العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تجنبوا نمط الحياة الغربي فإنه وباء

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

صرخة‭ ‬مدوية‭ ‬أَطْلقها‭ ‬الجراح‭ ‬الأمريكي‭ ‬العام (US Surgeon General)،‭ ‬والمسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وحذَّر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬واقعية‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬عميقة‭ ‬ومتجذرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬برمته،‭ ‬فتُصيب‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬الركن‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬بناء‭ ‬وتكوين‭ ‬واستدامة‭ ‬عطاء‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وهم‭ ‬فئة‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬والشباب‭. ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬هذا‭ ‬التوجيه‭ ‬الشديد‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬‮«‬فيفك‭ ‬ميرثي‮»‬ (Vivek Murthy) في‭ ‬مقال‭ ‬كتبه‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬يو‭ ‬إس‭ ‬أيه‭ ‬توداي‮»‬‭ ‬(USA Today) الواسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬الجاري‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬المخدرات‭ ‬وقضايا‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬غير‭ ‬المعالجة‭ ‬تقتل‭ ‬أطفال‭ ‬أمريكا‭. ‬يمكنكُ‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إيقافه‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬الفقرات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬المقال،‭ ‬والتي‭ ‬تبين‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬العقيمة‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬أطنابها‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬هي‭ ‬أن‭: ‬‮«‬الأدلة‭ ‬والبراهين‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬تدهور‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬لشباب‭ ‬أمريكا‭ ‬تزيد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وتؤكد‭ ‬وجود‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬والمراهقون،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مُطرد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬والقلق،‭ ‬والميل‭ ‬نحو‭ ‬الانتحار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المراهقين‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬نحبهم‭ ‬من‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‮»‬‭. ‬

وهذا‭ ‬النداء‭ ‬الاستغاثي‭ ‬الذي‭ ‬يتوجه‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬برمته‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الصحي‭ ‬العقلي‭ ‬والنفسي‭ ‬المتزايد‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬حتماً‭ ‬الأخير،‭ ‬فقد‭ ‬نَشر‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بياناً‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2023،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الجراح‭ ‬العام‭ ‬يدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬حول‭ ‬التأثير‭ ‬المدمر‭ ‬لوباء‭ ‬الوحدة‭ ‬والعزلة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬النشرة‭ ‬الإعلامية‭ ‬وجه‭ ‬عناية‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬نحو‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬خاصة،‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الغربية‭ ‬العامة،‭ ‬ولها‭ ‬آثار‭ ‬خطيرة‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الفرد‭ ‬عامة،‭ ‬سواء‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية،‭ ‬أو‭ ‬النفسية،‭ ‬أو‭ ‬الجسدية،‭ ‬وتتفاقم‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بدرجة‭ ‬أشد‭ ‬عند‭ ‬الشباب،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬المبكر‭ ‬للأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬منها‭. ‬وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬هي‭ ‬الوحدة‭ ‬والعزلة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الشاب‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬الغربية‭ ‬ومن‭ ‬العوامل‭ ‬الرئيسة‭ ‬لتدهور‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬عامة،‭ ‬وفئة‭ ‬الشباب‭ ‬خاصة‭.‬

فالعزلة‭ ‬والوحدة،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الرسمي،‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬29%،‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬السكتة‭ ‬القلبية‭ ‬32%،‭ ‬ومخاطر‭ ‬الخرف‭ ‬المبكر‭ ‬60%،‭ ‬كما‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الموت‭ ‬المبكر‭ ‬60%،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬المزمنة‭ ‬بحالات‭ ‬تدهور‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية،‭ ‬كالاكتئاب‭ ‬والقلق‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬ومكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الشاذة‭ ‬ذات‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الصحية‭ ‬الشاملة‭ ‬والبليغة‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع،‭ ‬دعا‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬اتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬قدَّم‭ ‬مقترحاً‭ ‬خاصاً‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬إطارية‭ ‬لتنمية‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاتحادي‮»‬‭. ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة‭. ‬كما‭ ‬تُقدم‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬توصيات‭ ‬عامة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الأفراد،‭ ‬والحكومات،‭ ‬ومكان‭ ‬العمل،‭ ‬والمنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬وباء‭ ‬اجتماعي‭. ‬وهذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإطارية‭ ‬لها‭ ‬ستة‭ ‬أركان،‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬تقوية‭ ‬البنية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مثل‭ ‬التواصل‭ ‬الفردي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬المتنزهات‭ ‬والحدائق‭ ‬والمكتبات‭ ‬وملاعب‭ ‬الأطفال،‭ ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬عامة‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬التواصل،‭ ‬والركن‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬تحريك‭ ‬ودعم‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬وتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬والعناية‭ ‬اللازمين،‭ ‬والرابع‭ ‬إصلاح‭ ‬البيئة‭ ‬الرقمية،‭ ‬والخامس‭ ‬تعميق‭ ‬وتعزيز‭ ‬معلوماتنا‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأسباب‭ ‬والعلاج،‭ ‬وأخيراً‭ ‬الركن‭ ‬السادس‭ ‬وهو‭ ‬تنمية‭ ‬ثقافة‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬وتغيير‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬الحياة‭.‬

وكل‭ ‬هذه‭ ‬التحذيرات‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬والنفسية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬إحصاءات‭ ‬واقعية‭ ‬تُدعم‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وحجم‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬الناجمة‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬من‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬غير‭ ‬المستدام‭. ‬فقد‭ ‬نَشرتْ‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬خدمات‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬والصحة‭ ‬العقلية‮»‬‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والخدمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬تقريراً‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬استخدام‭ ‬المواد‭ ‬الرئيسية‭ ‬ومؤشرات‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭: ‬نتائج‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬القومية‭ ‬لاستخدام‭ ‬المخدرات‭ ‬والصحة‭ ‬لعام‭ ‬2021‮»‬،‭ ‬والمواد‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬الدراسة‭ ‬هي‭ ‬التدخين‭ ‬وخاصة‭ ‬السجائر‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬والإفراط‭ ‬في‭ ‬شرب‭ ‬المسكرات،‭ ‬والحشيش،‭ ‬والكوكايين،‭ ‬والهيروين،‭ ‬والحبوب‭ ‬المخدرة‭ ‬والمهلوسة،‭ ‬والأفيون‭. ‬أما‭ ‬أمراض‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬فيفيد‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬5,5%‭ (‬14,1‭ ‬مليون‭) ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬أعمارهم‭ ‬18‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬كانوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬صحتهم‭ ‬العقلية‭(‬Serious‭ ‬Mental‭ ‬Illness,‭ ‬SMI‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬نحو‭ ‬20,1%‭ (‬5‭ ‬ملايين‭) ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬12‭ ‬و17‭ ‬عاما‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الاكتئاب‭ ‬الشديد،‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬12,7%‭ (‬3,3‭ ‬ملايين‭) ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬كانت‭ ‬تفكر‭ ‬وتنوي‭ ‬الانتحار‭.‬

وتقرير‭ ‬آخر‭ ‬منشور‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭ ‬من‭ ‬‮«‬مراكز‭ ‬منع‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬المرض‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬تقارير‭ ‬أسبوعية‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الأمراض‭ ‬والوفيات‮»‬،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الوفيات‭ ‬من‭ ‬الجرعة‭ ‬الزائدة‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬للفئة‭ ‬العمرية‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬19‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021‮»‬‭. ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬لمن‭ ‬تقع‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬14‭ ‬و18‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬2021‭. ‬أما‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و19‭ ‬عاماً‭ ‬فقد‭ ‬زادت‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬من‭ ‬الجرعة‭ ‬الزائدة‭ ‬109%‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬يوليو‭ ‬2021،‭ ‬والوفيات‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬المخدرة‭ ‬مثل‭ ‬الفنتانيل‭(‬Fentanyl‭) ‬زادت‭ ‬بنسبة‭ ‬182% ‭. ‬وبشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬زادت‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬من‭ ‬الجرعة‭ ‬الزائدة‭ ‬30%‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬2020،‭ ‬وبنسبة‭ ‬15%‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬أي‭ ‬قرابة‭ ‬108‭ ‬آلاف‭ ‬وفاة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬والذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬14‭ ‬و18‭ ‬زادت‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬من‭ ‬الجرعة‭ ‬الزائدة‭ ‬94%‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2019‭ ‬إلى‭ ‬2020،‭ ‬و20%‭ ‬من‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬2021‭. ‬فالاستنتاجات‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬قضوا‭ ‬نحبهم‭ ‬بسبب‭ ‬الجرعة‭ ‬الزائدة‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و19‭ ‬سنة،‭ ‬وقرابة‭ ‬41%‭ ‬منهم‭ ‬كانوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭. ‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬صرخات‭ ‬ونداءات‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬الأول‭ ‬حول‭ ‬حالة‭ ‬الاتحاد‭ ‬بأن‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬للأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬خاصة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الأركان‭ ‬الرئيسية‭ ‬لجدول‭ ‬أعمال‭ ‬‮«‬الوحدة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الحزبين‭ ‬الرئيسيين،‭ ‬أي‭ ‬القضايا‭ ‬غير‭ ‬الخلافية‭ ‬كأبحاث‭ ‬السرطان،‭ ‬والعناية‭ ‬بالجنود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬السابقين،‭ ‬ومواجهة‭ ‬وباء‭ ‬الأفيون‭. ‬كما‭ ‬دشنت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والخدمات‭ ‬للإنسانية‭ ‬خطاً‭ ‬جديداً‭ ‬(Suicide and Crisis Lifeline) لكل‭ ‬حالات‭ ‬أمراض‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022،‭ ‬وهذا‭ ‬الخط‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬تسلم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬مكالمة،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬تدهور‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭. ‬

فهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تزلزل‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬برمته،‭ ‬وخاصة‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب،‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬وحتمية‭ ‬لنمط‭ ‬حياتهم،‭ ‬وانعكاس‭ ‬فوري‭ ‬لعاداتهم‭ ‬المجتمعية،‭ ‬التي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري،‭ ‬وابتعاد‭ ‬وانفصال‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬توجيه‭ ‬ومراقبة‭ ‬الوالدين‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وضعف‭ ‬الوازع‭ ‬الديني‭ ‬وفقر‭ ‬الروحانيات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وضعف‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بكل‭ ‬صوره‭ ‬وأشكاله‭. ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬المدارس‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬السليمة‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬بالسلوكيات‭ ‬الخاطئة‭ ‬والمدمرة‭.‬

ولذلك‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نحمي‭ ‬مجتمعنا‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية‭ ‬خاصة،‭ ‬فعلينا‭ ‬تجنب‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬الغربي‭ ‬غير‭ ‬المستدام‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬وفي‭ ‬مجتمعاتنا‭. ‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا