العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المعاني الإنسانية في العفو الملكي

بقلم: د. نبيل العسومي

الأحد ١٤ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

يمثل‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬الشامل‭ ‬للعفو‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الشغب‭ ‬والقضايا‭ ‬الجنائية‭ ‬والذي‭ ‬شمل‭ ‬1584‭ ‬محكوما‭ ‬وذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬بادرة‭ ‬إنسانية‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬ومكرمات‭ ‬جلالته‭ ‬حتى‭ ‬تجاه‭ ‬الذين‭ ‬زلت‭ ‬بهم‭ ‬القدم‭ ‬وارتكبوا‭ ‬أخطاء‭ ‬ومخالفات‭ ‬أدت‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬السجون‭ ‬لقضاء‭ ‬فترات‭ ‬العقوبة‭ ‬لمدد‭ ‬مختلفة‭ ‬وفقا‭ ‬للأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬بحقهم‭ ‬فكان‭ ‬لهذا‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬فرحتان‭ ‬فرحة‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬وأهالي‭ ‬وأسر‭ ‬وأصدقاء‭ ‬وأقارب‭ ‬وزوجات‭ ‬وأبناء‭ ‬وبنات‭ ‬المشمولين‭ ‬بالعفو‭ ‬بمناسبة‭ ‬العفو‭ ‬عن‭ ‬ذويهم‭ ‬وفرحة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬ولذلك‭ ‬استقبل‭ ‬المواطنون‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفرحة‭ ‬والبهجة،‭ ‬حيث‭ ‬عمت‭ ‬الاحتفالات‭ ‬والأفراح‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬شكرها‭ ‬وتقديرها‭ ‬لملك‭ ‬الإنسانية‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬المبادرات‭ ‬والمكارم‭  ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬عد‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إنسانية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬وصلابة‭ ‬ووحدة‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وحدتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬نعتز‭ ‬ونفتخر‭ ‬بها‭ ‬باعتبارها‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‭ ‬علينا‭ ‬والذي‭ ‬يحتضنها‭ ‬على‭ ‬ترابه‭ ‬كأسرة‭ ‬بحرينية‭ ‬واحدة‭ ‬متحابة‭ ‬متآلفة‭ ‬نحترم‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭.‬

وجاء‭ ‬توجيه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬بتوفير‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬وفرص‭ ‬عمل‭ ‬للمشمولين‭ ‬بالعفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحملهم‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬المنوطة‭ ‬بهم‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬استكمالا‭ ‬للعفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬وذلك‭ ‬لإعادة‭ ‬إدماجهم‭ ‬وانخراطهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ليكونوا‭ ‬مواطنين‭ ‬صالحين‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬بلدهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬وإمكانياتهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬وفق‭ ‬الدورات‭ ‬والبرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬التي‭ ‬خضعوا‭ ‬لها‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬إضافي‭ ‬لنهج‭ ‬التسامح‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الراسخ‭ ‬والثابت‭ ‬بضرورة‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬للذين‭ ‬أخطأوا‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬رشدهم‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬فرصة‭ ‬للمشمولين‭ ‬بالعفو‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬جادة‭ ‬الصواب‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬والنظام‭ ‬وخصوصا‭ ‬أنهم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬توقيفهم‭ ‬قد‭ ‬خضعوا‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬التأهيل‭ ‬والإصلاح‭ ‬لبرامج‭ ‬ودورات‭ ‬تأهيلية‭ ‬وتثقيفية‭ ‬وتعليمية‭ ‬التي‭ ‬أعدتها‭ ‬لهم‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬توجيهات‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬فكانت‭ ‬فترة‭ ‬الإيقاف‭ ‬لإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬وعدم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬المخالفات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تسلب‭ ‬حريتهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

والعفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬يعد‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬وواضحة‭ ‬للداخل‭ ‬والخارج‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬الأصوات‭ ‬المغرضة‭ ‬التي‭ ‬تنعق‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬والسويد‭ ‬والدنمارك‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬استقروا‭ ‬فيها‭ ‬لبث‭ ‬سمومهم‭ ‬وأكاذيبهم‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬الإصلاحات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬والتي‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬فنحن‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬قيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬رشيدة‭ ‬تراعي‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬لقائد‭ ‬المسيرة‭ ‬وربان‭ ‬السفينة‭ ‬البحرينية‭ ‬الماهر‭ ‬القائد‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬أثلج‭ ‬صدور‭ ‬الجميع‭ ‬والذي‭ ‬أتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬للذين‭ ‬أخطأوا‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الوطن‭ ‬للاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬صفات‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬لأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬هم‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬غرر‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ما،‭ ‬والوطن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬جهودهم‭ ‬وخصوصا‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬ينتظر‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬الكثير‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا