العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

متطلبات الشراكة بين القوقاز والشرق الأوسط

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١٧ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

خلال‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬أشرت‭ ‬إلى‭ ‬خلاصة‭ ‬المناقشات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬تحليل‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بأذربيجان‭ ‬وشاركت‭ ‬فيه‭ ‬كمتحدث‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬يوليو‭ ‬2023‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والقوقاز‭: ‬الأمن‭ ‬والتعاون‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصة‭ ‬الجلستين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬هي‭ ‬حتمية‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬منطقة‭ ‬القوقاز‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ضمن‭ ‬أطر‭ ‬تعاون‭ ‬مستدام،‭ ‬فما‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬ترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬أطر‭ ‬عملية‭ ‬للتعاون‭ ‬المستدام‭ ‬بينهما؟‭ ‬قدمت‭ ‬الجلسة‭ ‬الثالثة‭ ‬والأخيرة‭ ‬إجابات‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬هي‭ ‬مضامين‭ ‬تاريخية‭ ‬وأبعاد‭ ‬جغرافية‭ ‬ومتطلبات‭ ‬مصلحية‭ ‬تحتم‭ ‬تطوير‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات،‭ ‬ففي‭ ‬اتجاه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون؟‭ ‬وقبيل‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬التساؤل‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬ثلاثة‭ ‬مداخل‭ ‬مهمة‭ ‬لذلك‭ ‬التعاون،‭ ‬أولها‭: ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬رتبتها‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬فكرة‭ ‬الحوارات‭ ‬بين‭ ‬الأقاليم‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬التعاون‭ ‬عبر‭ ‬الأقاليم‭ ‬وهي‭ ‬تطبيق‭ ‬لمضامين‭ ‬الإقليمية‭ ‬الجديدة،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬احتدام‭ ‬الصراع‭ ‬الدولي‭ ‬قد‭ ‬أتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬مجدداً‭ ‬للدول‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬للتعاون‭ ‬عبر‭ ‬الأقاليم،‭ ‬وثانيها‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬البعد‭ ‬الجغرافي‭ ‬نسبياً‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬القوقاز،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬دولتين‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬القوقاز‭ ‬تعدان‭ ‬دول‭ ‬جوار‭ ‬مباشر‭ ‬أيضاً‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهما‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران،‭ ‬وثالثها‭: ‬تأثير‭ ‬التنافس‭ ‬والصراع‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬كلتا‭ ‬المنطقتين‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬للترابط‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬بينهما‭.‬

‭ ‬وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المداخل،‭ ‬فقد‭ ‬دار‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬عدة‭ ‬مجالات‭ ‬للتعاون‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وخاصة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وهي‭ ‬القضية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬لدى‭ ‬أذربيجان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬أذربيجان‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وخاصة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الآخذة‭ ‬في‭ ‬التزايد،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬القوقاز‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬تلك‭ ‬الاستثمارات‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مضامين‭ ‬الخطط‭ ‬التنموية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬تستهدفه‭ ‬أذربيجان،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬دعم‭ ‬مقترحات‭ ‬مهمة‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬التنمية‭ ‬الاستراتيجي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬مدينة‭ ‬البصرة‭ ‬العراقية‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالأراضي‭ ‬التركية‭ ‬ويعد‭ ‬مقترحاً‭ ‬مهماً‭ ‬لكل‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬ومن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬الأمن،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬للتعاون‭ ‬الأمني‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين،‭ ‬منها‭ ‬توقيع‭ ‬أذربيجان‭ ‬وأرمينيا‭ ‬اتفاقا‭ ‬ينهي‭ ‬الصراع‭ ‬المسلح‭ ‬الدائر‭ ‬حول‭ ‬إقليم‭ ‬ناجورنو‭ ‬كاراباخ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬محل‭ ‬ترحيب‭ ‬من‭ ‬تركيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬السعودي‭- ‬الإيراني،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬هي‭ ‬عامل‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والقوقاز،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تهديدات‭ ‬أمنية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬مشترك‭ ‬وهي‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬وغسل‭ ‬الاموال‭ ‬والتهديدات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬وبوجه‭ ‬عام،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬إجماع‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬والصدام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القوقاز،‭ ‬وحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬كمتطلبات‭ ‬لتحقيق‭ ‬تعاون‭ ‬مستدام‭ ‬وشامل،‭ ‬ومن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والأمن‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬الناعم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬في‭ ‬المنطقتين‭ ‬ركيزتان‭ ‬أساسيتان‭ ‬لهذا‭ ‬التعاون،‭ ‬وكذلك‭ ‬الانطلاق‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬دروساً‭ ‬مستفادة‭ ‬للتواصل‭ ‬والحوار‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدينية‭ ‬ضمن‭ ‬مضامين‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭. ‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬القوقاز‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬يعد‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬سواء‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التهديدات‭ ‬المشتركة‭ ‬أو‭ ‬مسارات‭ ‬التصالح‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬المنطقتين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التأثيرات‭ ‬المشتركة‭ ‬لحالة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬الراهنة؟‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬مقترحات‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬بشكل‭ ‬عملي؟

توجد‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬تستهدف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬اكتشاف‭ ‬الطرفين‭ ‬فرص‭ ‬التعاون‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬القوقاز‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬أذربيجان‭ ‬تسعى‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عموماً‭ ‬فهو‭ ‬الهدف‭ ‬ذاته‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬خطط‭ ‬ترويجية‭ ‬لفرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وكذلك‭ ‬الزراعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحدي‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحاً،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬للترويج‭ ‬السياحي،‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الأمني‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬حتمية‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬مدخلاً‭ ‬لعمل‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مقاتلون‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬القوقاز‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬تربطها‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬علاقات‭ ‬متنوعة‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تحسن‭ ‬العلاقات‭ ‬التركية‭ ‬‭ ‬الخليجية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬وتمر‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬القوقاز‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

وتأسيساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬آليات‭ ‬عملية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬حوار‭ ‬استراتيجي‭ ‬سنوي‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭ ‬لمأسسة‭ ‬ذلك‭ ‬الحوار‭ ‬وتحديد‭ ‬أوجه‭ ‬الاتفاق‭ ‬والاختلاف‭ ‬بشأن‭ ‬القضايا‭ ‬المختلفة‭ ‬وكذلك‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التعاون،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي‭ ‬يمكن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬إعلامية‭ ‬للتعريف‭ ‬بالعوامل‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬‮«‬التاريخية،‭ ‬الدينية،‭ ‬الثقافية‮»‬‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراء‭ ‬البحوث‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬مراكز‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬الجانبين‭ ‬حول‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتجارب‭ ‬حول‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭.‬

وبوجه‭ ‬عام‭ ‬تمثلت‭ ‬مخرجات‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬توافقات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حول‭ ‬مجالات‭ ‬محددة‭ ‬للتعاون،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬لاتزال‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المعوقات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالتطورات‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬إقليم،‭ ‬ولكن‭ ‬التطورات‭ ‬العالمية‭ ‬وقناعات‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬بضرورة‭ ‬فتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬تتجاوز‭ ‬البعد‭ ‬الجغرافي‭ ‬وتحقق‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬هي‭ ‬أسس‭ ‬تعكس‭ ‬إمكانية‭ ‬نجاح‭ ‬ذلك‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مؤشرات‭ ‬إيجابية‭ ‬نسبياً‭ ‬بشأن‭ ‬تسوية‭ ‬بعض‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬المنطقتين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬أرضية‭ ‬ملائمة‭ ‬سواء‭ ‬للاستثمارات‭ ‬أو‭ ‬بدء‭ ‬حوارات‭ ‬سياسية‭ ‬شاملة‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬الأدوار‭ ‬الخارجية‭ ‬تجاه‭ ‬الأقاليم،‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الشراكات‭ ‬المتكاملة‭ ‬تجاه‭ ‬بعض‭ ‬الأقاليم‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬فيها‭ ‬مصالح‭ ‬جوهرية‭.‬

ومجمل‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المنطقتين‭ ‬ممكن‭ ‬وفي‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة،‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي،‭ ‬وقد‭ ‬يحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬إعلامية‭ ‬منظمة‭ ‬للتعريف‭ ‬بالمنطقتين‭ ‬لتحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬وأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬عبر‭ ‬الأقاليم‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا