العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

منصبي الجديد تحد كبير لإثبات جدارتي بالثقة الملكية

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

يقول‭ ‬الفيلسوف‭ ‬أفلاطون‭: ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬أبدا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يستحق‭ ‬التقدير‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصدفة‭.. ‬بل‭ ‬جاء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭!‬

نعم،‭ ‬فما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬مشوار‭ ‬طويل‭ ‬مليء‭ ‬بالعمل‭ ‬والتعلم‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬نجاحها،‭ ‬حيث‭ ‬صنعت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تحد‭ ‬فرصة‭ ‬لاستئناف‭ ‬المشوار‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬برؤية‭ ‬أعمق،‭ ‬وبخبرة‭ ‬أوفر،‭ ‬وبذكاء‭ ‬أكبر،‭ ‬حتي‭ ‬تركت‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬المتميزات‭.‬

دينا‭ ‬أحمد‭ ‬الفايز،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تتقلد‭ ‬منصب‭ ‬المنسق‭ ‬العام‭ ‬لشؤون‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص،‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬وسام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬للعمل‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬صاحبة‭ ‬تجربة‭ ‬إنسانية‭ ‬وعملية‭ ‬يُقتدى‭ ‬بها‭ ‬أثبتت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬الميزة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الناجحين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬قدرتهم‭ ‬علي‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬سيدنا‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬حين‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أسأل‭ ‬الله‭ ‬خفة‭ ‬الحمل‭.. ‬بل‭ ‬قوة‭ ‬الظهر‮»‬‭ ‬فهكذا‭ ‬كان‭ ‬مبدأها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتها‭ ‬الحافلة‭ ‬بالعطاءات‭ ‬والإنجازات‭!‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬المتشعبة‭ ‬مصدرا‭ ‬غنيا‭ ‬تستمد‭ ‬منه‭ ‬القوة‭ ‬والطاقة،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تسلمت‭ ‬دفة‭ ‬القيادة،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬هو‭ ‬الضمان‭ ‬لعيش‭ ‬حياة‭ ‬صحيحة‭ ‬وصحية،‭ ‬لذلك‭ ‬تصدَّر‭ ‬دائما‭ ‬قائمة‭ ‬أولوياتها،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬منبع‭ ‬السعادة‭ ‬والاستقرار‭ ‬ليس‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬ولأسرتها،‭ ‬لذلك‭ ‬جاء‭ ‬تقلدها‭ ‬لمنصبها‭ ‬الجديد‭ ‬ليتوج‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬وشاقة‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والمثابرة‭. ‬

فما‭ ‬محطات‭ ‬المشوار؟‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬رحلة‭ ‬الوصول‭ ‬والصعود؟

وماذا‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬والإنجازات؟

وأسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬حاولنا‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

‭ - ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬تربيت‭ ‬تربية‭ ‬عسكرية‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬معنى‭ ‬الانضباط‭ ‬والالتزام‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬كما‭ ‬إنني‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬محبة‭ ‬للعلم‭ ‬والتعلم،‭ ‬وعايشت‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬رعيل‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رائدات‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فإحدى‭ ‬عماتي‭ ‬كانت‭ ‬مديرة‭ ‬مدرسة،‭ ‬ولي‭ ‬عمة‭ ‬أخرى‭ ‬أسست‭ ‬أول‭ ‬روضة‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ ‬آنذاك،‭ ‬التي‭ ‬التحقت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬طفولتي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرا‭ ‬بهذا‭ ‬المناخ،‭ ‬هذا‭ ‬إلي‭ ‬جانب‭ ‬فضل‭ ‬والدتي‭ ‬وهي‭ ‬مصرية‭ ‬الجنسية‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬حب‭ ‬العلم‭ ‬بداخلي‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬تعرب‭ ‬لي‭ ‬عن‭ ‬أمنيتها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬معلمة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ورغم‭ ‬ميولي‭ ‬لدراسة‭ ‬القانون‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬التحقت‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬وحصلت‭ ‬علي‭ ‬بكالوريوس‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمها،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬كلية‭ ‬للحقوق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬امرأة‭ ‬قوية‭ ‬ومثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الكفاح‭ ‬والصبر‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬كفاح‭ ‬والدتك؟

‭- ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬امرأة‭ ‬قوية‭ ‬ومثابرة‭ ‬وصبورة‭ ‬إلي‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منها‭ ‬معنى‭ ‬الكفاح‭ ‬وكيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تواجهني‭ ‬وعدم‭ ‬الاستسلام‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بإدارة‭ ‬أعمال‭ ‬والدي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬لظروف‭ ‬صحية‭ ‬قاسية‭ ‬أوصلته‭ ‬إلي‭ ‬فقدان‭ ‬بصره‭ ‬وبتر‭ ‬ساقه،‭ ‬فتحملت‭ ‬مسؤولية‭ ‬رعايته‭ ‬إلي‭ ‬جانب‭ ‬أبنائها‭ ‬الستة،‭ ‬وأصرت‭ ‬علي‭ ‬إكمال‭ ‬تعليمنا‭ ‬وتسليحنا‭ ‬بسلاح‭ ‬العلم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أشعرني‭ ‬بالإصرار‭ ‬علي‭ ‬مواصلة‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية‭ ‬رغم‭ ‬زواجي‭ ‬أثناء‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬اشترط‭ ‬ذلك‭ ‬مقابل‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬زواجي‭ ‬المبكر،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬عملت‭ ‬معلمة‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬عقبة‭ ‬بن‭ ‬نافع‭ ‬مدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬وأزعم‭ ‬أنني‭ ‬طبقت‭ ‬عمليا‭ ‬ما‭ ‬تربيت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬مع‭ ‬تلامذتي‭ ‬،‭ ‬وحرصت‭ ‬علي‭ ‬القيام‭ ‬بدوري‭ ‬التربوي‭ ‬إلي‭ ‬جانب‭ ‬التعليمي‭.‬

بداياتك‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني؟

‭- ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬حصلت‭ ‬علي‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬مجلسي‭ ‬الشوري‭ ‬والنواب،‭ ‬فضحيت‭ ‬بعملي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إشباع‭ ‬شغفي‭ ‬بالقانون‭ ‬والذى‭ ‬ظل‭ ‬يلازمني‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬قضيتها‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬التدريس،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬كباحث‭ ‬ثم‭ ‬إخصائي‭ ‬ثم‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬ثم‭ ‬مدير‭ ‬فوكيل‭ ‬مساعد،‭ ‬حيث‭ ‬عاصرت‭ ‬الفصول‭ ‬التشريعية‭ ‬الست،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقلدت‭ ‬منصبي‭ ‬الحالي‭ ‬عقب‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬نيلي‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬الملكية‭ ‬مثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬بقدره،‭ ‬وأن‭ ‬أثبت‭ ‬جدارتي‭ ‬للقيام‭ ‬بمهامي‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭. ‬

‭ ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتك؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل‭ ‬بوزارة‭ ‬شؤون‭ ‬مجلسي‭ ‬الشوري‭ ‬والنواب‭ ‬كان‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬ميولي‭ ‬القانونية‭ ‬ويشبعها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬بأي‭ ‬صعوبة‭ ‬اللهم‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لافتقادي‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬أصبحت‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬وكأنها‭ ‬أبنائي،‭ ‬فأي‭ ‬قانون‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬فكرة‭ ‬تولد‭ ‬وتكبر‭ ‬وتصبح‭ ‬مشروع‭ ‬أراه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لاحقا،‭ ‬ولأنني‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الحماس‭ ‬لعودة‭ ‬الحياة‭ ‬النيابية‭ ‬إلي‭ ‬مملكتنا‭ ‬فقد‭ ‬سعدت‭ ‬كثيرا‭ ‬حين‭ ‬سنحت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬لبنة‭ ‬من‭ ‬لبنات‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬،‭ ‬وحرصت‭ ‬دائما‭ ‬علي‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬وخبراتي‭ ‬للتأهل‭ ‬للقيام‭ ‬بدوري‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬كحلقة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬السطلتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬أثبت‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬مهمته‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وبشهادة‭ ‬وإشادة‭ ‬الجميع‭.‬

أصعب‭ ‬مرحلة؟

‭- ‬أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬كانت‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تقلدي‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬شؤون‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬،‭ ‬فبعد‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬قررت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬والحصول‭ ‬علي‭ ‬البكالوريوس‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وبالطبع‭ ‬تضاعفت‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬وكان‭ ‬لزاما‭ ‬علي‭ ‬إحداث‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬كوني‭ ‬زوجة‭ ‬وأما‭ ‬وموظفة‭ ‬وطالبة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬التخرج‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬التحقت‭ ‬ببرنامج‭ ‬التمكين‭ ‬السياسي‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬تحديدا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬علي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يومي‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬وينتهي‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬الثالثة‭ ‬بعد‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭. ‬

وكيف‭ ‬تمكنتِ‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬مسؤولياتك؟

‭- ‬لقد‭ ‬حاولت‭ ‬واجتهدت‭ ‬لإحداث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬المتشعبة‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يأتي‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬بقدر‭ ‬ما،‭ ‬ولكني‭ ‬كنت‭ ‬شديدة‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التواجد‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬أبنائي،‭ ‬وبفضل‭ ‬تعاون‭ ‬ودعم‭ ‬زوجي‭ ‬المستمرين‭ ‬لي،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬ولا‭ ‬يفوتني‭ ‬هنا‭ ‬تأكيد‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬أنني‭ ‬نشأت‭ ‬أبنائي‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬نجاحي‭ ‬حتى‭ ‬أصبحوا‭ ‬شركاء‭ ‬لي‭ ‬فيه،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬لهم‭ ‬تقبلهم‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬أولوياتي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬مكنني‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحي‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭. ‬

ما‭ ‬هو‭ ‬التعامل‭ ‬الأمثل‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي؟

‭- ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬لا‭ ‬يطبقون‭ ‬مبدأ‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬بل‭ ‬ينفردون‭ ‬بقراراتهم‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحوال،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ابني‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬لحادث‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬16‭ ‬عاما،‭ ‬هنا‭ ‬حدث‭ ‬تحول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬شخصيته‭ ‬وأصبح‭ ‬يستشير‭ ‬ممن‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬ويأخذ‭ ‬بآرائهم،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حزم‭ ‬مقرون‭ ‬بحب‭ ‬وحنان،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬العقل‭ ‬والعاطفة‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬معهم،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بالخوف‭ ‬والقلق‭ ‬عليهم،‭ ‬ولكن‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬اتباع‭ ‬أسلوب‭ ‬السيطرة‭ ‬والتحكم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬طبقته‭ ‬عمليا‭ ‬عند‭ ‬تربية‭ ‬أبنائي‭. ‬

متي‭ ‬تفشل‭ ‬المرأة؟

‭- ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬هي‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬نجاحها‭ ‬أو‭ ‬فشلها،‭ ‬فاستسلامها‭ ‬لأي‭ ‬عقبات‭ ‬وتوقفها‭ ‬عن‭ ‬المسيرة‭ ‬يكون‭ ‬غالبا‭ ‬بقرار‭ ‬منها،‭ ‬ودون‭ ‬شك‭ ‬تبقى‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬أهلها‭ ‬وأسرتها‭ ‬لبلوغ‭ ‬أهدافها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬أشخاص‭ ‬قريبين‭ ‬مني‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬استشاراتهم‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيماني‭ ‬بمبدأ‭ ‬الشورى،‭ ‬وذلك‭ ‬للاستلهام‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬

كيف‭ ‬أثر‭ ‬عملك‭ ‬السياسي‭ ‬علي‭ ‬أسلوب‭ ‬حياتك؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬عملي‭ ‬السياسي‭ ‬أثر‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬حياتي‭ ‬وعلى‭ ‬أسلوب‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬أبنائي،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬أرى‭ ‬نفسي‭ ‬وجهين‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة،‭ ‬وهما‭ ‬السياسة‭ ‬والقانون،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬منهما‭ ‬كيفية‭ ‬توصيل‭ ‬الرسالة‭ ‬المطلوبة‭ ‬مني‭ ‬بأسلوب‭ ‬سهل‭ ‬وصحيح‭ ‬ومباشر‭.‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

‭- ‬لقد‭ ‬قرأت‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬المعرفة‭ ‬منها‭ ‬حكم‭ ‬لقمان‭ ‬الحكيم،‭ ‬ومقدمة‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬وغيرها،‭ ‬واستخلصت‭ ‬منها‭ ‬أهمية‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬أسلوب‭ ‬التفكير‭ ‬المنطقي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬كما‭ ‬علمتني‭ ‬تجارب‭ ‬الحياة‭ ‬مبدأ‭ ‬التمسك‭ ‬بالأمل‭ ‬حتى‭ ‬عند‭ ‬الألم،‭ ‬وعدم‭ ‬اليأس‭ ‬أو‭ ‬الاستسلام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جسده‭ ‬والدي‭ ‬عمليا‭ ‬خلال‭ ‬أزمته‭ ‬الصحية‭ ‬الشديدة،‭ ‬فبرغم‭ ‬ما‭ ‬مر‭ ‬به‭ ‬كانت‭ ‬ابتسامته‭ ‬لا‭ ‬تفارقه،‭ ‬وكان‭ ‬يذهب‭ ‬بنفسه‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬بعد‭ ‬فقدان‭ ‬بصره‭ ‬وبتر‭ ‬ساقه‭ ‬ولم‭ ‬يشعرنا‭ ‬قط‭ ‬بأي‭ ‬مشاعر‭ ‬سلبية‭ ‬رغم‭ ‬معاناته‭. ‬

طموحك‭ ‬القادم؟

‭- ‬أنا‭ ‬أجد‭ ‬سعادتي‭ ‬ومتعتي‭ ‬وراحتي‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وفخورة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬طموحات‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬المستوي‭ ‬العلمي‭ ‬فأستعد‭ ‬حاليا‭ ‬لمواصلة‭ ‬مشواري‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬القانوني،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشعرني‭ ‬بالوقوف‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬صلبة،‭ ‬وإنسانيا‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬أحفادي‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭. 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا