العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

ضحيت بتعليمي الجامعي من أجل إعالة أسرتي ولست نادمة

الأربعاء ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

لقبت بسفيرة مناعة المجتمع من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية.. حاصلة على دورة بروتوكول التطوع خلال الأزمات والكوارث من المؤسسة الاتحادية للشباب بأم القيوين... متطوعة في ريادة الأعمال بإنجاز البحرين.. الناشطة الاجتماعية.. مدربة الإبداع.. عضو جمعية المستقبل الشبابية وقرية زايد التراثية هيما حسين جاسم لـ«أخبار الخليج»:

 

 

أجرت‭ ‬الحوار‭: ‬ هالة‭ ‬كمال‭ ‬الدين

يقول‭ ‬العلامة‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬الطنطاوي‭: ‬‮«‬ليست‭ ‬السعادة‭ ‬بالأموال‭ ‬ولا‭ ‬القصور‭ ‬ولكن‭ ‬بسعادة‭ ‬القلب‭.. ‬ولعل‭ ‬أقرب‭ ‬طريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬السعادة‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬الناس‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬السعيد‭ ‬من‭ ‬أسعد‭ ‬غيره،‭ ‬فإسعاد‭ ‬الآخرين‭ ‬سعادة‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬لذتها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالسيرة‭ ‬الطيبة،‭ ‬فهي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬يحققه‭ ‬المرء‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتركه‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الآخرين،‭ ‬وأن‭ ‬أعظم‭ ‬ثروة‭ ‬يجنيها‭ ‬هي‭ ‬حبهم،‭ ‬فقد‭ ‬علمتها‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتمني‭ ‬الخير‭ ‬للجميع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬قلبا‭ ‬نقيا‭ ‬يسخره‭ ‬لإسعادهم،‭ ‬وأن‭ ‬الله‭ ‬يسخر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬لإسعاده،‭ ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬رسالتها‭ ‬التي‭ ‬وهبت‭ ‬لها‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تضحي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أسرتها‭ ‬بإكمال‭ ‬مشوارها‭ ‬العلمي،‭ ‬فعملت‭ ‬بوظيفة‭ ‬متواضعة‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬لقناعتها‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬حب‭ ‬لمن‭ ‬حولك،‭ ‬ومحاولة‭ ‬لرسم‭ ‬الابتسامة‭ ‬على‭ ‬شفاههم‭. ‬

لقد‭ ‬وجدت‭ ‬شغفها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬ومساعدة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وامتصاص‭ ‬أحزانهم،‭ ‬وخاصة‭ ‬لدى‭ ‬فئتي‭ ‬الأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬السن،‭ ‬فجمعت‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬ثرة‭ ‬عظيمة‭ ‬هي‭ ‬حب‭ ‬الآخرين،‭ ‬حققت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الانكسار،‭ ‬والصبر‭ ‬على‭ ‬صدمات‭ ‬الحياة‭.‬

إن‭ ‬تجربتها‭ ‬مليئة‭ ‬بالانكسارات‭ ‬والنجاحات‭ ‬وغنية‭ ‬بالكفاحات‭ ‬والبطولات،‭ ‬لذلك‭ ‬توقفنا‭ ‬عند‭ ‬أهم‭ ‬محطاتها‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

كيف‭ ‬أثرت‭ ‬نشأتك‭ ‬على‭ ‬مسيرتك؟

لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬محبة‭ ‬لفن‭ ‬البوليوود،‭ ‬وعاشقة‭ ‬للأفلام‭ ‬الهندية،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬أسمياني‭ ‬باسم‭ ‬البطلة‭ ‬الهندية‭ ‬الشهيرة‭ ‬هيما‭ ‬ماليني،‭ ‬ولذلك‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرا‭ ‬بالتاريخ‭ ‬والثقافة‭ ‬الهندية،‭ ‬وقرأت‭ ‬عنهما‭ ‬الكثير،‭ ‬وقد‭ ‬شاء‭ ‬القدر‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬وتحديدا‭ ‬بعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬تفرغت‭ ‬لإعالة‭ ‬أسرتي‭ ‬وقمت‭ ‬بدور‭ ‬الرجل‭ ‬فيد‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما،‭ ‬ولذلك‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالجامعة،‭ ‬ولست‭ ‬نادمة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التضحية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مصدر‭ ‬سعادة‭ ‬وفخر‭ ‬لي‭.‬

أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية؟

لقد‭ ‬بدأت‭ ‬مشواري‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬متواضعة‭ ‬للغاية‭ ‬وكانت‭ ‬كاشير‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات،‭ ‬ثم‭ ‬عملت‭ ‬كموظفة‭ ‬استقبال،‭ ‬بعدها‭ ‬التحقت‭ ‬بقسم‭ ‬المبيعات‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬كمشرفة‭ ‬قسم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬البنوك‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬التسويق‭ ‬والمبيعات،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تزوجت‭ ‬وأسست‭ ‬أسرة،‭ ‬هنا‭ ‬قررت‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭ ‬تفرغا‭ ‬لرعاية‭ ‬طفلاي‭ ‬اللذين‭ ‬كانا‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬دخولي‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬ولادة‭ ‬ابني‭ ‬الأول‭ ‬مبارك‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬بداية‭ ‬رحلتك‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي؟

 

حين‭ ‬التحق‭ ‬ابني‭ ‬الأكبر‭ ‬بالروضة‭ ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬التعاون‭ ‬معهم‭ ‬بشكل‭ ‬تطوعي،‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬ناشطة‭ ‬اجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دوري‭ ‬كزوجة‭ ‬وذلك‭ ‬طوال‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬وقد‭ ‬تعاونت‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بمعهد‭ ‬مالك‭ ‬للدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات‭ ‬وقمت‭ ‬بدراسة‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الذات‭ ‬والالتحاق‭ ‬بدورات‭ ‬تدريبية‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

في‭ ‬أي‭ ‬المجالات‭ ‬كان‭ ‬عملك‭ ‬الخيري؟

لقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬خيرية‭ ‬مختلفة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استثمرت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الذات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الالتحاق‭ ‬بدورات‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدور‭ ‬الأمهات‭ ‬وكيفية‭ ‬استغلال‭ ‬أوقاتهن‭ ‬مع‭ ‬أبنائهن‭ ‬بالشكل‭ ‬الأمثل،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬تعلمت‭ ‬أساسيات‭ ‬القيام‭ ‬بدور‭ ‬مدرب‭ ‬مهارات‭ ‬الحياة،‭ ‬بهدف‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكيفية‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬عضوا‭ ‬فعالا‭ ‬به‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬فئتي‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والأطفال‭.‬

لماذا‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار؟

بعد‭ ‬أن‭ ‬وجدت‭ ‬شغفي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬أيقنت‭ ‬أن‭ ‬التطوع‭ ‬ليس‭ ‬بالمال‭ ‬فقط‭ ‬كما‭ ‬يظن‭ ‬البعض،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الآخرين‭ ‬ومحاولة‭ ‬إسعادهم‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬عالم‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشبع‭ ‬هذا‭ ‬الشغف‭ ‬لدي‭ ‬بشدة،‭ ‬بل‭ ‬إنني‭ ‬استفدت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬فمن‭ ‬الأطفال‭ ‬تعلمت‭ ‬حب‭ ‬الحياة‭ ‬والإصرار‭ ‬والأمل،‭ ‬ومن‭ ‬الكبار‭ ‬أدركت‭ ‬أنه‭ ‬مهما‭ ‬تقدم‭ ‬بنا‭ ‬العمر‭ ‬بالوالدين‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ننظر‭ ‬إليهما‭ ‬على‭ ‬أنهما‭ ‬قد‭ ‬بلغا‭ ‬الشيب،‭ ‬بل‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬داخلهما‭ ‬طفل‭ ‬صغير‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الحب‭ ‬والحنان‭ ‬والاحتضان،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬وراء‭ ‬التحاقي‭ ‬بدار‭ ‬أم‭ ‬الحصم‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬عملي‭ ‬التطوعي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬صغيرا‭ ‬لكنه‭ ‬عظيما‭ ‬في‭ ‬معناه‭ ‬وهدفه‭. ‬

أهم‭ ‬الإنجازات؟

لقد‭ ‬التحقت‭ ‬بدورة‭ ‬بروتوكول‭ ‬التطوع‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للشباب‭ ‬بأم‭ ‬القيوين،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ولقبت‭ ‬بسفيرة‭ ‬مناعة‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جامعة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للطب‭ ‬والعلوم‭ ‬الصحية،‭ ‬كما‭ ‬شرفت‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬الصيفية‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الخدمات‭ ‬الطلابية،‭ ‬وقد‭ ‬منحني‭ ‬فريق‭ ‬سفراء‭ ‬السعادة‭ ‬التطوعي‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬افتراضية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬التطوع‭ ‬سمة‭ ‬حضارية‭. ‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬تعاونك‭ ‬مع‭ ‬إنجاز‭ ‬البحرين؟

لقد‭ ‬تطوعت‭ ‬مع‭ ‬إنجاز‭ ‬البحرين‭ ‬لخدمة‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتعليمهم‭ ‬أسس‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬متنوعة‭ ‬منها‭ ‬المبتكر‭ ‬الصغير‭ ‬والمستثمر‭ ‬الصغير،‭ ‬وتم‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬أنا‭ ‬أجد‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬استثمارا‭ ‬للآخرة‭ ‬وليس‭ ‬للدنيا،‭ ‬ويكفيني‭ ‬رسم‭ ‬الابتسامة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬السن،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬الإنجاز‭ ‬الحقيقي‭ ‬والأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭.‬

أصعب‭ ‬محنة‭ ‬مرت‭ ‬بك؟

لقد‭ ‬تعرضت‭ ‬لصدمات‭ ‬عديدة‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬ولعل‭ ‬أصعبها‭ ‬هي‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬أناس‭ ‬لا‭ ‬يستحقونها،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬علمتني‭ ‬عدم‭ ‬التوقف‭ ‬طويلا‭ ‬عند‭ ‬التجارب‭ ‬الصعبة‭ ‬أو‭ ‬المؤلمة،‭ ‬بل‭ ‬تخطيها‭ ‬في‭ ‬أقصر‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬أحاول‭ ‬خلاله‭ ‬وضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يزرع‭ ‬الخير‭ ‬ويتركه،‭ ‬وأن‭ ‬يضع‭ ‬بصمته‭ ‬الخاصة‭ ‬ويترك‭ ‬الأثر‭ ‬الطيب‭ ‬ولا‭ ‬ينتظر‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭.‬

من‭ ‬وراء‭ ‬قوتك‭ ‬وصمودك؟

والدتي‭ ‬هي‭ ‬حياتي،‭ ‬وقدوتي،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬أكبر‭ ‬أبنائها،‭ ‬وتركت‭ ‬تعليمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬أسرتي،‭ ‬ولعبت‭ ‬دور‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما،‭ ‬وأنا‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬التضحيات‭ ‬والتجارب‭ ‬الصعبة‭ ‬تمنح‭ ‬القوة،‭ ‬والشعور‭ ‬بالتفاؤل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمل‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬والالتحاق‭ ‬بالجامعة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كبر‭ ‬طفلاي،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أوفق،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬مازلت‭ ‬أسعى‭ ‬حاليا‭ ‬للالتحاق‭ ‬بجامعة‭ ‬خاصة‭ ‬ودراسة‭ ‬القانون،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬دراستي‭ ‬للشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬طورت‭ ‬من‭ ‬ثقافتي‭ ‬وتعمقي‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬مكنتني‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬الحياة‭ ‬بأسلوب‭ ‬صحيح،‭ ‬وأصبحت‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمنهجي‭ ‬كمسلمة،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أستمد‭ ‬القوة‭ ‬من‭ ‬أبنائي،‭ ‬فهم‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭. ‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬ماذا‭ ‬وراء‭ ‬طلاق‭ ‬الشباب‭ ‬اليوم؟

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الطلاق‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬للقرارات‭ ‬السريعة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالارتباط،‭ ‬وعدم‭ ‬التروي،‭ ‬ومن‭ ‬خبرتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أتوجه‭ ‬بالنصيحة‭ ‬لأي‭ ‬فتاة‭ ‬بأن‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬إكمال‭ ‬دراستها‭ ‬أولا‭ ‬والتسلح‭ ‬بشهادة‭ ‬جامعية،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬الزوج،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الزوج‭ ‬هو‭ ‬السند‭ ‬والظهر‭ ‬والدعم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬ذاتها‭ ‬أولا‭.‬

كيف‭ ‬ترين‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل،‭ ‬لأنه‭ ‬يعلم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬المعرفة‭ ‬المتاحة‭ ‬اليوم،‭ ‬وعلى‭ ‬الآباء‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬لتفريغ‭ ‬ما‭ ‬بداخل‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬طاقات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬كأصدقاء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مع‭ ‬ابني‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬وإدراك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬وسيلة‭ ‬النقاش‭ ‬والإقناع‭ ‬وأترك‭ ‬الحرية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يخصهم‭.‬

حكمة‭ ‬تسيرين‭ ‬عليها؟

الحكمة‭ ‬التي‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬انتهاجها‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬الإنسان‭ ‬يعطى،‭ ‬وأن‭ ‬أجمل‭ ‬صور‭ ‬العطاء‭ ‬هي‭ ‬نيل‭ ‬المحبة‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الآخرين‭ ‬واكتساب‭ ‬الخبرات‭ ‬منهم‭. ‬

حلمك؟

أتمني‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كمنسقة‭ ‬فنية،‭ ‬وأن‭ ‬أصبح‭ ‬سفيرة‭ ‬لبلادي‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مشرف‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬وأن‭ ‬أمثل‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتي‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬زايد‭ ‬بصورة‭ ‬أفخر‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬يتطور‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ويتم‭ ‬دعم‭ ‬المتطوع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬أفكاره‭ ‬واكتشاف‭ ‬مواهبه‭ ‬المختلفة‭.‬

أمنية‭ ‬للمرأة؟

أطمح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬البحرينية‭ ‬تفعيل‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬لها‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يقع‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحوال،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬حقوقها‭ ‬كاملة‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ودعم‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا