬الذي‭ ‬شن‭ ‬ست‭ ‬عشرة‭ ‬غارة‭ ‬على‭ ‬مخيم‭ ‬ومدينة‭ ‬جنين‭ ‬منذ‭ ‬الساعة‭ ‬الواحدة‭ ‬والنصف‭ ‬فجر‭ ‬الاثنين‭ ‬الموافق‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬الجاري،‭ ‬وقامت‭ ‬بشكل‭ ‬ممنهج‭ ‬بقصف‭ ‬وتدمير‭ ‬بيوت‭ ‬المواطنين‭ ‬ومسرح‭ ‬الحرية‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬مسجد‭ ‬وقصفت‭ ‬المستشفيات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تخريب‭ ‬وتدمير‭ ‬خطوط‭ ‬المياه،‭ ‬وقطعت‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬عموما‭ ‬والمخيم‭ ‬خصوصا،‭ ‬وجرفت‭ ‬الشوارع‭ ‬ودمرت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وفتحت‭ ‬شوارع‭ ‬موازية‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة،‭ ‬وقامت‭ ‬بإطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬والقنابل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬ومنعت‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الشهداء‭ ‬والجرحى،‭ ‬الذين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬المعلن‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لجريمة‭ ‬العدوان‭  ‬تسعة‭ ‬شهداء‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ثمانين‭ ‬جريحا‭. ‬

ورغم‭ ‬كل‭ ‬القوات‭ ‬والمعدات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬الحرب‭ ‬الجديدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬أهدافه،‭ ‬وتم‭ ‬كشف‭ ‬المستعربين‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشبان‭ ‬الأبطال‭ ‬على‭ ‬مخططهم‭ ‬الإجرامي‭ ‬الفاشي،‭ ‬ونتيجة‭ ‬فشله‭ ‬وخشيته‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬البسيطة‭ ‬وإرادة‭ ‬المناضلين‭ ‬الأبطال‭ ‬لجأ‭ ‬الجيش‭ ‬لاعتلاء‭ ‬أسطح‭ ‬البنايات‭ ‬وحفر‭ ‬جدران‭ ‬الشقق‭ ‬لتمكين‭ ‬قناصتهم‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬فلسطيني‭ ‬يتحرك،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬وقاموا‭ ‬باحتلال‭ ‬بيوت‭ ‬المواطنين‭ ‬وهدم‭ ‬جدرانها‭ ‬والتنقل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭.‬

وطالب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خبير‭ ‬ومراقب‭ ‬سياسي‭ ‬وعسكري‭ ‬وإعلامي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬بانسحاب‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فورا‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬عش‭ ‬الدبابير‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لأن‭ ‬الفدائيين‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬المخيم،‭ ‬وأوقعوا‭ ‬إصابات‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬الغازية‭ ‬لجنين‭ ‬غراد‭ ‬ومخيمها‭ ‬الشامخ‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ارتأى‭ ‬جيش‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬تمديد‭ ‬جريمة‭ ‬حربه‭ ‬لأربع‭ ‬وعشرين‭ ‬ساعة‭ ‬إضافية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحكومته‭ ‬الفاشية‭ ‬مستعدون‭ ‬لدفع‭ ‬ثمن‭ ‬سياسي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أنه‭ ‬قام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬الاقتحام‭ ‬لجنين‭ ‬ومخيمها‭ ‬أولا‭ ‬لتحسين‭ ‬صورة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬الذي‭ ‬تآكلت‭ ‬شعبيته؛‭ ‬ثانيا‭ ‬وتراجعت‭ ‬مكانة‭ ‬ائتلافه‭ ‬الفاشي؛‭ ‬ثالثا‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والدولية،‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬أخذ‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬المارقة‭ ‬والخارجة‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لن‭ ‬تتوقف،‭ ‬وستعمل‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬خطاها‭ ‬لإضعاف‭ ‬وعي‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وإخضاعه‭ ‬لإملاءاتها‭ ‬وبرنامجها‭ ‬التطهيري‭ ‬والعنصري،‭ ‬لأن‭ ‬واشنطن‭ ‬تقف‭ ‬خلفها‭ ‬وتغطي‭ ‬جرائمها،‭ ‬وتبرر‭ ‬عدوانها‭ ‬الوحشي‭ ‬ضد‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لن‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬جرائمها‭ ‬الوحشية‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬العربية‭ ‬التاريخية،‭ ‬وتصفية‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والإتيان‭ ‬على‭ ‬أدواتها‭ ‬العملية‭ ‬وسلطتها‭ ‬الفعلية،‭ ‬رغم‭ ‬ادعاءاتها‭ ‬الكاذبة،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تريد‭ ‬بقاء‭ ‬السلطة‮»‬،‭ ‬والنتيجة‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬السادسة‭ ‬لم‭ ‬تتعلم‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬الخمسة‭ ‬وسبعين‭ ‬عاما‭ ‬الماضية،‭ ‬ولم‭ ‬تدرك‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬اكتوى‭ ‬بنيران‭ ‬إقامة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭  ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬نكبته،‭ ‬لن‭ ‬يرفع‭ ‬الراية،‭ ‬ولن‭ ‬يستسلم‭ ‬أبدا،‭ ‬والنصر‭ ‬بالضرورة‭ ‬سيكون‭ ‬له‭.‬

وحسنا‭ ‬فعلت‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬قيادي‭ ‬برئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ (‬أبو‭ ‬مازن‭) ‬في‭ ‬مقر‭ ‬المقاطعة‭ ‬مساء‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي،‭ ‬نتجت‭ ‬عنه‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬المهمة‭ ‬شملت‭ ‬الدعوة‭ ‬لاجتماع‭ ‬آخر‭ ‬للأمناء‭ ‬العامين‭ ‬للفصائل‭ ‬برئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬عباس‭ ‬لتدارس‭ ‬الوضع‭ ‬واشتقاق‭ ‬رؤية‭ ‬برنامجية‭ ‬سياسية‭ ‬وكفاحية‭ ‬وقانونية‭ ‬تستجيب‭ ‬لمصالح‭ ‬الشعب‭ ‬وأهدافه‭ ‬وثوابته‭ ‬الوطنية،‭ ‬وطالبت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بإلغاء‭ ‬عضوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬فيها،‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬أصّلت‭ ‬لوجودها،‭ ‬ووقعت‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬القرارين‭ ‬181‭ ‬و194‭ ‬الأمميين،‭ ‬اللذين‭ ‬تعهدت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأولى‭ ‬بقيادة‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬بتنفيذهما،‭ ‬وطالبت‭ ‬بالحماية‭ ‬الدولية،‭ ‬وأعلنت‭ ‬وقف‭ ‬الاتصالات‭ ‬كافة‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬اللقيطة،‭ ‬واستمرار‭ ‬وقف‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني،‭ ‬وطالبت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الشعب،‭ ‬وأعلنت‭ ‬تقليص‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬المسؤولتين‭ ‬عن‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬وجرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬المتواصلة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ودعت‭  ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الى‭ ‬ملاحقة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية،‭ ‬وأكدت‭ ‬أنها‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬وأكدت‭ ‬التمسك‭ ‬بمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كممثل‭ ‬شرعي‭ ‬ووحيد‭ ‬وبالثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتمسكها‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتصعيد‭ ‬المقاومة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭.‬

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا