العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

التجارب الصعبة والمؤلمة كانت حافزا لتحقيق ما وصلت إليه اليوم

الأربعاء ١٨ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

حاصلة على أول رسالة ماجستير من نوعها في الوطن العربي عن أثر تطبيق أسلوب المنحنى الإجباري في أداء العاملين، وعلى رخصة ممارس معتمد لامتحانات القدرات النفسية الوظيفية «السيكوماترك».. صاحبة خبرة عملية حوالي 29 عاما في القطاعين المصرفي والعام.. المدربة الفنية شيماء حسين شرفي لــ «أخبار الخليج»:

أجرت‭ ‬الحوار‭: ‬

هالة‭ ‬كمال‭ ‬الدين

يقول‭ ‬الفنان‭ ‬الكولومبي‭ ‬الشهير‭ ‬فرناندو‭ ‬بوتيرو‭: ‬‮«‬يحتاج‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬الموسيقى‭ ‬والأدب‭ ‬والرسم‭ (‬كل‭ ‬واحات‭ ‬الكمال‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬الفن‭) ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬فظاظة‭ ‬الحياة‭ ‬وماديتها‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬الأدب‭ ‬والفن‭ ‬والعلم‭ ‬يصنعون‭ ‬شخصية‭ ‬المرء،‭ ‬ويزيدونها‭ ‬إجلالا،‭ ‬وهذا‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬الفنانة،‭ ‬فقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬شغوفة‭ ‬بالعلم‭ ‬والتعلم،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬مشروع‭ ‬فنان‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬تغييرا‭ ‬إنسانيا‭ ‬بداخلها،‭ ‬جعلها‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الحياة،‭ ‬ومعرفة‭ ‬بالنفس‭ ‬البشرية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭.‬

شيماء‭ ‬حسين‭ ‬شرفي،‭ ‬صاحبة‭ ‬أول‭ ‬رسالة‭ ‬ماجستير‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬عربيا‭ ‬حول‭ ‬أثر‭ ‬تطبيق‭ ‬أسلوب‭ ‬المنحنى‭ ‬الإجباري‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬العاملين،‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬ممارس‭ ‬معتمد‭ ‬لامتحانات‭ ‬القدرات‭ ‬النفسية‭ ‬الوظيفية‭ ‬‮«‬السيكوماتريك‮»‬‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ (‬إس‭ ‬إتش‭ ‬إل‭) ‬البريطانية،‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭ ‬المتميزات‭.‬

الفن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬فهم‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبمهارتها‭ ‬اختطت‭ ‬لنفسها‭ ‬طريقا‭ ‬مختلفا،‭ ‬فهو‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬حياة،‭ ‬لذلك‭ ‬أبدعت‭ ‬فيه،‭ ‬ونقلت‭ ‬خبرتها‭ ‬إلى‭ ‬غيرها‭ ‬عبر‭ ‬حساب‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬هدفه‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وكان‭ ‬لعشقها‭ ‬للأدب‭ ‬الروائي‭ ‬الكلاسيكي‭ ‬أبلغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬الأفكار،‭ ‬وبالفن‭ ‬والأدب‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تأدية‭ ‬رسالتها‭ ‬في‭ ‬التثقيف‭ ‬والتنوير‭.‬

لقد‭ ‬قطعت‭ ‬شوطا‭ ‬كبيرا‭ ‬وملموسا‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬النجاح،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الذات،‭ ‬بما‭ ‬سجلته‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬قوي‭ ‬ولافت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬لتثبت‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬تمتلك‭ ‬مهارة‭ ‬الميل‭ ‬نحو‭ ‬الإبداع،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬تمثل‭ ‬عالما‭ ‬إنسانيا‭ ‬مسكونا‭ ‬بالإحساس،‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬

 

 

كيف‭ ‬أثرت‭ ‬نشأتك‭ ‬في‭ ‬مستقبلك؟

‭- ‬كان‭ ‬لنشأتي‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬محبة‭ ‬للعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والعمل‭ ‬الوطني‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تشكيل‭ ‬مسيرتي،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬قارئة‭ ‬بنهم،‭ ‬وكنا‭ ‬نمتلك‭ ‬مكتبة‭ ‬ضخمة‭ ‬تضم‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الكتب،‭ ‬لذلك‭ ‬استشعرنا‭ ‬أنا‭ ‬وإخواني‭ ‬وأخواتي‭ ‬أهمية‭ ‬الاطلاع‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬مبكر،‭ ‬حيث‭ ‬غرس‭ ‬فينا‭ ‬والدي‭ ‬حب‭ ‬المعرفة‭ ‬والدراسة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إتقاني‭ ‬لهواية‭ ‬الرسم‭ ‬التي‭ ‬عشقتها‭ ‬بشدة‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري،‭ ‬ولم‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬ممارستها‭ ‬واستثمارها‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭.‬

نقلة‭ ‬في‭ ‬مشوارك؟

‭- ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخرجت‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النظم‭ ‬الإدارية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشهادات‭ ‬الاحترافية‭ ‬والمهنية،‭ ‬حرصا‭ ‬مني‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬وذاتي‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬التحقت‭ ‬بأحد‭ ‬البنوك‭ ‬كمتدربة‭ ‬ثم‭ ‬صعدت‭ ‬السلم‭ ‬الوظيفي‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬قيادي‭ ‬كرئيسة‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والخدمات‭ ‬الإدارية‭ ‬حاليا،‭ ‬ومثل‭ ‬ذلك‭ ‬نقلة‭ ‬مهمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬اختيار‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬عربيا‭.‬

وما‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير؟

‭- ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬عملي‭ ‬كموظفة‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬تستند‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬إلى‭ ‬أنظمة‭ ‬وتعليمات‭ ‬جهاز‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬اطلاعي‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬الملاحظات‭ ‬المتداولة‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬التقييم‭ ‬وتقاريرها،‭ ‬ارتأيت‭ ‬القيام‭ ‬بدراسة‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬المنحنى‭ ‬الإجباري‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬أعمل‭ ‬بها‭ ‬بهدف‭ ‬تحليل‭ ‬أثر‭ ‬موضوعية‭ ‬نظام‭ ‬تقييم‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬الثقة‭ ‬التنظيمية‭ ‬لدى‭ ‬العاملين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أهداف‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭.‬

مثل‭ ‬ماذا؟

‭- ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬رسالتي‭ ‬كذلك‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬أسلوب‭ ‬منحنى‭ ‬التوزيع‭ ‬الإجباري‭ ‬وبرامج‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬بأبعادها‭ ‬المختلفة،‭ ‬والذي‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬نسب‭ ‬الترقيات‭ ‬والحوافز‭ ‬والمكافآت،‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬استمرارية‭ ‬حصول‭ ‬العاملين‭ ‬على‭ ‬العلاوة‭ ‬الدورية،‭ ‬وعلى‭ ‬استمرارهم‭ ‬بالعمل،‭ ‬أو‭ ‬إقالتهم‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬الحكومية،‭ ‬كما‭ ‬إنه‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬ويؤثر‭ ‬إيجابيا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬أداء‭ ‬الموظف،‭ ‬وقد‭ ‬خرجت‭ ‬الرسالة‭ ‬بعدة‭ ‬توصيات‭ ‬أهمها‭ ‬مناشدة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بتطبيق‭ ‬المرونة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تقييم‭ ‬الأداء‭ ‬باستخدام‭ ‬المنحنى،‭ ‬وتطوير‭ ‬النظام‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬والحالات‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استحداث‭ ‬بنك‭ ‬للأهداف‭ ‬والقدرات‭ ‬ومؤشراتها‭ ‬لكل‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭.‬

أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتك؟

‭- ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المهني‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬عربيا‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬وتوضيح‭ ‬كبير‭ ‬لعملية‭ ‬تقييم‭ ‬الأداء‭ ‬باستخدام‭ ‬منحنى‭ ‬التوزيع‭ ‬الإجباري،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬التفرد‭ ‬يمثل‭ ‬تحديا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬وبالتالي‭ ‬شكلت‭ ‬رسالتي‭ ‬إطارا‭ ‬مرجعيا‭ ‬لأي‭ ‬دراسة‭ ‬لاحقة‭ ‬سوف‭ ‬يثرى‭ ‬معرفة‭ ‬الباحثين‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬البحثي‭ ‬والإداري،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬الجادة‭ ‬لدراسة‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬الأداء‭ ‬الوظيفي‭ ‬ونطاق‭ ‬وآلية‭ ‬تطبيقه‭ ‬حسب‭ ‬أنظمة‭ ‬وتعليمات‭ ‬جهاز‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬لغرض‭ ‬تحديد‭ ‬متطلبات‭ ‬النجاح‭ ‬لاستثمار‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمرار‭ ‬تطبيق‭ ‬أسلوب‭ ‬منحنى‭ ‬التوزيع‭ ‬الإجباري‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الإنساني؟

‭- ‬أصعب‭ ‬تحد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬عاملة‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬عملها‭ ‬وأسرتها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬زوجي‭ ‬لي،‭ ‬وإيمانه‭ ‬الشديد‭ ‬بقدراتي‭ ‬وبطموحاتي،‭ ‬وكذلك‭ ‬مساندة‭ ‬وتشجيع‭ ‬الوالدين‭ ‬وأبنائي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬نجاحي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬نشأتي‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬جميلة‭ ‬مثل‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬والعطاء‭ ‬بلا‭ ‬مقابل‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬أيضا‭ ‬تأثيرا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬مسيرتي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬غرسه‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬الذين‭ ‬أدركوا‭ ‬جيدا‭ ‬معنى‭  ‬الرقابة‭ ‬الذاتية،‭ ‬وهو‭ ‬أسلوب‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬يمنح‭ ‬الأبناء‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الصداقة‭ ‬بيني‭ ‬وبينهم‭. ‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬متى‭ ‬تفشل‭ ‬المرأة؟

‭- ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬قد‭ ‬تفشل‭ ‬إذا‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬إظهار‭ ‬قدراتها‭ ‬وطاقاتها،‭ ‬كذلك‭ ‬إذا‭ ‬واجهت‭ ‬محاولات‭ ‬لتحجيمها‭ ‬ولتصغيرها،‭ ‬وهنا‭ ‬تلعب‭ ‬النشأة‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬شخصيا،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬داعم‭ ‬للمرأة‭ ‬بشدة،‭ ‬حتى‭ ‬الرجل‭ ‬تغيرت‭ ‬نظرته‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬ولدورها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭ ‬وأفكاري،‭  ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الحركة‭ ‬الكشفية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬وغرس‭ ‬فينا‭ ‬حب‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬والذي‭ ‬أسعد‭ ‬به‭ ‬كثيرا،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بأنني‭ ‬زوجة‭ ‬وموظفة‭ ‬وأم‭ ‬وناشطة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمدني‭ ‬بقوة‭ ‬خارقة‭ ‬تمكنني‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬وقهر‭ ‬أي‭ ‬عثرات‭. ‬

سلاحك‭ ‬لتجاوز‭ ‬التجارب‭ ‬الصعبة؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنني‭ ‬مررت‭ ‬بتجارب‭ ‬صعبة‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬محفزة‭ ‬لي،‭ ‬بل‭ ‬أشعر‭ ‬بأنه‭ ‬لولاها‭ ‬ما‭ ‬حققت‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬وبالإيمان‭ ‬والصبر‭ ‬تجاوزتها‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬وكانت‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬لي‭ ‬وسببا‭ ‬وراء‭ ‬إصراري‭ ‬على‭ ‬المواصلة،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬التعامل‭ ‬بحكمة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬أزمة‭ ‬أمر‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬وأن‭ ‬اطلاعي‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وشغفي‭ ‬بقراءة‭ ‬الأدب‭ ‬الروائي‭ ‬الكلاسيكي‭ ‬وبالفن‭ ‬وهما‭ ‬معا‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬وسائل‭ ‬التثقيف‭ ‬والتنوير،‭ ‬كانا‭ ‬لهما‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬جميل‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬وفي‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬ضغوطات‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

دورك‭ ‬كمدربة‭ ‬فنية؟

‭- ‬موهبة‭ ‬الفن‭ ‬ظهرت‭ ‬لدي‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬ولي‭ ‬زاوية‭ ‬في‭ ‬منزلي‭ ‬تضم‭ ‬كل‭ ‬أعمالي‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الفنون‭ ‬كالفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬وأعمال‭ ‬الديكوباج‭ ‬والرسم‭ ‬على‭ ‬السيراميك‭ ‬وغيرها،‭ ‬وقد‭ ‬قمت‭ ‬بدراسة‭ ‬الفن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الورش‭ ‬التدريبية‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬قررت‭ ‬نقل‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬إلى‭ ‬غيري‭ ‬عبر‭ ‬دوري‭ ‬كمدربة‭ ‬فنية‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقت‭ ‬حساب‭ ‬على‭ ‬الانستجرام‭ ‬أقوم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬بتنفيذ‭ ‬دورات‭ ‬وورش‭ ‬فنية‭ ‬لجميع‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬لكلا‭ ‬الجنسين،‭ ‬لتسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وأسعى‭ ‬بكل‭ ‬شغف‭ ‬للتعبير‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مختلف‭ ‬الوسائط‭ ‬والأدوات‭ ‬الفنية‭. ‬

ما‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬تلك‭ ‬الورش؟

‭- ‬الورش‭ ‬الفنية‭ ‬المقدمة‭ ‬لفئة‭ ‬الأطفال‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬أنشطة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬المعلومات‭ ‬العامة‭ ‬عن‭ ‬عناصر‭ ‬اللوحة‭ ‬الفنية‭ ‬والتطبيق‭ ‬العملي‭ ‬للرسم‭ ‬والتلوين،‭ ‬وأحاول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬والتفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬فما‭ ‬فوق،‭ ‬وإضفاء‭ ‬عنصري‭ ‬التشويق‭ ‬والمنافسة‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬اللوحات‭ ‬واختيار‭ ‬الألوان‭ ‬والخامات،‭ ‬وربط‭ ‬الصورة‭ ‬البصرية‭ ‬الذهنية‭ ‬ومكتسباتها‭ ‬بالبيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بهم،‭ ‬كذلك‭ ‬أسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الورش‭ ‬الخاصة‭ ‬بالكبار‭ ‬إلى‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم‭ ‬وموهبتهم‭ ‬بالرسم‭. ‬

أمنية؟

‭- ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المهني‭ ‬أتمنى‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الارتقاء‭ ‬الوظيفي‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬أعلى،‭ ‬أحقق‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أهدافي‭ ‬وطموحاتي،‭ ‬وكذلك‭ ‬خدمة‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬فكل‭ ‬أملي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إقامة‭ ‬معارض‭ ‬محلية‭ ‬تحتضن‭ ‬مواهب‭ ‬الأطفال‭ ‬لدينا‭ ‬وكذلك‭ ‬استضافة‭ ‬معارض‭ ‬دولية‭ ‬خاصة‭ ‬بنتاج‭ ‬الأطفال،‭ ‬وبإبراز‭ ‬مواهبهم،‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬ودعم‭ ‬تلك‭ ‬المواهب،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬يجب‭ ‬تبنيها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬حيال‭ ‬الارتقاء‭ ‬بقطاع‭ ‬الطفولة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا