العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الصمود الفلسطيني يقهر مخطط «التهجير القسري»

بقلم: عبد الله السناوي {

الجمعة ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

يلوح‭ ‬شبح‭ ‬نكبة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وعربية‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬العشوائي‭ ‬المتصل‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬للانتقام‭ ‬من‭ ‬بيوتها‭ ‬وأهلها‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬التي‭ ‬أذلت‭ ‬جيشها‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

تتصاعد‭ ‬عمليات‭ ‬التقتيل‭ ‬والترويع‭ ‬لإجبار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬جنوبها‭ ‬تمهيداً‭ ‬لتوطينهم‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تخطط‭ ‬إسرائيل‭.‬

في‭ ‬النكبة‭ ‬الأولى‭ (‬1948‭)‬،‭ ‬أجبر‭ ‬نحو‭ (‬750‭) ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬من‭ ‬ديارهم‭ ‬وقراهم‭ ‬بالترويع‭ ‬والمجازر،‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬المسلحة‭.‬

بعد‭ (‬75‭) ‬عاما‭ ‬تتكرر‭ ‬مشاهد‭ ‬الترويع‭ ‬بصورة‭ ‬أفدح،‭ ‬تقتيل‭ ‬جماعي‭ ‬بكتل‭ ‬نيران‭ ‬هدمت‭ ‬بنايات‭ ‬فوق‭ ‬رؤوس‭ ‬أهلها‭ ‬وأزالت‭ ‬أحياء‭ ‬بكاملها،‭ ‬استخدمت‭ ‬القنابل‭ ‬الفسفورية‭ ‬المحرمة‭ ‬دوليا،‭ ‬قطعت‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬وقصفت‭ ‬المستشفيات‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬نفسه‭.. ‬‮«‬التهجير‭ ‬القسري‮»‬‭.‬

نزح‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬المحقق‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬أدنى‭ ‬استعداد‭ ‬لمغادرة‭ ‬القطاع‭ ‬المنكوب‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬والتوطن‭ ‬فيها‭ ‬بذريعة‭ ‬الأمن‭ ‬والحماية‭!‬

تستهدف‭ ‬الدعوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الملحة‭ ‬والمكثفة‭ ‬لإخلاء‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬أمرين‭ ‬رئيسيين‭:‬

الأول،‭ ‬اقتحام‭ ‬غزة‭ ‬بعملية‭ ‬عسكرية‭ ‬برية‭ ‬واسعة‭ ‬لاجتثاث‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وتصفية‭ ‬قياداتها‭.‬

حروب‭ ‬المدن‭ ‬بذاتها‭ ‬مكلفة‭.‬

بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ (‬365‭) ‬كيلومترا‭ ‬مربعا‭ ‬فإن‭ ‬العواقب‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تطيقها‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬التي‭ ‬نالتها‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬وفقدت‭ ‬ثقتها‭ ‬في‭ ‬نفسها‭.‬

بصورة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬تطلب‭ ‬إسرائيل‭ ‬عملية‭ ‬تلفزيونية‭ ‬غير‭ ‬مكلفة‭ ‬لإعادة‭ ‬هيبة‭ ‬جيشها‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬الردع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬أخلت‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬ودمرت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ينبض‭ ‬بالحياة‭ ‬فيها‭.‬

الثاني،‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحساب‭ ‬العسكري‭ ‬المباشر‭ ‬إلى‭ ‬الاستهداف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بإعادة‭ ‬طرح‭ ‬سيناريوهات‭ ‬‮«‬الوطن‭ ‬البديل‮»‬‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬وحسابات‭ ‬جديدة‭ ‬تبدو‭ ‬فيها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والتحالف‭ ‬الغربي‭ ‬وحلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬المحتدم‭ ‬على‭ ‬المصير‭ ‬الفلسطيني‭.‬

الوطن‭ ‬البديل‭ ‬طرح‭ ‬نفسه‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬‮«‬الخيار‭ ‬الأردني‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬ينزح‭ ‬سكان‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬بالكامل‭ ‬والتوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬فيها‭ ‬دون‭ ‬ممانعة‭ ‬من‭ ‬الكتل‭ ‬السكانية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

تراجع‭ ‬ذلك‭ ‬الخيار‭ ‬بأثر‭ ‬تطورين‭ ‬مهمين،‭ ‬أولهما،‭ ‬بروز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ (‬1967‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬تعبيرها‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كممثل‭ ‬شرعي‭ ‬ووحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬وثانيهما،‭ ‬توقيع‭ ‬معاهدة‭ ‬وادي‭ ‬عربة،‭ ‬بين‭ ‬الأردن‭ ‬وإسرائيل‭ ‬عام‭ (‬1994‭).‬

ثمة‭ ‬اعتقاد‭ ‬أردني‭ ‬راسخ،‭ ‬رغم‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬توطين‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬بذريعة‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬فإن‭ ‬الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬إجبار‭ ‬أهالي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بمجازر‭ ‬مماثلة‭ ‬على‭ ‬الزحف‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭.‬

إعادة‭ ‬إنتاج‭ ‬سيناريوهات‭ ‬وهواجس‭ ‬الوطن‭ ‬البديل‭ ‬تعبير‭ ‬صريح‭ ‬عن‭ ‬تقوض‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬وعدم‭ ‬استعداد‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬لأي‭ ‬انسحابات‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬أراض‭ ‬عربية‭ ‬محتلة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬القرارات‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدولية‭.‬

الوطن‭ ‬البديل‭ ‬طرح‭ ‬نفسه‭ ‬ثانياً‭ ‬على‭ ‬سيناء‭ ‬المصرية‭ ‬بدواعي‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬صداع‭ ‬غزة‭ ‬والمقاومة‭ ‬المتمركزة‭ ‬فيها‭.‬

رغم‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام‭ ‬المصرية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬ظل‭ ‬ذلك‭ ‬المشروع‭ ‬مطروحاً‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬التفكير‭ ‬والتخطيط‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

طرحه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬حسني‭ ‬مبارك،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬رأيه‭ ‬قاطعاً‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أنا‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أتخن‭ ‬مني‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬سيناء‮»‬‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬الاستنتاج‭ ‬صحيحاً‭ ‬ودقيقاً،‭ ‬إنه‭ ‬المستحيل‭ ‬بكل‭ ‬اعتبار،‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬حساب‭.‬

‮»‬التهجير‭ ‬القسري‮»‬‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬‮«‬الأبارتهيد‮»‬،‭ ‬والتقتيل‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬غرف‭ ‬الغاز‭ ‬النازية‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭.‬

بتعبير‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬فإن‭ ‬حصار‭ ‬غزة‭ ‬يشبه‭ ‬الحصار‭ ‬النازي‭ ‬لـلينينغراد‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭.‬

هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬ماثلة‭ ‬بقوة‭ ‬صور‭ ‬المأساة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وجثث‭ ‬الأطفال‭ ‬الملقاة‭ ‬أمام‭ ‬البيوت‭ ‬المهدمة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

التدليس‭ ‬على‭ ‬الحقيقة‭ ‬بدا‭ ‬مروعاً‭ ‬في‭ ‬الخطابين‭ ‬الرسمي‭ ‬والإعلامي‭ ‬الغربي،‭ ‬باستثناء‭ ‬أصوات‭ ‬معدودة‭.‬

عاد‭ ‬سيناريو‭ ‬‮«‬التهجير‭ ‬القسري‮»‬‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬عسكري‭ ‬واستخباراتي‭ ‬كامل‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬إرسال‭ ‬حاملتي‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكيتين‭ ‬‮«‬جيرالد‭ ‬فورد‮»‬‭ ‬و‮«‬إيزنهاور‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬ووصول‭ ‬بوارج‭ ‬بريطانية‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬محض‭ ‬تظاهرة‭ ‬عسكرية‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬رسالة‭ ‬ردع‭ ‬لإيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬‮«‬استغلال‭ ‬الوضع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتدهور‮»‬‭.‬

إنه‭ ‬دعم‭ ‬مطلق‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وتصريح‭ ‬بالقتل‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭.‬

في‭ ‬مستهل‭ ‬جولته‭ ‬بالمنطقة‭ ‬صرح‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭: ‬جئت‭ ‬لإسرائيل‭ ‬كيهودي‭ ‬لا‭ ‬كوزير‭ ‬خارجية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

تماهت‭ ‬المواقف‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للصراع،‭ ‬انتهكت‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬والحقائق،‭ ‬اختلقت‭ ‬روايات‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬دليل‭ ‬عليها‭ ‬وثبت‭ ‬كذبها‭ ‬كتورط‭ ‬مقاتلي‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬في‭ ‬اغتصاب‭ ‬النساء‭ ‬وقطع‭ ‬رؤوس‭ ‬الأطفال‭ ‬وجرى‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬داعشية‮»‬‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬تدليساً‭ ‬على‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فالصراع‭ ‬بين‭ ‬احتلال‭ ‬عنصري‭ ‬استيطاني‭ ‬ومقاومة‭ ‬مشروعة‭ ‬وفق‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭.‬

بدت‭ ‬قضية‭ ‬‮«‬الرهائن‮»‬‭ ‬أولوية‭ ‬مطلقة‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬جولة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ساعياً‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وتوفير‭ ‬دعم‭ ‬إقليمي‭ ‬للإفراج‭ ‬عنهم‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط،‭ ‬أو‭ ‬تبادل‭ ‬مع‭ ‬أسرى‭ ‬فلسطينيين‭ ‬يقبعون‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭.‬

ثم‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬توفير‭ ‬مناطق‭ ‬آمنة‭ ‬للفلسطينيين‮«‬‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬الدعوة‭ ‬أقرب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬لأوامر‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لأهالي‭ ‬غزة‭ ‬بالنزوح‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬طلباً‭ ‬للأمن‭ ‬والسلامة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬طائراتها‭ ‬استهدفت‭ ‬النازحين‭ ‬وقتلت‭ ‬وروعت‭ ‬أعداداً‭ ‬كبيرة‭ ‬منهم‭.‬

تبدت‭ ‬في‭ ‬أهدافه‭ ‬تبنيه‭ ‬لمشروع‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭.‬

بتعبير‭ ‬إسرائيلي‭ ‬تردد‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تطلبون‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬بدواعي‭ ‬الأخوة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬فتح‭ ‬الحدود‭ ‬لاستضافة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بصورة‭ ‬مؤقتة؟‮»‬‭.‬

الأجدر‭ ‬بالحقيقة‭ ‬طرح‭ ‬سؤال‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمريكيون‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬ارتكاب‭ ‬كل‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬العزل؟‮»‬‭.‬

السؤال‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحاً‭ ‬الآن‭: ‬سيناريو‭ ‬‮«‬التهجير‭ ‬القسري‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬ممكن؟‭.. ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬يُفضي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬استقرار‭ ‬أو‭ ‬أمن‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية؟

الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬بشقيه‭: ‬مستحيل‭ ‬تماماً‭.‬

لا‭ ‬المصريون‭ ‬ولا‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬ولا‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬بأسره‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬كإيران‭ ‬وتركيا‭ ‬بوارد‭ ‬قبول‭ ‬ذلك‭ ‬السيناريو‭ ‬الكارثي‭.‬

غزة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وجزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬لا‭ ‬إخلاؤها‭ ‬ممكن‭ ‬ولا‭ ‬حذفها‭ ‬متاح‭.‬

‮«‬حماس‮»‬‭ ‬أكدت‭ ‬بوضوح‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬لبساً‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬رئيس‭ ‬مكتبها‭ ‬السياسي‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭: ‬‮«‬لا‭ ‬هجرة‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‮»‬‭.‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬فلسطيني‭ ‬واحد‭ ‬مستعد‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬تكرار‭ ‬النكبة‭ ‬الأولى‭ ‬باستعارة‭ ‬أوطان‭ ‬بديلة‭.‬

وسيناء‭ ‬مصرية‭ ‬وسوف‭ ‬تظل‭ ‬كذلك،‭ ‬وقد‭ ‬بذل‭ ‬المصريون‭ ‬فواتير‭ ‬دم‭ ‬وتضحيات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحريرها‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬هذه‭ ‬مسألة‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭ ‬خارج‭ ‬أي‭ ‬نقاش‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬أحد‭ ‬التفريط‭ ‬فيها،‭ ‬أو‭ ‬المساومة‭ ‬عليها‭.‬

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا