العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الطاقات المتجددة وتغير المناخ في دول مجلس التعاون

بقلم: سوزان محمد العجاوي {

الاثنين ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

كان‭ ‬لاتفاق‭ ‬باريس‭ ‬للمناخ‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬الذي‭ ‬أبرم‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬المناخ‭ ‬21 COP دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬واعتماد‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬كركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عامة‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬خاصة‭. ‬إذ‭ ‬أوجد‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬انضمت‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬وصادقت‭ ‬عليه،‭ ‬وبشكل‭ ‬لم‭ ‬تعتده‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬عند‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬بيئية‭ ‬مماثلة،‭ ‬المبرر‭ ‬والسند‭ ‬لحكوماتها‭ ‬لتسريع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ (‬طاقة‭ ‬الرياح،‭ ‬طاقة‭ ‬الشمس،‭ ‬طاقة‭ ‬المياه،‭ ‬الطاقة‭ ‬الجوفية‭) ‬والبديلة‭ ( ‬الطاقة‭ ‬الحيوية،‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬موصداً‭ ‬برغم‭ ‬الإلحاح‭ ‬الدولي‭ ‬بُعيد‭ ‬مؤتمر‭ ‬المناخ‭ ‬COP 15‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بمملكة‭ ‬الدنمارك‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬والذي‭ ‬حث‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬تنموية‭ ‬محفزة‭ ‬ومستقطبة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وتنويع‭ ‬مزيج‭ ‬الطاقة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الطاقة‭ ‬الاحفورية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬وبالأخص‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭. ‬ويعد‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬197‭ ‬دولة‭ ‬ودخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬إعلانه،‭ ‬ضرورياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬كونه‭ ‬يوفر‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬للإجراءات‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬وبناء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬

تشير‭ ‬الدراسات‭ ‬والقياسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬قد‭ ‬ارتفعت‭ ‬حالياً‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬1‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية،‭ ‬وكي‭ ‬لا‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬كارثي‭ ‬ترتفع‭ ‬فيه‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬درجات‭ ‬مئوية‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تشير‭ ‬إليه‭ ‬الدراسات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬كبح‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية‭ ‬عند‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬فقط‭. ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬العالمية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬العالمية‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬ويمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬بخفض‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬أو‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬صفر‭ ‬انبعاثات‭ ‬عام‭ ‬2050‭. ‬

تقدر‭ ‬مساهمة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬انبعاثات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬المكافئ‭ ‬CO2eq‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بحوالي‭ ‬1‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬طن؛‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬حوالي‭ ‬3%‭ ‬من‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي‭ ‬للانبعاثات‭. ‬فيما‭ ‬تبلغ‭ ‬حصة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬التراكمية‭ ‬العالمية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬2%‭ ‬مع‭ ‬تباين‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬كمية‭ ‬تلك‭ ‬الانبعاثات‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يؤخذ‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬هو‭ ‬ارتفاع‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬فيها‭. ‬ويتعدى‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬المكافئ‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬البالغ‭ ‬4‭.‬47‭ ‬أطنان‭ ‬للفرد‭. ‬وتسهم‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬القاسية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬ومحطات‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬وبالتالي‭ ‬ارتفاع‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬فيها،‭ ‬ويعتبر‭ ‬قطاع‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬وقطاع‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬تلك‭ ‬الانبعاثات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭.‬

بُعيد‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬سارعت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬مشاريعها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬والبديلة،‭ ‬كما‭ ‬انتهجت‭ ‬سياسات‭ ‬تنموية‭ ‬خضراء‭ ‬ضمن‭ ‬خططها‭ ‬الوطنية‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاثاتها،‭ ‬وتغيير‭ ‬نمط‭ ‬الاستهلاك‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الأحفورية‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الأكثر‭ ‬استهلاكاً‭ ‬للطاقة،‭ ‬وتبني‭ ‬تنمية‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون‭ ‬أو‭ ‬منخفضة‭ ‬الانبعاثات،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬COP 26‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬تبنيهما‭ ‬لنهج‭ ‬صفر‭ ‬انبعاثات‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أعلنت‭ ‬الإمارات‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحياد‭ ‬الصفري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2050‭. ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬خطتها‭ ‬لصفر‭ ‬انبعاثات‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2050‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحياد‭ ‬الصفري‭ ‬أو‭ ‬الحياد‭ ‬الكربوني‭ ‬يتطلب‭ ‬تغييراً‭ ‬جذرياً‭ ‬في‭ ‬منهجيات‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدول،‭ ‬ووضع‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬الأهداف‭ ‬والمستهدفات‭ ‬لإنفاذ‭ ‬تلك‭ ‬الغاية‭ ‬المنشودة‭. ‬

تعد‭ ‬المساهمات‭ ‬الوطنية‭ ‬المحددة‭ ‬NDCs‭ ‬التي‭ ‬أقرها‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬وقدمتها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تقريباً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬هي‭ ‬الالتزام‭ ‬الوطني‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحديثها‭ ‬كل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وفيها‭ ‬تستعرض‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬خططها‭ ‬وبرامجها‭ ‬لتخفيف‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ (‬تتوافر‭ ‬تقارير‭ ‬المساهمات‭ ‬المحددة‭ ‬وطنيا‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭). ‬ولقد‭ ‬قدمت‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬مساهماتها‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬وكذلك‭ ‬حدثتها‭ ‬عام‭ ‬2021‭. ‬وتتشابه‭ ‬الخطوط‭ ‬العامة‭ ‬للخطط‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬المساهمات‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬تركيزها‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬مزيج‭ ‬الطاقة‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬وتحديداً‭ ‬طاقتي‭ ‬الشمس‭ ‬والرياح‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬وتحلية‭ ‬المياه‭ ‬وفي‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المتوافرة‭ ‬والمتاحة‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭ (‬تحويل‭ ‬النفايات‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭/ ‬الطاقة‭ ‬الحيوية‭....‬إلخ‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أدرجت‭ ‬مؤخراً‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‭ ‬والأمونيا‭ ‬الزرقاء‭ ‬ضمن‭ ‬الوقود‭ ‬النظيف‭ ‬المستدام،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التوجه‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الخضراء‭ ‬والتشجير،‭ ‬وتبني‭ ‬نهج‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬ونهج‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬للكربون‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭. ‬وتتصدر‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬تدشينها‭ ‬لمشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬حيث‭ ‬وضعت‭ ‬هدفها‭ ‬بزيادة‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬بما‭ ‬يضم‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والنووية‭ ‬إلى‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬مزيج‭ ‬الطاقة‭ ‬المحلي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050،‭ ‬وترشيد‭ ‬مستويات‭ ‬الاستهلاك‭ ‬العام‭ ‬للطاقة‭ ‬بنسبة‭ ‬40%‭ ‬مقارنة‭ ‬بالوضع‭ ‬الاعتيادي‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭. ‬

على‭ ‬غرار‭ ‬تلك‭ ‬التوجهات،‭ ‬تضمن‭ ‬تقرير‭ ‬المساهمات‭ ‬الوطنية‭ ‬المحددة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعام‭ ‬2021‭ ‬هدفاً‭ ‬مباشراً‭ ‬ومحدداً‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطاقة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬وبخفض‭ ‬للانبعاثات‭ ‬بنسبة‭ ‬30%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035‭ ‬مقارنة‭ ‬بخط‭ ‬الأساس‭ ‬لعام‭ ‬2015م‭. ‬

وأدرج‭ ‬تقرير‭ ‬خطط‭ ‬المساهمة‭ ‬الوطنية‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬كأحد‭ ‬الدعائم‭ ‬لمنهجية‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬فيها،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬تأمين‭ ‬نسبة‭ ‬15%‭ ‬من‭ ‬الطلب‭ ‬المحلي‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬باستخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬فيما‭ ‬تعتزم‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬غازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬بحوالي‭ ‬25%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وتوليد‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬متجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وتحويل‭ ‬النفايات‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭.‬

أما‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬فقد‭ ‬تبنت‭ ‬خفضاً‭ ‬من‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بنسبة‭ ‬7%‭ ‬بسيناريو‭ ‬نمط‭ ‬العمل‭ ‬المعتاد‭ ‬للعام‭ ‬2030‭. ‬واعتمدت‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬الوطنية‭ ‬للطاقة‭ ‬هدفًا‭ ‬طموحًا‭ ‬لتوليد‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2027،‭ ‬وحوالي‭ ‬39%‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2040‭.‬

وتنخرط‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬وبجهد‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والخطط‭ ‬سعياً‭ ‬وراء‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬غازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أقرت‭ ‬رؤيتها‭ ‬الوطنية‭ ‬2030،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقت‭ ‬المملكة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬أراضيها،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الهدف‭ ‬المعلن‭ ‬بتوليد‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬

ويدل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬استعراضه‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬للتصدي‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬وخفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬وتحقيق‭ ‬متطلبات‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬واتفاقية‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬لتنفيذ‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬انعكاسات‭ ‬إيجابية‭ ‬وأخرى‭ ‬سلبية‭ ‬ربما‭ ‬ستطول‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬وتؤثر‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المطردة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬تتطلب‭ ‬توفير‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬والإجراءات‭ ‬التشريعية‭ ‬والبنيوية‭ ‬وغيرها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستفادة‭ ‬المرجوة،‭ ‬كما‭ ‬تتطلب‭ ‬إتاحة‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬للاستيعاب‭ ‬والتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬التغير‭ ‬المجتمعي‭ ‬المطلوب‭ ‬لإنجاحها‭. ‬فما‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الآثار‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬المتطلبات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لنجاح‭ ‬استثمارات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬للحديث‭ ‬بقية‭.‬

 

{‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬البيئة‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ

suzanalajjawi@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا