العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

آفاق واعدة للتعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ٢٧ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

استضافت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬مؤخرا‭ ‬قمة‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وجمهوريات‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬والتي‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬اللقاء‭ ‬التشاوري‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬لقادة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬لبحث‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬المستقبلي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وجمهوريات‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬الخمس‭ ‬وهي‭ ‬جمهورية‭ ‬كازاخستان‭ ‬وجمهورية‭ ‬قرغيزستان‭ ‬وجمهورية‭ ‬طاجكستان‭ ‬وجمهورية‭ ‬تركمنستان‭ ‬وجمهورية‭ ‬أوزبكستان‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬الجمهوريات‭ ‬الاشتراكية‭ ‬السوفيتية‭ ‬ونالت‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬الانهيار‭ ‬المدوي‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬وتفككه‭ ‬وانقسامه‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬جمهورية‭ ‬مستقلة‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬والتي‭ ‬تعقد‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وجمهوريات‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬تمثل‭ ‬بداية‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬يحتم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬وشبك‭ ‬المصالح‭ ‬لكسب‭ ‬أصدقاء‭ ‬جدد‭ ‬وبناء‭ ‬تحالفات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬وصناعية‭ ‬قوية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬والمنافسة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يموج‭ ‬بالصراعات‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيه‭ ‬للتكتلات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والضعيفة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تأكيد‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬آفاق‭ ‬واعدة‭ ‬وواسعة‭ ‬للتعاون‭ ‬والاستثمار‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬الخليجية‭ ‬وجمهوريات‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتعليمية‭ ‬وحتى‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق‭ ‬لم‭ ‬تولِ‭ ‬الاهتمام‭ ‬اللازم‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬القريبة‭ ‬جغرافيا‭ ‬من‭ ‬حدودنا،‭ ‬والتي‭ ‬تربطنا‭ ‬معها‭ ‬علاقات‭ ‬تاريخية‭ ‬وثقافية‭ ‬ودينية‭ ‬مشتركة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الامبراطوريات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬مركزا‭ ‬لقيادة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وتشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬المعالم‭ ‬الإسلامية‭ ‬التاريخية‭ ‬والدينية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬كمعلم‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬التاريخية‭ ‬لهذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬يرتادها‭ ‬السياح‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬المشهورين‭ ‬أتوا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬إلى‭ ‬البلدان‭ ‬الإسلامية‭ ‬كالبخاري‭ ‬مثلا‭ ‬لدراسة‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أما‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬سوف‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬واسعا‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وجمهوريات‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وشبك‭ ‬العلاقات‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستثمار‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬خيرات‭ ‬وثروات‭ ‬معدنية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬مثل‭ ‬الغاز‭ ‬والنفط‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية،‭ ‬فبإمكان‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬واللحوم‭ ‬والدواجن‭ ‬وغيرها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجاتها‭ ‬بأسعار‭ ‬باهظة‭ ‬جدا،‭ ‬وعليه‭ ‬يمكن‭ ‬إقامة‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬لتكون‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬مصدرا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬الغذائية‭ ‬وغيرها‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجمهوريات‭ ‬تزخر‭ ‬بالكفاءات‭ ‬العلمية‭ ‬والكوادر‭ ‬المهنية‭ ‬المؤهلة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية‭.‬

إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬تخدم‭ ‬أيضا‭ ‬المواقف‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والاجتماعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬وتخدم‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬لتكون‭ ‬إضافة‭ ‬جديدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬والتقارب‭ ‬وتؤكد‭ ‬الرغبة‭ ‬الخليجية‭ ‬للانفتاح‭ ‬نحو‭ ‬الشرق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشركات‭ ‬الجديدة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المنافع‭ ‬المتبادلة‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬الجميع،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬توسيع‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خدمة‭ ‬للمصالح‭ ‬الخليجية‭ ‬ولتعزيز‭ ‬التواجد‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬لخدمة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬ولكسب‭ ‬أصدقاء‭ ‬جدد‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا