العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

بــدأت مشــــروعي وأنا طــالبة بالـجامعــة وبــرأسمــال لــم يتعــد عشـــرين دينـــارا

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٩ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

أصغر‭ ‬سيدة‭ ‬أعمال‭ ‬بحرينية‭ ‬ابتكرت‭ ‬أول‭ ‬براند‭ ‬رشوش‭ ‬عطور‭ ‬منزلية‭ ‬وللشعر‭ ‬خالية‭ ‬

من‭ ‬الكحول‭ ‬تصنع‭ ‬بالمملكة‭.... ‬رائدة‭ ‬الأعمال‭ ‬المهندسة‭ ‬زينب‭ ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭:‬


يقول‭ ‬جورج‭ ‬برنارد‭ ‬شو‭ ‬‮«‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬للزمن‭ ‬بالنضج‭.. ‬نحن‭ ‬نكبر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التجارب‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬لقد‭ ‬نضجت‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬بالفعل‭ ‬مبكرا‭ ‬للغاية،‭ ‬وكان‭ ‬لتجربة‭ ‬اليتم‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬مسيرتها‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬حيث‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬الأب‭ ‬تأتي‭ ‬كل‭ ‬المواقف‭ ‬برسالة‭ ‬محتواها‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للضعف،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الطريق‭ ‬متعرجا‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بقدر‭ ‬من‭ ‬الصلابة‭ ‬والقوة‭ ‬يمكن‭ ‬السير‭ ‬والمواصلة‭ ‬والوصول‭.‬

زينب‭ ‬محمد‭ ‬حسن،‭ ‬رائدة‭ ‬أعمال‭ ‬عصامية،‭ ‬مكافحة،‭ ‬كان‭ ‬لفقدان‭ ‬والدها‭ ‬مبكرا‭ ‬دافعا‭ ‬للتحلي‭ ‬بالقوة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقلال‭ ‬المادي،‭ ‬فقررت‭ ‬ألا‭ ‬تنتظر‭ ‬الوظيفة،‭ ‬بل‭ ‬صنعتها‭ ‬بنفسها،‭ ‬وأطلقت‭ ‬مشروعها‭ ‬الخاص‭ ‬وهي‭ ‬طالبة‭ ‬بالجامعة‭ ‬برأسمال‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬العشرين‭ ‬دينارا،‭ ‬وعزمت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تصعد‭ ‬سلم‭ ‬النجاح‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا،‭ ‬وبكل‭ ‬إصرار‭ ‬وبراعة،‭ ‬فتحول‭ ‬مشروعها‭ ‬الصغير‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬إلى‭ ‬مصنع‭ ‬شهير‭ ‬لإنتاج‭ ‬العطورات‭ ‬ومستلزماتها،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬اليوم‭ ‬لإطلاق‭ ‬مشروعها‭ ‬الهندسي‭ ‬الخاص‭. ‬

تجربة‭ ‬زينب‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬حياتك،‭ ‬فاجعل‭ ‬المثابرة‭ ‬صديقك‭ ‬الحميم،‭ ‬والتجربة‭ ‬مستشارك‭ ‬الحكيم،‭ ‬فبذلك‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأعمال‭ ‬والإبداع‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

 

بدايتك‭ ‬مع‭ ‬عالم‭ ‬الأعمال؟

بدايتي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأعمال‭ ‬كانت‭ ‬مبكرة‭ ‬للغاية،‭ ‬وتحديدا‭ ‬وأنا‭ ‬طالبة‭ ‬بالجامعة،‭ ‬حيث‭ ‬قررت‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬برشوش‭ ‬المنزل،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬برأسمال‭ ‬متواضع‭ ‬جدا‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬عشرين‭ ‬دينار،‭ ‬وقد‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬العطور‭ ‬المنزلية‭ ‬يدويا‭ ‬وبدون‭ ‬أي‭ ‬آلات‭ ‬أو‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬وكنت‭ ‬فخورة‭ ‬بأنني‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬وكافحت‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬هدفي،‭ ‬وكانت‭ ‬البداية‭ ‬عبر‭ ‬النت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حسابي‭ ‬على‭ ‬الانستجرام‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬دراستك؟

‭  ‬درست‭ ‬التصميم‭ ‬الهندسي‭ ‬بجامعة‭ ‬خاصة‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وكان‭ ‬لحبي‭ ‬ودراستي‭ ‬لهذا‭ ‬التخصص‭ ‬وعشقي‭ ‬للألوان‭ ‬والرسم‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬تمتعي‭ ‬بلمسة‭ ‬إبداعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعي،‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحله،‭ ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬أصغر‭ ‬وأول‭ ‬بحرينية‭ ‬تؤسس‭ ‬وتطلق‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭.‬

ولماذا‭ ‬هذه‭ ‬البداية‭ ‬المبكرة؟

بداية‭ ‬المشروع‭ ‬كانت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الثالث‭ ‬أثناء‭ ‬الجامعة،‭ ‬وكان‭ ‬هدفي‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقلالية‭ ‬المادية،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسي،‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬أخذ‭ ‬يراودني‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬توفي‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬الابنة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬خمسة‭ ‬أبناء،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬والدتي‭ ‬لعبت‭ ‬دور‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا،‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬تعليمنا‭ ‬جميعا،‭ ‬وعلى‭ ‬حصولنا‭ ‬على‭ ‬مؤهل‭ ‬جامعي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬إحساس‭ ‬عال‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬دخل‭ ‬مادي‭ ‬يكفيني،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬مشروعي‭ ‬بمنتجين‭ ‬من‭ ‬الرشوش‭ ‬المنزلية‭ ‬صنعتهما‭ ‬بنفسي،‭ ‬حيث‭ ‬تعلمت‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬ذاتيا‭ ‬عبر‭ ‬اليوتيوب‭.‬

كيف‭ ‬تطور‭ ‬مشروعك؟

قبل‭ ‬أن‭ ‬أقوم‭ ‬بطرح‭ ‬منتجاتي‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬إرسالها‭ ‬إلى‭ ‬المعلنين‭ ‬والمؤثرين‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬للتجربة،‭ ‬وكانت‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬إيجابية‭ ‬ومحفزة‭ ‬بشدة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شجعني‭ ‬ودفعني‭ ‬الى‭ ‬إطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬فخورة‭ ‬لكون‭ ‬منتجاتي‭ ‬صناعة‭ ‬بحرينية‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬طبيعية،‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬إضافات‭ ‬أو‭ ‬كحوليات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لاقى‭ ‬صدى‭ ‬واسعا‭ ‬لها‭.‬

لماذا‭ ‬العطور؟

المعروف‭ ‬أن‭ ‬العطور‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬الشعور‭ ‬بالاسترخاء‭ ‬والراحة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تمد‭ ‬مستخدمها‭ ‬بالطاقة‭ ‬الإيجابية،‭ ‬وشيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬الرشوش‭ ‬إلى‭ ‬سبعة‭ ‬أنواع،‭ ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروعي‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬افتتاح‭ ‬محل‭ ‬خاص،‭ ‬وقمت‭ ‬بإضافة‭ ‬عطور‭ ‬خاصة‭ ‬بالملابس،‭ ‬ووصل‭ ‬عددها‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬عطرا‭.‬

وماهي‭ ‬لمساتك‭ ‬الخاصة؟

أحرص‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كافة‭ ‬منتجاتي‭ ‬صالحة‭ ‬لكل‭ ‬وقت‭ ‬وأي‭ ‬مكان،‭ ‬وألا‭ ‬تسبب‭ ‬إزعاجا‭ ‬لمن‭ ‬يستنشقها،‭ ‬وتخصصت‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬العطور‭ ‬العربية‭ ‬والفرنسية‭ ‬أيضا‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬جميع‭ ‬الزبائن،‭ ‬وما‭ ‬حقق‭ ‬لي‭ ‬الشهرة‭ ‬الواسعة‭ ‬هو‭ ‬حرصي‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬منتجات‭ ‬حصرية‭ ‬أبتكرها‭ ‬خصيصا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناسبات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القيام‭ ‬بتصاميم‭ ‬الأغلفة‭ ‬التي‭ ‬أبتكرها‭ ‬بنفسي،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬أطرح‭ ‬عبوة‭ ‬معينة‭ ‬مع‭ ‬تغليف‭ ‬خاص‭ ‬بها،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬المتابعين‭ ‬حوالي‭ ‬ألفين،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قفز‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف،‭ ‬وكانت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬لعيد‭ ‬الأم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ (‬باكج‭) ‬خاص‭ ‬نال‭ ‬إعجاب‭ ‬الكثيرين‭ ‬وذاع‭ ‬صيتي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ورائه‭. ‬

أين‭ ‬تصنعين‭ ‬منتجاتك؟

أقوم‭ ‬بابتكار‭ ‬منتجاتي‭ ‬بمصنعي‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬ضمن‭ ‬المحل‭ ‬الخاص‭ ‬بي‭ ‬ويضم‭ ‬طابقين،‭ ‬ويعمل‭ ‬معي‭ ‬اليوم‭ ‬كادر‭ ‬يضم‭ ‬ستة‭ ‬أشخاص،‭ ‬ونقوم‭ ‬بتصميم‭ ‬الأغلفة‭ ‬الجذابة‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬أدخلت‭ ‬على‭ ‬مشروعي‭ ‬مستلزمات‭ ‬أخرى‭ ‬كالمباخر‭ ‬والفواحات‭ ‬والاكسسوارات‭ ‬وغيرها‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬المنافسة؟

بالطبع‭ ‬المنافسة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ولكني‭ ‬أراها‭ ‬دوما‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تميزي‭ ‬ونجاحي،‭ ‬وأواجهها‭ ‬بالابتكار‭ ‬والتجديد‭ ‬وبتقديم‭ ‬كل‭ ‬المعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬عن‭ ‬المنتج‭ ‬إلى‭ ‬الزبون،‭ ‬وبالحرص‭ ‬على‭ ‬إطلاعه‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ولعل‭ ‬تفردي‭ ‬بعطور‭ ‬شعر‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مواد‭ ‬كحول‭ ‬وبروائح‭ ‬ثابتة‭ ‬كأول‭ ‬براند‭ ‬بحريني‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬يقدم‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬ونجاح‭ ‬منتجاتي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقديم‭ ‬البكجات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬أصممها‭ ‬للمناسبات‭ ‬مثل‭ ‬شهر‭ ‬مضان‭ ‬والقرقاعون‭ ‬والعيد‭ ‬وغيرها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬لي‭ ‬شهرة‭ ‬واسعة‭. ‬

من‭ ‬أين‭ ‬تستوحين‭ ‬تصاميمك؟

أستوحي‭ ‬تصاميمي‭ ‬لمجموعتي‭ ‬من‭ ‬المساحات‭ ‬التي‭ ‬أخلقها،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬مساحة‭ ‬انتهي‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬تلهمني‭ ‬بفكرة‭ ‬لعطر‭ ‬جديد،‭ ‬وهكذا،‭ ‬وأحاول‭ ‬دوما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التصميم‭ ‬مبتكرا‭ ‬ومميزا‭ ‬وفريدا،‭ ‬بحيث‭ ‬يخلق‭ ‬حالة‭ ‬مزاجية‭ ‬جيدة‭ ‬للزبون‭ ‬وشعورا‭ ‬بالإيجابية‭ ‬من‭ ‬حوله‭.‬

من‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬قصة‭ ‬نجاحك؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬زوجي‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الأول‭ ‬وراء‭ ‬قصة‭ ‬نجاحي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬لي‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المعنوي‭ ‬أو‭ ‬المادي،‭ ‬حتى‭ ‬أبنائي‭ ‬كانوا‭ ‬حافزا‭ ‬قويا‭ ‬للعمل‭ ‬والنجاح‭ ‬والمواصلة،‭ ‬رغبة‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لهما‭ ‬حين‭ ‬يكبران،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬يمكن‭ ‬صاحبه‭ ‬من‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬زمام‭ ‬أموره،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إحداث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬مسؤولياته‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬تحد‭ ‬قد‭ ‬واجهني‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬مشروعي،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬والدتي‭ ‬في‭ ‬حياتي‭.‬

وما‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الدور؟

‭ ‬والدتي‭ ‬هي‭ ‬قدوتي‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬فهي‭ ‬رمز‭ ‬للمثابرة‭ ‬والقوة‭ ‬والكفاح،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منها‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬والوصول،‭ ‬فقد‭ ‬كرست‭ ‬حياتها‭ ‬لنا‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والدي،‭ ‬وقدمت‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تملك،‭ ‬وضحّت‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬أجلنا،‭ ‬لذلك‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬فيما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭.‬

أهم‭ ‬درس‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاصه‭ ‬من‭ ‬تجربتك؟

الدرس‭ ‬المستخلص‭ ‬والمستفاد‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬تجربتي‭ ‬هو‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬أو‭ ‬عثرات‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬والانتصار‭ ‬عليها‭ ‬بكل‭ ‬إصرار،‭ ‬فأنا‭ ‬لم‭ ‬أنتظر‭ ‬الوظيفة،‭ ‬بل‭ ‬صنعتها‭ ‬بنفسي،‭ ‬ولم‭ ‬أستسلم‭ ‬لأي‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة،‭ ‬بل‭ ‬تغلبت‭ ‬عليها،‭ ‬وواصلت،‭ ‬واعتمدت‭ ‬على‭ ‬نفسي،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬نصيحتي‭ ‬لأي‭ ‬فتاة،‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬فرصتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولا‭ ‬تخشي‭ ‬أو‭ ‬تتردد،‭ ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬أغلبه‭ ‬يتمتع‭ ‬بذكاء‭ ‬عالٍ،‭ ‬فقط‭ ‬عليه‭ ‬الاختيار‭ ‬الصحيح،‭ ‬والتحلي‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭.‬

كيف‭ ‬أفادتك‭ ‬تجربة‭ ‬اليتم؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬اليتم‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية‭ ‬لكنها‭ ‬أفادتني‭ ‬كثيرا‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬فبرغم‭ ‬حنيني‭ ‬واشتياقي‭ ‬الدائم‭ ‬لوالدي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬ومناسبات‭ ‬محددة‭ ‬كالتخرج‭ ‬أو‭ ‬الزواج‭ ‬وغيرها،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الفقد‭ ‬المبكر‭ ‬لأعز‭ ‬الناس‭ ‬قد‭ ‬مدني‭ ‬بالقوة‭ ‬والاستقلالية‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافي‭ ‬وأحلامي‭.‬

حلمك‭ ‬القادم؟

‭ ‬حاليا‭ ‬أسعى‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬لأن‭ ‬أصبح‭ ‬صاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬تصميم‭ ‬هندسي‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬وذلك‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مشروع‭ ‬العطور،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أترك‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬بي‭ ‬كرائدة‭ ‬أعمال،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬قدوة‭ ‬لبنات‭ ‬جيلي،‭ ‬وخاصة‭ ‬الأمهات،‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الشجاعة‭ ‬لخوض‭ ‬أي‭ ‬تجربة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬تردد،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬معنوي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المادي‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬المادي؟

هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الداعمة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تساعد‭ ‬المرأة‭ ‬ماديا‭ ‬مثل‭ ‬مؤسسة‭ ‬تمكين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السند‭ ‬والثقة‭ ‬والتشجيع،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نشهد‭ ‬اليوم‭ ‬وصول‭ ‬نساء‭ ‬صغيرات‭ ‬إلى‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬مهمة،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الشباب‭ ‬وتؤهلهم‭ ‬لتقلد‭ ‬تلك‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬والنهوض‭ ‬بجميع‭ ‬أوضاعها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا