العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نزاعات الحدود البحرية.. أي تأثير على الأمن الإقليمي؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١١ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

على‭  ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭  ‬الدول‭ ‬فإن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالحدود‭ ‬البحرية‭ ‬تظل‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬البرية،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الأخيرة‭ ‬محددة‭ ‬بنقاط‭ ‬واضحة‭ ‬فإن‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬بها‭  ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬وتكمن‭ ‬المعضلة‭ ‬الكبرى‭ ‬لتلك‭ ‬الحدود‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬مياه‭ ‬ذات‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬وبالإمكان‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬ولست‭ ‬بصدد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬تلك‭ ‬الحدود‭ ‬وتعبر‭ ‬عنه‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬بعد‭ ‬جهود‭ ‬دولية‭ ‬مضنية‭ ‬ومناقشات‭ ‬ممتدة‭ ‬لعقود‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقرار‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقية‭ ‬لتنظيم‭ ‬الحقوق‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تلزم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تتضمن‭ ‬أربعة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬للدول‭ ‬أولها‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬للدولة‭ ‬وتمتد‭ ‬نحو‭ ‬12‭ ‬ميلا‭ ‬بحريا‭ ‬وتعد‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬الدولة‭ ‬وتمارس‭ ‬عليها‭ ‬كامل‭ ‬سيادتها‭ ‬ولا‭ ‬تلتزم‭ ‬تجاه‭ ‬الدول‭  ‬الأخرى‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬بحق‭ ‬المرور‭ ‬البريء‭ ‬للسفن‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متعارضا‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة،‭ ‬وثانيها‭: ‬المنطقة‭ ‬المتاخمة‭ ‬وتمتد‭ ‬أيضاً‭ ‬لمسافة‭ ‬12‭ ‬ميلا‭ ‬بحريا‭ ‬وللدولة‭ ‬عليها‭ ‬أيضا‭ ‬سيادة‭ ‬ولكن‭ ‬بدرجة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الأولى،‭ ‬وثالثها‭: ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬وتمتد‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬ميل‭ ‬بحري‭ ‬وللدولة‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬بعض‭ ‬الثروات‭ ‬فيها‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬سيادة‭ ‬مطلقة،‭ ‬ورابعها‭: ‬أعالي‭ ‬البحار‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬التقسيم‭ ‬السابق‭ ‬للمياه‭ ‬ويعد‭ ‬حقا‭ ‬للدول‭ ‬كافة‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬ضوابط‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تنظيم‭ ‬ممارسات‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬والتي‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬المياه‭ ‬الدولية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقية‭ ‬كإطار‭ ‬قانوني‭ ‬دولي‭ ‬ينظم‭ ‬الحقوق‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬فإن‭ ‬المعضلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬وممارسات‭ ‬الدول‭ ‬والتي‭ ‬تعكسها‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة،‭ ‬المؤشر‭ ‬الأول‭: ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬فإن‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الحدود‭ ‬تمر‭ ‬بمراحل‭ ‬ثلاث‭ ‬وهي‭ ‬التوقيع‭ ‬والتصديق‭ ‬والانضمام،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬توقيع‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتبعه‭ ‬تصديق‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭ ‬ومع‭ ‬وضوح‭ ‬تلك‭ ‬الخطوات‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتذرع‭ ‬بأنها‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تصادق‭ ‬عليها‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬بأي‭ ‬التزامات‭ ‬تضمنتها‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وتلك‭ ‬إشكالية‭ ‬كبرى‭ ‬تجعل‭ ‬انضمام‭ ‬الدول‭ ‬لتلك‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬انضماماً‭ ‬صورياً‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬تعقيداً‭ ‬إعلان‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬إلغاء‭ ‬انضمام‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬ملزمة‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالحقوق‭ ‬البحرية‭ ‬للدولة‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬عودة‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الأول،‭ ‬أما‭ ‬المؤشر‭ ‬الثاني‭: ‬فإن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬تضمنت‭ ‬إيضاحاً‭ ‬للحقوق‭ ‬البحرية‭ ‬للدول‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬البحرية‭ ‬ذاتها،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬تمت‭ ‬تسويتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ملزمة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬خلافات‭ ‬حدودية‭ ‬وتعلن‭ ‬الدول‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬باحتساب‭ ‬مياهها‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تحتلها،‭ ‬بينما‭ ‬يتمثل‭ ‬المؤشر‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬للدول‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مياهها‭ ‬الإقليمية‭ ‬وكذلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭  ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬موافقة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬على‭  ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬المعنية‭ ‬بالتنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الواقعة‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الولاية‭ ‬الوطنية‮»‬‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬إنجازاً‭ ‬مهماً‭ ‬لحماية‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الدولية‭  ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬فإن‭ ‬المعضلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬إعلان‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭  ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬موافقتها‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقية‭ ‬حتى‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬التوقيع‭ ‬ما‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬استمرار‭ ‬ممارسات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬النفايات‭ ‬ومنها‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الإطار‭ ‬الدولي‭ ‬فأي‭ ‬تأثير‭ ‬للنزاعات‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي؟‭  ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬إن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬بشأن‭ ‬نزاعات‭ ‬الحدود‭  ‬البحرية‭ ‬لخمسة‭ ‬أسباب‭ ‬الأول‭: ‬إن‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬شهدت‭ ‬محاولات‭ ‬نقل‭ ‬الصراعات‭ ‬إلى‭ ‬البحار‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لاستغلال‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬سلطة‭ ‬دولية‭ ‬تلزم‭ ‬الدول‭ ‬باحترام‭ ‬الحقوق‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بأقل‭ ‬تكلفة‭ ‬ممكنة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة،‭ ‬والثاني‭: ‬احتواء‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬ثروات‭ ‬سواء‭ ‬النفط‭ ‬أو‭ ‬الغاز‭ ‬بما‭ ‬يجعلها‭ ‬محوراً‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ولعل‭ ‬المثال‭ ‬الأبرز‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط،‭ ‬وثالثها‭: ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬صراعات‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬وخاصة‭ ‬استهداف‭ ‬منصات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحدود‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الطائرات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬،‭ ‬ورابعها‭: ‬إن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬حدودها‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬بل‭ ‬تكون‭ ‬سبباً‭ ‬للتنافس‭ ‬الدولي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬حالة‭ ‬الصومال‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬مخاطر‭ ‬القرصنة‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬لمواجهة‭ ‬ذلك‭ ‬الخطر‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الخطر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الحيوية،‭ ‬وخامسها‭: ‬إن‭ ‬اندلاع‭ ‬أي‭ ‬مواجهة‭ ‬بحرية‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬متنازعة‭ ‬ستكون‭ ‬اختباراً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لقوة‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تلاشت‭ ‬فيه‭ ‬تهديدات‭ ‬الحدود‭ ‬البرية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الهائل‭ ‬وإمكانية‭ ‬إجهاض‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لتقدم‭ ‬قوات‭ ‬برية‭ ‬نحو‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬المساحات‭ ‬الشاسعة‭ ‬للبحار‭ ‬تتيح‭ ‬ممارسة‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬بل‭ ‬وتوظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬للدول‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مسارات‭ ‬متوازية‭ ‬بشأن‭ ‬تأمين‭ ‬حدودها‭ ‬البحرية‭ ‬الأول‭: ‬تسوية‭ ‬كل‭ ‬الخلافات‭ ‬الحدودية‭ ‬البحرية‭ ‬عبر‭ ‬التفاوض‭ ‬لكونها‭ ‬تمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬للأمن‭ ‬القومي،‭ ‬والثاني‭: ‬ضرورة‭ ‬بل‭ ‬حتمية‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬البحرية‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تأمين‭ ‬المنصات‭ ‬البحرية‭ ‬وكذلك‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط،‭ ‬والثالث‭: ‬تطوير‭ ‬الشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭.‬

ولعل‭ ‬المتتبع‭ ‬لمسار‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يمكنه‭ ‬التوصل‭ ‬لنتيجة‭ ‬مهمة‭ ‬مفادها‭ ‬إن‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬شهدت‭ ‬توظيفاً‭ ‬للبحار‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وحماية‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬وناقلات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬اتفاقيات‭ ‬قانونية‭ ‬ملزمة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬تتضمن‭ ‬تحديد‭ ‬الحقوق‭ ‬البحرية‭ ‬لكل‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬النزاعات‭ ‬البحرية‭ ‬مقدمة‭ ‬نحو‭ ‬مواجهات‭ ‬ستكون‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬أطرافاً‭ ‬فيها‭ ‬دون‭ ‬شك‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا