العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

عشت طفولة ملؤها البؤس والحرمان لكنها صنعت مني امرأة قوية

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

يقول‭ ‬الأديب‭ ‬البريطاني‭ ‬وليام‭ ‬شكسبير‭: ‬‮«‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬أقوى‭ ‬مخلوق‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭.. ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬الألم‭.. ‬وتربي‭ ‬الأطفال‭.. ‬وتبني‭ ‬الحضارات‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬الخفية‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬العالم،‭ ‬لكونها‭ ‬تملك‭ ‬طاقة‭ ‬خارقة‭ ‬عند‭ ‬مواجهة‭ ‬ضغوطات‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬صمود‭ ‬لتصنع‭ ‬السعادة‭ ‬لنفسها‭ ‬ولمن‭ ‬حولها،‭ ‬فكما‭ ‬يقولون‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تحطمت‭ ‬البتلة‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬لتصبح‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬الزهور‭ ‬الأخرى‭ ‬كافة‭.‬

حصة‭ ‬محمد‭ ‬السطيحي‭ ‬أم‭ ‬بطلة،‭ ‬صاحبة‭ ‬قصة‭ ‬إنسانية‭ ‬ملهمة،‭ ‬مليئة‭ ‬بالكفاح‭ ‬والنجاح‭ ‬والألم‭ ‬والأمل،‭ ‬تخلى‭ ‬عنها‭ ‬والدها‭ ‬في‭ ‬الصغر،‭ ‬فعاشت‭ ‬طفولة‭ ‬يخيم‭ ‬عليها‭ ‬البؤس‭ ‬والحرمان،‭ ‬كما‭ ‬مرت‭ ‬بتجربة‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬شريك‭ ‬حياتها‭ ‬وذاقت‭ ‬مرارتها،‭ ‬اضطرتها‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬للعمل‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬كعاملة‭ ‬نظافة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬حتى‭ ‬حققت‭ ‬حلم‭ ‬ابنها‭ ‬بدراسة‭ ‬مجال‭ ‬الطيران،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هي‭ ‬تبتسم‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬وكأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تبكي‭ ‬في‭ ‬الليلة‭ ‬السابقة‭.‬

كانت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬تطوع‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فأطلقوا‭ ‬عليها‭ ‬سفيرة‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬ومازال‭ ‬يتواصل‭ ‬مشوار‭ ‬العطاء‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

‭*‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

‭- ‬حين‭ ‬أسترجع‭ ‬ذكريات‭ ‬الطفولة‭ ‬يصيبني‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الحزن،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬عانيته‭ ‬من‭ ‬بؤس‭ ‬وحرمان،‭ ‬فقد‭ ‬افتقدت‭ ‬خلالها‭ ‬حنان‭ ‬وعطف‭ ‬الأب،‭ ‬وعانيت‭ ‬من‭ ‬الفقر‭  ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أقصى‭ ‬طموحي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬الصغيرة‭ ‬أن‭ ‬أملك‭ ‬لعبة‭ ‬ألهو‭ ‬بها‭ ‬كباقي‭ ‬الأطفال،‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬رزقني‭ ‬بأم‭ ‬مثلت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬ينبوعا‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬كنت‭ ‬أستقي‭ ‬منه‭ ‬ما‭ ‬حرمت‭ ‬منه‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬احتضان‭ ‬العمة‭ ‬ومساندة‭ ‬الأخ‭ ‬الذي‭ ‬دعمني‭ ‬كثيرا،‭  ‬وقد‭ ‬التحقت‭ ‬بالمدرسة‭ ‬بالبحرين‭ ‬حتى‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬وبعدها‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬انتقلت‭ ‬إليها‭ ‬أختي‭ ‬ووالدتي،‭ ‬وهناك‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬بقسم‭ ‬ميكروفيلم‭ ‬الأخبار،‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬وطني‭ ‬الحبيب‭.‬

وبعد‭ ‬العودة؟

بعد‭ ‬عودتي‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬تزوجت‭ ‬وأنجبت‭ ‬ابني‭ ‬الوحيد،‭ ‬وعزمت‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يعيش‭ ‬ابني‭ ‬ما‭ ‬عشته‭ ‬في‭ ‬طفولتي‭ ‬من‭ ‬حرمان‭ ‬معنوي‭ ‬ومادي‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬التي‭ ‬عشتها‭ ‬وفُرضت‭ ‬على‭ ‬فرضا،‭ ‬فحين‭ ‬انفصلت‭ ‬عن‭ ‬زوجي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬نسكنها‭ ‬لم‭ ‬أشعره‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬مدة‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حين‭ ‬كبر‭ ‬وبلغ‭  ‬عمره‭ ‬14‭ ‬بدأ‭ ‬يلاحظ‭ ‬ويتفهم‭ ‬الوضع‭ ‬فيما‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬والده،‭ ‬وسألني‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬فاضطررت‭ ‬أن‭ ‬أخبره‭ ‬بالحقيقة،‭ ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬سعيدة‭ ‬وأشعر‭ ‬براحة‭ ‬كبيرة‭ ‬تجاه‭ ‬حرصي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬طفولة‭ ‬طبيعية‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬الأطفال،‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬مشواره‭ ‬التعليمي‭ ‬وتوفير‭ ‬نفقات‭ ‬ذلك‭ ‬وأحقق‭ ‬حلمه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬مجال‭ ‬الطيران‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬واجهني‭ ‬من‭ ‬تحديات‭.‬

‭*‬وكيف‭ ‬واجهتِ‭ ‬تلك‭ ‬التحديات؟

‭- ‬لقد‭ ‬كافحت‭ ‬حتى‭ ‬أوفر‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬التحق‭ ‬بالمدرسة‭ ‬الباكستانية،‭ ‬ونشأ‭ ‬بها،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬بوظيفة‭ ‬عاملة‭ ‬نظافة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية،‭ ‬وحاولت‭ ‬جاهدة‭ ‬أن‭ ‬أوفر‭ ‬له‭ ‬النفقات‭ ‬اللازمة،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬وفقت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬له‭ ‬أما‭ ‬صالحة‭ ‬وبطلة،‭ ‬فما‭ ‬أكثر‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬وسعيت‭ ‬لتذليلها‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬مساعدات‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬لي‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬ووقوفهم‭ ‬إلى‭ ‬جانبي،‭ ‬واليوم‭ ‬فخورة‭ ‬بأنني‭ ‬حققت‭ ‬له‭ ‬طموحه‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬مجال‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حتى‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الرخصة،‭ ‬وعاد‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ .‬

‭*‬بعد‭ ‬العودة‭ ‬؟

‭- ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬تزامنت‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اضطره‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬مدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬وبالطبع‭  ‬انتهت‭ ‬الرخصة‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها،‭ ‬وهنا‭  ‬قرر‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬كندا‭ ‬والاستقرار‭ ‬بها،‭ ‬وهناك‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭  ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطيران‭ ‬الذي‭ ‬يعشقه‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬تقريبا،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنني‭ ‬أعاني‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬ألم‭ ‬فراقه‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬سنة‭ ‬الحياة‭ ‬ولا‭ ‬حول‭ ‬لنا‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬بالله‭ ‬العظيم‭. ‬

‭*‬ما‭ ‬فاتورة‭ ‬تأدية‭ ‬رسالتك‭ ‬كأم؟

‭- ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬ثمن‭ ‬القيام‭ ‬برسالة‭ ‬الأم‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائها‭ ‬لا‭ ‬يقدر،‭ ‬وحقيقة‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬كيف‭ ‬أديت‭ ‬دوري‭ ‬تجاه‭ ‬ابني‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المادي،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أناجي‭ ‬ربي‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬وأتوسل‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬ييسر‭ ‬ويدبر‭ ‬لي‭ ‬أموري،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬لم‭ ‬أقصر‭ ‬مع‭ ‬ابني‭ ‬الوحيد‭  ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬وأصبحت‭ ‬علاقتنا‭ ‬قوية‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬درجة‭ ‬وأتوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ساندني‭ ‬ودعمني،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬قررت‭ ‬بعد‭ ‬تقاعدي‭ ‬مواصلة‭ ‬عملي‭ ‬التطوعي‭ ‬كناشطة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وكنت‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬تطوعت‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬والحدائق‭ ‬لأقوم‭ ‬بدوري‭ ‬كمواطنة‭ ‬عاشقة‭ ‬لوطنها‭ ‬وللعمل‭ ‬الإنساني‭. ‬

‭*‬ما‭ ‬أهم‭ ‬مساهماتك‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا؟

‭- ‬كنت‭ ‬أتجول‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬وأذهب‭ ‬إلى‭ ‬الشواطئ‭ ‬وأقوم‭ ‬بتعقيم‭ ‬وتنظيف‭ ‬المقاعد‭ ‬أو‭ ‬الطاولات‭ ‬وكذلك‭ ‬داخل‭ ‬المجمعات‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬نفقتي‭ ‬وبقرار‭ ‬شخصي‭ ‬مني،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مساهماتي‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالمناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬بلدي‭ ‬وكذلك‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬المختلفة‭  ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومن‭ ‬مالي‭ ‬الخاص‭ ‬ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬رئيسة‭ ‬الفعاليات‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ ‬الإبداعي،‭ ‬كما‭ ‬دعمت‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬وكنت‭ ‬أشتري‭ ‬لهم‭ ‬الهدايا‭ ‬وأغلفها‭ ‬لأحقق‭ ‬لهم‭ ‬ولو‭ ‬قدرا‭ ‬ضئيلا‭ ‬من‭ ‬السعادة‭. ‬

‭*‬ما‭ ‬هو‭ ‬حصاد‭ ‬تلك‭ ‬الجهود؟

‭- ‬أجمل‭ ‬الحصاد‭ ‬هو‭ ‬إشعار‭ ‬الآخرين‭ ‬بالبهجة‭ ‬والسعادة‭ ‬مهما‭ ‬كلفني‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬أو‭ ‬عمل،‭ ‬ويكفيني‭ ‬ذلك،‭ ‬صحيح‭ ‬أنني‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تكريمي‭ ‬لكفاحي‭ ‬وتأدية‭ ‬رسالتي‭ ‬كأم‭ ‬وكناشطة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬ولكني‭ ‬عوضت‭ ‬ذلك‭ ‬بتكريمي‭ ‬لنفسي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مناسبة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الأم،‭ ‬ولشخصيات‭ ‬مميزة‭  ‬لعبوا‭ ‬دورا‭ ‬مميزا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬منهم‭ ‬مديرة‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬وكذلك‭ ‬بابا‭ ‬ياسين‭ ‬والمخرج‭ ‬أحمد‭ ‬المقلة‭ ‬وغيرهم،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أشعر‭ ‬بأنني‭ ‬امرأة‭ ‬بمائة‭ ‬رجل‭ ‬كما‭ ‬يراني‭ ‬البعض،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أواصل‭ ‬مشواري‭ ‬وعطائي‭ ‬كسفيرة‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬وأن‭ ‬أؤدي‭ ‬دوري‭ ‬تجاه‭ ‬وطني‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭. ‬

‭*‬شيء‭ ‬أشعرك‭ ‬بالندم‭ ‬تجاهه؟

‭- ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬شعرت‭ ‬بالندم‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬الاختيار‭ ‬غير‭ ‬الصحيح‭ ‬لشريك‭ ‬الحياة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬مازلت‭ ‬أكن‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬ففي‭ ‬النهاية‭ ‬هو‭ ‬والد‭ ‬ابني،‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬وأود‭ ‬الإشارة‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬عانيته‭ ‬منه‭ ‬ومن‭ ‬والدي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬انطباعي‭ ‬عن‭ ‬الرجال‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وتربطني‭ ‬ببعضهم‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬ومميزة،‭  ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الآباء‭ ‬السابقين‭ ‬كانوا‭ ‬يتسمون‭ ‬بالقسوة‭ ‬والشدة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فهم‭ ‬مختلفون‭ ‬ويتحلون‭ ‬بالصبر‭ ‬واللين‭.‬

‭*‬نصيحتك‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬فتاة؟

‭- ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وتجاربي‭ ‬الطويلة‭ ‬أنصح‭ ‬أي‭ ‬فتاة‭ ‬بأن‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬بوالديها‭ ‬لأنهما‭ ‬يمثلان‭ ‬الخير‭ ‬والبركة‭ ‬لها،‭ ‬وأن‭ ‬تبني‭ ‬نفسها‭ ‬وتؤمن‭ ‬مستقبلها‭ ‬وتتسلح‭ ‬بالعلم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬خطوة‭ ‬الزواج،‭ ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬تحسن‭ ‬الاختيار‭ ‬لشريك‭ ‬حياتها،‭ ‬والملاحظ‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬وراء‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬بين‭ ‬الشباب،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬التأني‭ ‬وعدم‭ ‬العجلة‭ ‬والانتظار‭ ‬لبلوغ‭ ‬السن‭ ‬الذي‭ ‬تشعر‭ ‬فيه‭ ‬بالنضج،‭ ‬فالزواج‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬المصيرية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬مستقبلها‭.‬

‭*‬حلم‭ ‬ضائع‭ ‬وسط‭ ‬زحمة‭ ‬الحياة؟

‭- ‬كم‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬ألتحق‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬تمسكي‭ ‬بالالتزام‭ ‬والانضباط‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬حد،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬من‭ ‬ابني،‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬عيني‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬ولعل‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬علاقتنا‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬دائما‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬وأتذكر‭ ‬طول‭ ‬الوقت‭ ‬وصيته‭ ‬لي‭ ‬بألا‭ ‬ألجأ‭ ‬إلى‭ ‬الكذب‭ ‬وأن‭ ‬أتحلى‭ ‬بالصدق‭ ‬والمصداقية،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭  ‬كنت‭ ‬له‭ ‬بمثابة‭ ‬الأب‭ ‬الشديد،‭ ‬والأم‭ ‬الحنون‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬وما‭ ‬يؤلمني‭ ‬اليوم‭ ‬حقا‭ ‬هو‭ ‬فراقه،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬لي‭ ‬الظروف‭ ‬وخاصة‭ ‬المادية‭ ‬أن‭ ‬أراه‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬تقريبا،‭ ‬لذلك‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬سكني‭ ‬الذي‭ ‬يذكرني‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركانه‭ ‬وذلك‭ ‬لمحاولة‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬القاسي‭. ‬

‭*‬أمنية؟

‭- ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬حلمي‭  ‬بالعمل‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬النور‭ ‬رغم‭ ‬تأخر‭ ‬الوقت‭ ‬وأن‭ ‬أمتلك‭ ‬مشروع‭ ‬عربة‭ ‬للطعام،‭ ‬وفيما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬فأنا‭ ‬أشعر‭ ‬بالحمد‭ ‬والشكر‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬لابني‭ ‬ولنفسي‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬الناس‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا